ديل بوسكي: «أسلوب» الكرة الإنجليزية انتهى بوجود اللاعبين الأجانب

مدرب إسبانيا يؤكد قبل مواجهة إنجلترا اليوم أن منتخبه يمتلك سماته الخاصة

ديل بوسكي يتابع تدريب المنتخب الإسباني  -  ديل بوسكي اعتبر وجود فابريغاس في الدوري الإنجليزي مفيدا للكرة الإسبانية  -  الحارسان الإسبانيان 
كاسياس ودي خيا
ديل بوسكي يتابع تدريب المنتخب الإسباني - ديل بوسكي اعتبر وجود فابريغاس في الدوري الإنجليزي مفيدا للكرة الإسبانية - الحارسان الإسبانيان كاسياس ودي خيا
TT

ديل بوسكي: «أسلوب» الكرة الإنجليزية انتهى بوجود اللاعبين الأجانب

ديل بوسكي يتابع تدريب المنتخب الإسباني  -  ديل بوسكي اعتبر وجود فابريغاس في الدوري الإنجليزي مفيدا للكرة الإسبانية  -  الحارسان الإسبانيان 
كاسياس ودي خيا
ديل بوسكي يتابع تدريب المنتخب الإسباني - ديل بوسكي اعتبر وجود فابريغاس في الدوري الإنجليزي مفيدا للكرة الإسبانية - الحارسان الإسبانيان كاسياس ودي خيا

أكد فيسنتي ديل بوسكي، المدرب الفائز ببطولة كأس العالم مع المنتخب الإسباني عام 2010، التي أقيمت بجنوب أفريقيا، أن قدوم لاعبين من الخارج يجعل الحفاظ على «كرة قدم إنجليزية» أمرا مستحيلا. وفي الحوار الذي أجرته معه صحيفة «الغارديان»، قبل المواجهة المرتقبة بين المنتخبين الإسباني والإنجليزي اليوم، أوضح ديل بوسكي أن مصطلح «التيكي تاكا» الإسباني لا يزعجه. واستبعد المدرب الإسباني إمكانية أن يحقق حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا ما حققه إيكر كاسياس، لكنه لم يستبعد أن يصل لمستواه. وأعرب ديل بوسكي عن اعتقاده أن الكرة الإسبانية تأثرت إيجابا بمشاركة لاعبين إسبان في الدوري الإنجليزي.

* حسنًا، لندخل مباشرة إلى الموضوع: لوري كانينغهام أم ستيف ماكمانامان؟
- اللعنة، لماذا يتعين علينا أن نختار واحدًا من بينهما؟ كنت سعيدًا جدًا مع «ماكا». لقد كان رجلا مهذبًا وشخصًا استثنائيًا. كانت ترتسم دائمًا ابتسامة على وجهه، ولم يتذمر يومًا. كان عظيمًا وشخصية قيادية. كانت تجمعه علاقات طيبة للغاية مع الجميع، وكان يوحد الناس. واجه أوقاتا صعبة (في نهاية مشواره) مع معاناته من آلام في وتر الكاحل، لكنه كان يتدرب كل يوم بنفس العزيمة. كان مثالا يحتذى به.. ولاعب كرة قدم جيدا أيضا، بل جيدا جدًا. لاعب رائع بكل ما تعنيه الكلمة. رأيته في مايوركا مؤخرًا وقد كانت فرصة طيبة.
* لقد دربت ماكمانامان، ولعبت مع كانينغهام..
- لوري كان أكثر تقلبًا.. عندما تفكر فيه. أتذكر بروكسل؟.. ملعب برشلونة، ذا كامب نو؟
* عندما وقف مشجعو برشلونة ليصفقوا له؟..
- بالضبط، لكنها كانت لحظات متفرقة، وليست ثابتة. المقارنة بينهما مستحيلة: أحدهما رياضي لا يبارى، أعني لوري: قوي وسريع وموهوب، يمكنه الجري بسرعة والقفز، باختصار يمتلك كل المقومات. أما الآخر، ماكا، فحقق أقصى استفادة من لعبه وذكائه وخصاله. لم يكن مميزًا من الناحية البدنية بينما لوري كان موهوبا إلى أبعد الحدود.
