الطريق إلى المغرب.. مطبخه

يحتل المرتبة الثانية دوليًا بوصفه أهم وجهة يقصدها السياح لأطباقه الطيبة

الطريق إلى المغرب.. مطبخه
TT

الطريق إلى المغرب.. مطبخه

الطريق إلى المغرب.. مطبخه

جاء المغرب في المرتبة الثانية على لائحة المحطات السياحية التي يقصدها الناس لمطبخه ومآكله الطيبة من كل حدب وصوب حسب الموقع السياحي البريطاني المعروف «وورلدسيم - Worldsim». ويقول الموقع إن «المغرب هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يقصده السياح إذا أرادوا تناول أفضل المآكل البربرية على وجه الأرض»، وهذا يعني قدر الطاجين ذات الرائحة العبقة التي تقدم في البلدات القديمة، والشاي بالأعشاب والمقصود هنا الشاي بالنعناع وغيره من أنواع السمك الطازج.
وجاء المغرب بعد بولندا على اللائحة، حيث أشار الموقع إلى الجهل بالمطبخ البولندي، حيث ينتشر النقانق أو السوسيج المالح وشوربة الـ«زوريك». وينصح الموقع السياح بزيارة المناطق الجبلية الجنوبية أو الجبال التي تفصل بين بولندا وسلوفاكيا، حيث ينتشر طبق جبنة الغنم المشوي.
وجاءت في المرتبة الثالثة جامايكا، حيث يوجد كثير من الخيرات الطازجة، وخصوصا الثروة السمكية، وشتى أنواع الأطباق مثل طبق السمك المالح المقلي و«الآقية - ackee» الوطني. وهذا الطبق من الأطباق المعروفة دوليا التي تخلط بين فاكهة الآقية وسمك القد المملح. ويعود أصل الفاكهة الاستوائية التي تعد الفاكهة الوطنية لجامايكا، إلى غانا ومالي وسيراليون ونيجيريا في أفريقيا، حيث جلبت إلى جامايكا بداية القرن الثامن عشر، قبل أن يأتي ببذورها ويليام بلاي نهاية القرن الثامن عشر إلى حدائق كيو غاردينز في لندن لحفظها. وكانت ولا تزال الأقلية من أنواع الفاكهة التي يتم التحذير من تناولها؛ لأن بعض أجزائها سام يمكن أن يضر بالصحة. وعادة ما يتم تحضير الطبق عبر نقع السمك المملح في الماء لمدة طويلة للتخلص من الأملاح قبل قليه مع الآقية والبصل والفل الحار المعروف بـ«سكوتيش بونيت» والبندورة والبهارات. ويمكن تناول هذا الطبق المعروف على الفطور، إلى جانب الأرز أو البازيلاء المسلوقة.
ومن العجيب أن تأتي نيوزيلندا في المرتبة الثالثة على اللائحة، لكن تنوع خيراتها من الأسماك والمحار القادم من المحيط الهادئ ولحومها الشهيرة، فضلا عن الأطباق التقليدية لأقلية الماوري، أعطاها المرتبة بجدارة.
ولا عجب أن يبقى المطبخ الهندي في القسم الأعلى من اللائحة وفي المرتبة الرابعة، ويشير الموقع إلى أهمية الأطباق النباتية لجنوب ولاية كارالا، ومذاقات أتار براديش، وأطباق السمك الحارة في ناغالاند. ولا يزال التنوع الكبير في المطبخ الهندي أحد أهم مميزاته على الساحة الدولية.
أما في المرتبة الخامسة فقد جاءت تايلاند التي يصعب الحديث عن الطعام من دون ذكر العاصمة بانكوك التي تشتهر بمأكولاتها المحلية الشعبية في الشوارع، التي تبيع شتى الأنواع من الشعيرية أو النودل التايلاندي إلى طبق الكاري «ماسمان - Massaman». ويقول البعض: استخدام كلمة ماسمان جاء للتعبير عن «المسلمين» لأن الطبق ليس تايلاندي الأصل، بل جاء من إيران في القرن السابع عشر.
