مواجهات مسلحة في الضالع.. والميليشيات تقصف معسكر الصدرين

محافظ عدن يناقش مع قادة المقاومة خطوات دمج أفرادها بالجيش والأمن

اللواء علي مقبل صالح قائد اللواء 33 يتفقد الخطوط الأمامية في جبهة سناح شمال الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
اللواء علي مقبل صالح قائد اللواء 33 يتفقد الخطوط الأمامية في جبهة سناح شمال الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
TT

مواجهات مسلحة في الضالع.. والميليشيات تقصف معسكر الصدرين

اللواء علي مقبل صالح قائد اللواء 33 يتفقد الخطوط الأمامية في جبهة سناح شمال الضالع أمس («الشرق الأوسط»)
اللواء علي مقبل صالح قائد اللواء 33 يتفقد الخطوط الأمامية في جبهة سناح شمال الضالع أمس («الشرق الأوسط»)

شهدت جبهة منطقة مريس شرق مدينة قعطبة بمحافظة الضالع جنوب البلاد، مواجهات مسلحة بين القوات المشتركة والميليشيات، التي حاولت أمس التقدم نحو معسكر الصدرين جنوبًا، إلا أن المقاومة والجيش تصديا لهذه الميليشيات المسلحة، موقعة بها خسائر كبيرة.
وقال رئيس عمليات المقاومة الشعبية والجيش في محور مريس دمت جبن، العقيد عبد الله مزاحم لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثي وصالح حاولت، أمس (الخميس)، التقدم إلى منطقة مريس، إلا أن رجال المقاومة وبدعم ناري من قوات الجيش في معسكر الصدرين تمكنت من تدمير طاقمين وقتل جنوده، بينما طاقم ثالث ما زال محاصرًا في المكان ذاته الذي تسللت إليه الثلاثة الأطقم بمساعدة من ثلاثة مشايخ في المنطقة.
وأكد مزاحم أن قصفًا مدفعيًا متبادلاً وقع بين الطرفين خلال الساعات الماضية، وأضاف أن مدفعية المقاومة والجيش أطلقت صواريخها عصر أمس نحو منطقة الحقب وخاب، وهي المواقع التي تطلق منها راجمات الميليشيات الانقلابية تجاه مواقع المقاومة والجيش.
وقالت مصادر محلية في منطقة مريس لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات العنيفة التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وحتى الطيران، خلفت نحو 20 قتيلاً وجريحًا بين المسلحين الحوثيين، علاوة على تدمير المقاومة والجيش أطقمًا عسكرية ومصفحات، مشيرة إلى أن طيران التحالف شارك بدوره ومن خلال غارات نفذها، فجر أمس، ونجحت بتدمير عربة مدرعة وطاقمًا للميليشيات الحوثية وقوات صالح، في منطقة نجد الريمان الكائن وسط بين مدينة دمت شمالاً ومركز جبارة بمريس جنوبًا.
وسيطرت المقاومة الشعبية بمنطقة الزيلة التابعة لمريس بمحافظة الضالع على طاقمين وقتل من فيها وحصار طاقم ثالث تابع للميليشيات.
وكانت أصوات قذائف مدفعية ثقيلة سمعت مساء الأربعاء ويوم أمس في منطقة مريس، وقالت مصادر في منطقة جبارة مركز عزلة مريس لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات الحوثية واتباع الرئيس المخلوع قامت بقصف مدفعي صاروخي لمعسكر الصدرين المجاور لمركز العزلة جبارة.
وأشارت إلى أن راجمات الصواريخ التابعة للميليشيات الحوثية بدأت بإطلاق صواريخها من قرية الحقب وخاب وبيت القاضي ناحية معسكر الجيش الوطني الموالي للسلطة الشرعية الذي رد بدوره بقصف مماثل على مصدر النيران.
وفي السياق ذاته، قام اللواء علي مقبل صالح، قائد اللواء 33 مدرع، بتفقد الخطوط الأمامية للجبهة، ولليوم الرابع على التوالي. وقال اللواء مقبل لـ«الشرق الأوسط» إن مستوى الانضباط عال والروح المعنوية للمقاتلين مرتفعة، مؤكدًا على جاهزية قواته لردع أي عدوان جديد.
وفي محافظة عدن، جنوب البلاد، ناقش محافظ محافظة عدن اللواء جعفر محمد سعد، في لقاء جمعه بقادة المقاومة الشعبية، خطوات استيعاب أفراد المقاومة في مؤسستي الجيش والأمن.
اللقاء الذي حضره نائف البكري، وزير الشباب والرياضة رئيس مجلس المقاومة، ونائب وزير الداخلية اللواء على ناصر لخشع، ورئيس جهاز الأمن القومي على حسن الأحمدي، أطلع خلاله المحافظ الحضور على الجهود المبذولة لاستيعاب أفراد المقاومة في المؤسستين العسكرية والأمنية وفي المرافق المدنية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال المحافظ في منشور له على صفحته الشخصية في «الفيسبوك»، إن الأولوية لمن شاركوا في أعمال المقاومة ولأسر الشهداء وضحايا الحرب، كما أكد بأنه وجه الجهات المختصة باستكمال ترتيبات الاستيعاب كافة حتى يتسنى لهؤلاء الحصول على ضمانات أكيدة باستلام مستحقاتهم.
وكشف قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي، عن استيعاب أكثر من 1700 عنصر من أفراد المنطقة، مؤكدًا على أن الترتيبات جارية لإعادة تأهيل المعسكرات حتى تستكمل استيعاب البقية.
وقال المتحدث الرسمي للمقاومة في جبهة العند بمحافظة لحج قائد نصر الردفاني، إن هناك ترتيبات مع دول التحالف العربي بشأن استكمال تشكيل 10 ألوية عسكرية في المدن المحررة من سيطرة الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح ضمن الخطوات الحثيثة لبناء الجيش الوطني القادم، وأن هذه الألوية ستشكل من مقاتلي المقاومة الشعبية وأن سرعة استعادة جاهزية تلك الألوية ستعمل على تأمين المناطق المحررة وتعزيز جبهات القتال بالأفراد المؤهلين والمدربين بشكل حديث.
وأكد في بلاغ صحافي أن هذه القواعد العسكرية ستعمل على تأسيس جيش قوامه أكثر من 18 ألف جندي جلهم من المقاومة والجنود الذين أعلنوا وقوفهم ضد الانقلاب في المدن المحررة، ووفقًا لقرار دمج المقاومة في الجيش الذي صدر مؤخرًا.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.