* ماذا يتبادر لذهنك عندما تقول «الكرة الإنجليزية»؟
- لم تعد هناك كرة قدم إنجليزية، لا أعتقد أنه بات هناك أسلوب إنجليزي أصيل.
* ولم لا؟
- بسبب المزج بين أساليب مختلفة في اللعب. قدوم لاعبين من الخارج يجعل الحفاظ على «كرة قدم إنجليزية» أمرًا مستحيلا. أظن أنه ما زالت هناك بعض السمات الخاصة المميزة في الأندية الإنجليزية، الفرق الإنجليزية القح، لكن على أرضية الملعب يصعب تخمين المدرسة التي تنتمي إليها الفرق. لقد ضاع هذا النقاء في الأساليب الوطنية في اللعب. لا أعتقد أن هناك اختلافات كبيرة بين أي من البلدان. ربما يفوتني شيء ما، لكن حتى المنتخب الوطني الإنجليزي بدأ يشبه المنتخبات الأخرى في القارة الأوروبية.
* في كل مرة تخرج إنجلترا من بطولة ما نتحدث عن إصلاح الجذور والفروع، عن اتباع نماذج أخرى: فرنسا، إسبانيا، والآن ألمانيا..
- ثورة ثم تعقبها ثورة ثم تعقبها ثورة. ينبغي أن تكون نفسك. لكن لا يسعك أن تعمل في فقاعة، وتنظر إلى الداخل فحسب. لا يمكنك الانكفاء على ذاتك، بل يجب أن تكون منفتحًا، وتتعلم مما تفعله بقية البلدان. لكن عالم كرة القدم لا يخلو من الصرعات أيضا، وما يحدد التوجهات أو هذه الصرعات هو الفريق الفائز. لو فاز الألمان فإذن لا بد أن الطريقة الألمانية هي الأفضل، إذا فزنا فلا بد أن إسبانيا تمتلك الإجابة الصحيحة، أو فرنسا (في 1998). إن الكرة الإنجليزية تمتلك الكثير من الأمور الجيدة ولا بد أن تكون ذاتها، لكن ذلك لا يعني أنها لا ينبغي أن تحدث من نفسها أو تتطور.
* ما هو النموذج الإسباني.. هل يضايقك مصطلح «التيكي تاكا»؟
- إنه مجرد تبسيط. إذا كان عليك أن تضع عنوانًا للكرة الإسبانية، فلن تصفنا بالدفاعيين. لو قلت «تيكي تاكا» فإنك تشير إلى امتلاك الكرة، وتقديم كرة قدم هجومية، لكننا كنا دفاعيين جدا أيضا. لقد أصبحنا أبطالا بتسجيل عدد قليل جدًا من الأهداف مع استقبال شباكنا لعدد قليل جدًا من الأهداف أيضا، وما زلنا نمارس نفس الديناميكية.
* إذن.. ما هو النموذج.. ما هي أسباب نجاح إسبانيا؟
- أود أن أذكر الناس بأننا نمتلك سماتنا الخاصة، لكننا لا نختلف في الواقع عن فرنسا أو ألمانيا أو الدول الأخرى من حولنا. لكننا في الماضي كانت لدينا هذه العقدة والآن لم تعد موجودة. والدليل على ذلك اللاعبون الذين انضموا إلى فرق في الخارج وأثبتوا أنهم لا يقلون مهارة عن الآخرين. كما أننا أنجزنا بعض الأمور على النحو الصحيح: هناك هيكل جيد، زيادة في المنشآت المتميزة، علاوة على جهاز تدريبي متميز، بل إنه حتى ثقافة كرة القدم لدى عموم الجماهير قد تحسنت.
لقد بذلنا جهدا على الجانب الفني من أدائنا الكروي، وأصبح ذلك هو الأساس. كان المعتاد أن نركز على الجانب البدني من اللعب. لكن هناك الآن تكاملا بين كل العناصر. راقب أي حصة تدريبية في أي فريق ولن تعود ترى عملا بدنيا، بل هناك عمل فني ثم تكتيكي. كلها باتت متصلة الآن. كانت هناك أيضا نوع من الحمى التكتيكية، كما لو أن تكتيكات اللعب هي كل شيء. لحسن الحظ، أظننا وصلنا إلى حالة من التوازن الآن. كما حالفنا الكثير من الحظ في مسيرتنا، لا يمكننا تجاهل ذلك. أظنه كان مقدرا سلفًا لنا أن نصبح أبطال العالم.