وعادة ما تتألف مكونات الطبق الطيب والشهير من: اللحم (دجاج أو بقر أو إوز) وحليب جوز الهند، والبصل، والفستق أو الكاجو، والبطاطا، والبهارات القادمة من ماليزيا والشرق مثل ورق الغار والكمون والهال وسكر التمر أو النخيل، وصلصة السمك والفلفل الحار والتمر هندي واليانسون الهندي. وكانت إيطاليا في المرتبة السادسة، حيث لا تزال البيتزا المحلية والباستا من الأطباق التي يرغبها الناس والسياح من جميع أنحاء العالم، وخصوصا المطبوخة في الأفران المحلية في الجنوب وفي سردينيا ونابولي. أضف إلى ذلك أطباق السمك على الشاطئ الأدرياتيكي والريزوتو بالزعفران، وشتى أنواع القهوة والأجبان الإيطالية المعروفة.
وبعد ذلك جاءت المكسيك، وتلتها فرنسا التي لا تزال تعد عاصمة الطعام والمطاعم في العالم، بشوربة البصل المعروفة وخبز الباغيت وأرجل الضفادع والترافل (الكمأة) وغيرها.
كما جاءت مدينة مراكش منذ أسابيع في المرتبة السادسة في لائحة أفضل المدن المعروفة بالطعام حول العالم حسب ترتيب موقع «ثريللسيت - thrillist» المعروف والمختص بنمط العيش، والسياحة والأكل.
ويقول الموقع إن «مراكش لا تشتهر بعمرانها فقط بل بمطبخها ومآكلها الطيبة، وهي من الأماكن التي يقصدها السياح والذواقة حول العالم لهذا الغرض، إذ إن مطبخها ومذاقاته خليط من المطابخ الفرنسية والعربية والأفريقية ما يمنحها مرتبة وموقعا خاصا عند محبي الطعام».
وتضم المدينة الحمراء واحدة من أهم الساحات والمحطات السياحية حول العالم، وهي ساحة جامع الفنا التي أصبحت على لائحة التراث العالمي منذ عام 2001. وتعد الساحة أكبر معرض للفنون الشعبية والطعام في أفريقيا والعالم العربي والعالم على الأرجح. كما ذكر الزميل عبد الكبير الميناوي في «الشرق الأوسط» سابقا، فإن زوار الساحة يجدون كثيرا وكثيرا من المأكولات التي تقترحها المطاعم، أصنافا وأشكالا، فهناك الوجبات الخفيفة، التي تؤجل الجوع إلى حين عودة المعني بالأمر إلى المنزل أو الفندق، من قبيل البيض المسلوق وشوربة الحريرة (مع التمر والشباكية)، وهناك العصائر والمشروبات، مثل عصير البرتقال والشاي المنعنع وبعض «الأكلات» الاستثنائية، مثل (خودنجال) و(الحلزون). كما أن هناك وجبات كاملة تشمل السلطات ورؤوس الخراف المبخرة والكوارع والمشويات، التي تشمل اللحوم الحمراء والبيضاء، فضلا عن الأسماك والكسكس والطنجية والطاجين والبسطيلة والنقانق. وعلى سبيل الختم، يمكن للزائر أن يصادف عربات متنقلة تقترح حلويات مغربية تقليدية.
وجاءت مدينة بوردو الفرنسية على رأس لائحة هذه المدن التي يقصدها السياح لمآكلها وأطباقها الطيبة، وما تقدمه في هذا المجال من مذاقات.
ورغم أن المدينة لا يمكنها أن تنافس العاصمة باريس في إطار المطبخ، فإنها تضم عددا لا بأس به من المطاعم المعروفة والشهيرة مثل (لا توبينا - La Tupina) و(تشاز فيليبي - Chez Phillipe)، و(براسيري بورديليه - Brasserie Bordelaise). فيما تتمتع المدينة بتنوع ممتاز على صعيد المشروبات والمآكل، حيث يجذب نبيذها المعروف في أنحاء المعمورة الناس والسياح من كل حدب وصوب، حيث تنتج منطقة بوردو ما لا يقل عن 700 مليون قارورة نبيذ في السنة. وعادة ما تتم الإشارة إلى الأطباق الفرنسية التقليدية، وطبق الإوز الدهني المطبوخ على نار هادئة والمعروف بـ«فاتي داك كونفتي - fatty duck confit» هذا بدلا عن أطباق السمك الذي يتم صيده على الأطلسي وغيره من الخيرات البحرية مثل بلح البحر والمحار والقريدس والرخويات واللونغستين.
