نقاش الطائرة الروسية المنكوبة ينتقل إلى الكونغرس الأميركي

نواب عدوا ضلوع «داعش» إذا ثبت «تحولاً خطيرًا» في خططه الإرهابية

نقاش الطائرة الروسية المنكوبة ينتقل إلى الكونغرس الأميركي
TT

نقاش الطائرة الروسية المنكوبة ينتقل إلى الكونغرس الأميركي

نقاش الطائرة الروسية المنكوبة ينتقل إلى الكونغرس الأميركي

انتقلت التحليلات والتوقعات والافتراضات الأميركية حول سقوط الطائرة الروسية في سيناء إلى الكونغرس، الذي كان في إجازة قصيرة. وقال النائب الجمهوري مايكل ماكول، رئيس لجنة أمن الوطن في مجلس النواب، إنه إذا ثبت أن تنظيم داعش وراء تفجير الطائرة، فإن ذلك «سيكون تغييرا كبيرا في قواعد اللعبة بالنسبة للتنظيم»، مضيفا: «سيكون معناه أنه دخل مرحلة جديدة» في نشاطاته الإرهابية.
وأضاف ماكول، في مقابلة مع تلفزيون «فوكس»، أن دخول «داعش» مجال تفجير الطائرات يجب أن يؤثر كثيرا على إجراءات الأمن في المطارات، خصوصا مطارات الشرق الأوسط. وقال إن تفجير الطائرات كانت تقوم به منظمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة. لكن، الآن «يبدو أن (داعش) انضم إلى هذا النوع من العمل الإرهابي المدمر. إذا ثبت أنه وراء تفجير الطائرة الروسية، وأنا أعتقد أنه وراءه، فإن هذا يعنى أنه يملك وسائل لم نكن نتوقع أنه يملكها»، مشيرا إلى أن التنظيم قد ينفذ «عمليات عالمية يمكن أن تستهدف الولايات المتحدة الأميركية».
بدوره، قال النائب الجمهوري ويل هيرد، الذي كان مسؤولا كبيرا في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه): «يبدو أنه (تفجير الطائرة الروسية) من عمل تنظيم داعش». وأضاف: «ليس سهلا الاقتناع بنسبة مائة في المائة، لكن يبدو لي أنه (داعش). تظل التحقيقات مستمرة، لكن يجب أن نتوقع أن هذه ستكون النتيجة النهائية. وسيكون هذا تحولا كبيرا، وخطيرا، في خطط (داعش)».
وكان جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، أعلن الاثنين الماضي أن المسؤولين الأميركيين أطلعوا المسؤولين في روسيا وفي مصر على المعلومات الأميركية عن أسباب سقوط الطائرة. وأشار إلى عدم وجود معلومات جديدة، مضيفا: «لكن، نعمل كل ما بوسعها لمعرفة ملابسات هذا الحادث المأساوي.. ونشارك مع آخرين المعلومات المتوفرة عند المحققين. كما تعرفون، يتولى المصريون والروس التحقيق في هذه القضية وعندما يكون عندنا ما يمكن أن نشاركهم فيه، نفعل ذلك». وقال إرنست: «اعتمادا على المعلومات التي جمعناها، لا يمكن أن نستثني ضلوع إرهابيين في الكارثة». وقال إن الحكومة الأميركية «تكثف إجراءات الأمن في بعض المطارات»، وأنها «تخطط، بعد جمع معلومات كافية، لإدخال تغييرات في نظام الأمن في المطارات العالمية».
ولم يستبعد مسؤولون أميركيون أن تكون منظمة «أنصار بيت المقدس» المصرية وراء تفجير الطائرة الروسية فوان المنظمة ربما استغلت إجراءات أمنية ضعيفة في مطار شرم الشيخ ووضعت قنبلة داخل الطائرة، مشيرين إلى أن المنظمة اعتادت استغلال ضعف الإجراءات الأمنية في أنحاء مختلفة في مصر. وأشار المسؤولون الأميركيون، كما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى الهجمات على مراكز الشرطة في القاهرة وغيرها وإلى أن بعض هذه الهجمات كان بتنسيق مع رجال شرطة تعاونوا مع المنظمة الإرهابية، مشيرين إلى أن وضع قنبلة في الطائرة الروسية في مطار شرم الشيخ، قد تم بتعاون أشخاص يعملون في المطار.
وحسب تلفزيون «سي بي إس» فإن المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين انتقلوا من مرحلة أن قنبلة وضعت داخل الطائرة الروسية إلى مرحلة البحث عن الذين وضعوها وكيفية وضعها وأن التركيز صار على «فرع داعش في سيناء». وقال مسؤول: «صار فرع داعش في سيناء واحدا من أنشط فروع التنظيم. كان اسمه في الماضي (أنصار بيت المقدس)، قبل أن يعلن، في العام الماضي، الولاء لـ(داعش)». وأضاف: «دائما، يركز الإرهابيون على المظالم المحلية، وذلك ليقدموا أنفسهم إلى المواطنين وكأنهم حريصون على الدفاع عنهم، وبالتالي، يكسبون تأييدهم».
بدوره، نقل تلفزيون «سي إن إن» تصريحات لمسؤولين أميركيين بأن هناك «صلة واضحة» بين تصريحات مقاتلين في «داعش»، بأن التنظيم المتطرف هو الذي أسقط الطائرة، وبين تسجيلات لاتصالات بين مقاتلي التنظيم في سيناء.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.