* مقدر سلفًا.. حقًا؟ هل كانت هناك لحظة شعرت فيها بأنك حتمًا ستفوز؟
- كلا، لكن عندما تعود بذاكرتك إلى الوراء وترى ما حدث.. كان الأمر يلوح في الأفق، كان مقدرًا سلفًا. كان محتومًا. إنه القدر.
* أنا شخصيًا لست من المهووسين بجائزة الكرة الذهبية..
- ولا أنا.
* لكن في 2010 قال الناس إن إسبانيًا لا بد أن يفوز بها. لكن السؤال كان: أي إسباني؟ لم يكن هناك نجم أوحد بارز، بل 4 أو 5 مرشحين. هل يعتبر ذلك أفضل تعريف للأسلوب الإسباني؟
- كانت ستصبح فرصة مناسبة لأحد أبطال العالم كي يفوز بالجائزة، كممثل للفريق، لكن الشيء الذي يستحق أعلى درجات الفخر هو كوننا فريقًا واحدًا.
* اغفر لي هذه المحاولة اليائسة لادعاء بعض الفضل، لكن هل كان لإسبانيا أن تحرز كأس العالم من دون إنجلترا، من دون الفرص والخبرات التي وفرها الدوري «الإنجليزي البريميرليغ»؟ إن إسبانيا بلد مصدر للمواهب.. فهل ساعد ذلك؟
- نحن مصدرون للاعبين الموهوبين، أجل، لكننا أيضا نمتلك أفضل لاعبين اثنين في العالم في الدوري الإسباني المحلي. إننا نعيش حقبة رونالدو وميسي.
* عندما تفكر في وصول ميسي إلى إسبانيا في سن الـ13، هل تفكر: «اللعنة كان ينبغي أن نمنحه الجنسية»؟
- كانت هناك محاولة لإتمام ذلك، لكنه قرر أن يتمسك بالبلد الذي ولد فيه، ظل مصرًا على موقفه. تلك ظاهرة لا يمكن أن ندير إليها ظهورنا أو نتظاهر بأنها غير موجودة. لا نعلم من أين سيأتي ميسي أو رونالدو القادمان: ربما يكون أحد الواصلين إلى إسبانيا قادمًا من بلد آخر بحثًا عن حياة أفضل.
* علي أي حال، هل وجود لاعبين في إنجلترا ساعدكم؟
- لقد ساعدنا بالفعل. كان مفيدًا لنا أن يسافر لاعبونا وينضموا إلى فرق أجنبية، من دون شك، هذا أحد أهم العوامل. لقد وسع أذهاننا، وكان تقدمًا كبيرًا، لا يراودني شك في ذلك. عندما يكون لديك سيسك فابريغاس ويصبح قائد آرسنال في سن الـ19، فإن ذلك بالتأكيد مفيد لنا. وما دمنا تطرقنا إلى ذلك، فأحيانا أشكو لأنني أود أن أوزع لاعبي المنتخب على ناد أو اثنين فقط، والآن لاعبونا أكثر تفرقا: البعض في الآرسنال، ومانشستر سيتي ويونايتد وتشيلسي.. تقريبا جميع البلدان التي فازت ببطولات دولية كان لاعبوها منخرطين في ناد معين، سواء كان بايرن ميونيخ أو يوفنتوس أو أي ناد كان..
* أو برشلونة..
- أجل، على الرغم من أنني لا أود أن أستبعد ريال مدريد لأن لدينا 4 أو 5 لاعبين من مدريد، وعلى الرغم من أنه كان لدينا 7 أو 8 من برشلونة، فإننا لم نكن نلعب مثلهم، لكن في ظل وجود لاعبي الوسط: بوسكيتس وألونسو كانا محل انتقاد لكنهما أساسيان. كما كان لدينا 5 لاعبين من ليفربول في مرحلة ما، على سبيل المثال: رينا، وأربيلوا، وتشابي، وتوريس، ولويس غارسيا. تركز اللاعبين أمر جيد لكنهم الآن أكثر توزعًا على الفرق. فلدينا 4 لاعبين من تشيلسي: كوستا وسيسك وبيدرو وأزبيليكويتا. يمكنك أن تبدأ من تلك النقطة. يكون لدينا أيام قليلة جدًا، لذا فهو أمر منطقي. إنك بالطبع لا تستنسخ ما يفعله اللاعبون على مستوى النادي، لكنك بالتأكيد ستكون غبيا لو تجاهلت هذا الجانب.