وجاءت مدينة بولونيا الإيطالية التي اخترعت صلصة «البولونيز» في المرتبة الثانية بسبب شهرتها بالمأكولات الإيطالية المحلية والعائلية، وخصوصا التالياتيلي واللازانيا. ويعد طبق التورتيليني الذي يقدم مع الصلصة من أشهر أطباق المدينة.
وبعد بولونيا وبوردو يذهب الموقع إلى مدينة بومباي الهندية التي جاءت في المرتبة الثالثة، إذ إن التنوع العرقي والسكاني يمنح المدينة التي لا يقل عدد سكانها عن عشرين مليون نسمة، تنوعا هائلا في الأطباق والمآكل التي تقدمها.
أما العاصمة البريطانية لندن فقد جاءت في المرتبة الرابعة، حيث بدأت في السنوات الأخيرة تنافس عواصم الطعام حول العالم بسبب تنوعها السكاني وأهميتها السياحية والمالية، مثل باريس وبرشلونة وفيينا وغيرها. فقد شهدت المدينة ولا تزال تشهد ثورات كبيرة في عالم الطعام والمطاعم، سواء أكانت محلية أوروبية أم آسيوية أم لاتينية أو متوسطية. فالمدينة تضم مطاعم أكثر من مائة وسبعين أقلية من الأقليات حول العالم، وتضم نخبة من مطاعم الميشلين ستارز والمطاعم التجريبية والنباتية، أضف إلى ذلك نخبة المطاعم الهندية والصينية والكورية والفيتنامية. ففي لندن اثنان من أهم عشرة مطاعم في العالم الآن.
وجاءت نيويورك بعد لندن للسبب نفسه أي تنوعها مقارنة بغيرها من مدن الولايات المتحدة الأميركية، يشير الموقع إلى البيتزا والهوت دوغ والمأكولات التقليدية التي تقدمها الجالية اليهودية، وخيرة المطاعم التي تجذب خيرة الطباخين الأميركيين والأجانب.
وبعد مراكش جاءت مدينة كارتاخينا الكولومبية المعروفة في المرتبة السابعة، لما تقدمه من مأكولات بحرية طيبة ومتنوعة على الشاطئ الكاريبي، بالإضافة إلى مآكل الأسواق السريعة.
وجاءت مدينة إسطنبول في اللائحة بالمرتبة الثامنة، فهي من أهم مدن الشرق الأوسط تاريخيا وأكثرها اختلاطا وعراقة. فهي مصدر البقلاوة والكباب والمشاوي وشتى أنواع اليخنات. ويشير الموقع إلى البيض المقلي مع البندورة والبصل واللحم بعجين بشكل خاص. ويقول الموقع: «إسطنبول جنة الطعام».
بعد ذلك تأتي طوكيو في المرتبة التاسعة، ولا عجب في ذلك أيضا؛ إذ إن المدينة تضم نخبة من أهم المطاعم في آسيا والعالم، وتضم أكبر تنوع للمطاعم في العالم من مطاعم السوشي إلى مطاعم النودل والمطاعم الفرنسية. وبعد ذلك تأتي برشلونة الإسبانية وهونغ كونغ وكوبنهاغين في الدنمارك ونيو أورلينز في الولايات المتحدة، وبوينس آيريس في الأرجنتين، وهوشي منه (سايغون) في فيتنام، وملبورن في أستراليا، وبينانغ في ماليزيا.
وفي إطار الحديث عن ملبورن الأسترالية، يقول الموقع: إذا كان يمكن مقارنة سيدني بنيويورك، فإن ملبورن هي سان فرانسيسكو. فقد بدأت المدينة تجذب خيرة الطباخين حول العالم، وبدأت في التنافس مع العاصمة سيدني في هذا المجال، كما أنها تضم عددا كبيرا من الأقليات الأوروبية والمشرقية والآسيوية مما يمنحها تنوعا كبيرا على الصعيد المطبخي.
وفي الحديث عن هوشي منه التي بدأت تعود إلى أمجادها، دائما ما يجري الحديث عن ساندويتش ألبان مي، أو الباغيت الفيتنامي مع البيض المقلي والمقاهي وبعض المشروبات الخاصة.



المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».