* إذن، عندما انضم بيدرو إلى تشيلسي هل خطر على بالك للتو «بيدرو، سيسك، كوستا.. قد يكون ذلك مفيدًا»؟
- يا رجل، أول شيء فكرت فيه أن مشاركته في المباريات ستزيد. لقد كان يحظى بذلك في برشلونة. ثم وصلنا مرحلة، لن أسميها طغيان اللاعبين الكبار، لكن يبدو فيها أنك لا تستطيع أن تستبعد اللاعبين المتميزين جدا. وإذا فعل المدرب، فإنه لن يسلم من الانتقاد.
* هل يحزنك ذلك؟
- لا يروق لي. صحيح أن لاعبين من أمثال ميسي أو رونالدو لديهم هذا الطموح الشديد، وهذا ما يجعلهم عظماء. لكن لا بد أن نترك مساحة للكرم أيضا. هناك لاعبون آخرون على مقاعد البدلاء، لا سيما إذا كانت النتيجة 4 أو 5 أهداف دون رد. في مثل هذه الأوقات، ماذا يمنع استبدالهم؟
* بيدرو يسير في درب مشابه. كان هناك 100 لاعب إسباني في فترة ما بالبريميرليغ. والآن ثلث اللاعبين فقط من الإنجليز. هل تمثل هذه مشكلة لمدرب المنتخب الإنجليزي لروي هودجسون؟
- إنها مشكلة هنا أيضا. في وقت ما، لم يكن في تشكيلة أتليتكو التي يبدأ بها المباراة سوى لاعبين إسبان اثنين فقط، ومدريد لعب بثلاثة فقط.. هناك الكثير من اللاعبين الأجانب، لكن لا ينبغي أن أفرط في الشكوى لأنها سياسة الأندية وهم الذين يقررون، وليس أنا. كما يتعين عليهم أن يجلبوا أفضل اللاعبين، وليس بالضرورة أن يولد هؤلاء اللاعبون في باريو ديل بيلار أو تشامارتين، بل يمكن أن يولدوا في أي مكان. الأمر يعود إلى الأندية.
* هل فقدت الأندية هويتها مع ذلك؟
- لا أعتقد ذلك. كوبالا لم يولد في لاس رامبلاس، وخينتو ولد في غوارنيزو وليس في مدريد، بوشكاش كان علامة فارقة في تاريخ مدريد رغم أنه مجري. لا أعتقد أن اللاعبين ينبغي أن يولدوا في المدن التي يلعبون فيها. لكن صحيح أن أندية مثل مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد وفياريال وأشبيلية تعمل على نحو جيد جدًا مع فرق ناشئيها وتمتلك تلك المواهب التي يمكنها وينبغي عليها الاستفادة منها. فلو كان لديك أحدهم سيبدأ 5 أو 10 مباريات في الموسم، فلماذا لا يكون واحد من فرق الشباب؟ هذا منطقي جدا، إنه حتمي. لكن الأندية هي التي تقرر، ولست أنا، لكن بالطبع، وجود عدد أقل من اللاعبين الإسبان يزيد مهمتنا صعوبة.
* لكنك ما زلت تمتلك نحو ثلثي لاعبيك في الدوري الإسباني «الليغا» بجانب المحترفين في الخارج. 7 من أصل 32 في إنجلترا. لكن هيكتور بيليرين لاعب آرسنال ليس في هذا التشكيل. هل ما زالت أمامه الفرصة؟
- لا يزال أمامنا 8 أشهر. لا ينبغي أن نبدأ في الإعلان عن الأسماء الآن. هناك متسع من الوقت لتقييم الكثير من اللاعبين وبعدها نقرر ما الذي سنفعله.
* هل نال دييغو كوستا أصعب وظيفة في كرة القدم.. فاللعب في مركز المهاجم بمنتخب إسبانيا يبدو أحيانا مهمة لا يحسد عليها. فقد سجل هدفًا واحدًا لصالح إسبانيا؟
- كوستا لا يمثل لنا أي مشكلة.
* لكن هل يجد صعوبة في التأقلم.. هل هو المهاجم الخاطئ بالنسبة لمنتخب إسبانيا؟
- كلا، خط الوسط بالمنتخب يتعامل جيدًا مع الكرة، ويضم لاعبين يمتلكون حساسية رائعة، لذا نحن نحتاج إلى مهاجمين يستطيعون خلق المساحات ويتحركون ويخدعون المدافعين ويشغلونهم، ودييغو يفعل ذلك. كيف يمكن أن يضرنا كوستا؟ نضمه لأنه يستطيع أن يأتي من الخلف ويجري في المساحات الخالية ويفتح اللعب على الأجناب. لم يحالفنا الحظ معه كثيرًا، لكنه لا يلعب على نحو يخالف أسلوبنا. والآن نختار بينه وبين موراتا وباكو ألكاسير، هؤلاء الثلاثة بالأساس هم المستقبل.
* هل يمكن أن يصبح ديفيد دي خيا في نفس مستوى إيكر كاسياس؟
- أجل، لديه القدرة على أن يحذو حذوه. ننسى أحيانًا أنه أمضى 4 أو 5 مواسم كحارس لمرمى مانشستر يونايتد. وإذا نظرت إلى الحراس الآخرين الذين كانوا يلعبون للفريق، فإنك تشعر بالإعجاب. لقد حرس عرين الفريق الإنجليزي عمالقة من أمثال شمايكل وفان دير سار وبارتيز. ثم جاء بعدهم هذا الفتى، ورويدًا رويدًا ثبت أقدامه في الفريق. لكن من الصعب جدا أن يحقق ما حققه إيكر، من حيث الكم والكيف.
* تتهم أحيانًا بأنك ألين مما ينبغي، ربما حتى لا تتحلى بما يكفي من الروح التنافسية. هل تشعر بالغضب أحيانًا؟
- لا أحب إتمام الأمور على نحو سيئ، مثل أي شخص آخر. لكن ينبغي عليك أن تفكر مع من تتعامل. يمكنك أن تنتقد أحد اللاعبين ويتقبل ذلك بصدر رحب، لكن هناك لاعبا آخر ربما يجدر بك أن تقترح عليه إجراء بعض التغييرات، من دون أن تشعل معه حربًا أو مواجهة. على أي حال، يدرك لاعبو كرة القدم تمامًا متى لا يقومون بالأمور على النحو الصحيح.
وعندما تسمع الناس يقولون «هذا المدرب ناجح» لأنه يصيح كثيرًا، وعندما تكون هذه هي الطريقة التي يعرف بها، فإن ذلك من قبيل السخف. كذبة. وتتكرر مرارًا حتى يقول الجميع «بالفعل هذه المدرب ناجح». يا إلهي! إنني لا أعرف أي مدرب في العالم يحب أن يخسر، لا أدعي أنني مثل يحتذى به، لكن أعتقد أن أي مدرب ينبغي أن يبذل مجهودًا لكي يعرف كيف يكسب وكيف يخسر، وأن يحسن التصرف. لا أحب أن أصنع من نفسي شخصًا أحمق خارج الخطوط. لكن هناك مدربين يفعلون ذلك.
* البعض يقول إن ذلك يساعد الفريق..
- إنه أمر مسرحي، دراماتيكي، تعبير ظاهري عن شيء ليست له قيمة حقيقية: لا ينجح. الناس يقولون «انظر كم هو شغوف، كم هو منخرط عاطفيًا في المباراة، كيف يعيشها!».. لكن من يصدق حقًا أن كل المدربين الآخرين يشعرون بنفس تلك العواطف، حقًا؟ يستحيل ألا تفعل مع كل هذا التوتر وتهيج أعصابك خلال المباراة. «لكنه يبث الكثير من الطاقة». كلا، البث الحقيقي للطاقة إلى لاعبيك يتأتى من إعدادك لهم للمباراة، ومعرفتك، وعملك.



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.