إسرائيل تعتقل 24 فلسطينيا من حماس وسط تصاعد التوترات والانتهاكات

تسريب تسجيل فيديو لاستجواب طفل بالسجون الإسرائيلية يثير الجدل

إسرائيل تعتقل 24 فلسطينيا من حماس وسط تصاعد التوترات والانتهاكات
TT

إسرائيل تعتقل 24 فلسطينيا من حماس وسط تصاعد التوترات والانتهاكات

إسرائيل تعتقل 24 فلسطينيا من حماس وسط تصاعد التوترات والانتهاكات

أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم (الثلاثاء) أنه اعتقل 24 فلسطينيا وتمكن من تفكيك خلية تابعة لحركة حماس في مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية المحتلة كانت "تعمل على تجديد نشاطها في الضفة الغربية".
وقال الجيش في بيان صباح اليوم "تم الكشف عن وجود شبكة واسعة لحركة حماس في قلقيلية. وكان رؤسائها يعملون على تجديد نشاط حماس في المنطقة ويخططون لاعمال ارهابية"، بحسب نصه.
واضاف الجيش انه اعتقل 24 فلسطينيا خلال ليل أمس (الاثنين) "بينهم ناشطون كبار في حماس كانوا اعتقلوا في السابق" وتمت مصادرة مبلغ 35 الف شيكل (نحو تسعة آلاف دولار اميركي) خلال عمليات التوقيف. وتابع البيان ان البنية التحتية لحركة حماس في قلقيلية تعد من "اقدم واكثر البنى التحتية تنظيما" في الضفة الغربية المحتلة.
واكدت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش اقتحم مدينة قلقيلية واجرى سلسلة اعتقالات وعمليات تفتيش في المنازل، مشيرة لاعتقال 25 ناشطا من حماس.
وتأتي هذه المداهمات والاعتقالات على خلفية توتر ومواجهات متواصلة بين فلسطينيين واسرائيليين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة منذ الاول من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.
وقتل 75 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد في اعمال عنف تخللتها مواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار وعمليات طعن سقط فيها ايضا عشرة قتلى اسرائيليين.
على صعيد متصل، يعود الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة (13 عاما) المتهم بمحاولة طعن اسرائيليين الشهر الماضي الى الاضواء مجددا بعد تسريب مقطع فيديو يمتد لعشر دقائق لجلسة تحقيق معه من قبل ثلاثة محققين اسرائيليين.
ويظهر الشريط المسرب الطفل وهو يرتدي ملابس السجن وقد جلس في غرفة فيها ثلاثة محققين يتناوبون استجوابه وهو يبكي، مؤكدا أنه لا يتذكر شيئا مما يسألونه عنه.
وقالت وزارة الاعلام الفلسطينية في بيان بعد نشر الفيديو أمس "ان ما نشر من داخل غرفة التحقيق مع مناصرة وما يتضمنه من تعنيف وتهديد ووعيد ووضع الكلام في فمه والاستمتاع بتعذيبه يثبت فاشية اسرائيل وسعيها لقتل أطفالنا".
واستخدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في احدى خطبه صورة للطفل مناصرة عند اصابته بالقرب من مستوطنة بسغات زئيف في 12 أكتوبر فيما كان ممدا على الارض والدماء تسيل منه متهما اسرائيل باعدامه. وردت اسرائيل بنشر فيديو آخر للطفل وهو يعالج بالمستشفى واتهمت عباس بالتحريض ونشر "الاكاذيب".
وبث تلفزيون "فلسطين اليوم" التابع لحركة الجهاد الاسلامي الفيديو المسرب الليلة الماضية من دون الاشارة الى كيفية حصوله عليه، لتبدأ بعد ذلك عملية تدواله على ناطق واسع على العديد من وكالات الانباء الفلسطينية المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال قدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني في بيان اليوم، ان الفيديو "يظهر فيه محققو الاحتلال وهم ينكلون بالطفل مناصرة بغرض انتزاع اعترافات منه". وأضاف "هذا ليس بالامر الجديد علينا، ففي الماضي حذرنا مرارا وتكرارا مما يجري عمليا داخل أقبية غرف التحقيق". وتابع قائلا "اليوم جاء هذا الفيديو ليوضح حجم الجريمة التي ترتكب بحق المعتقلين الفلسطينيين".
وطالب فارس "بضرورة تقديم المحققين للمحاكمة والافراج الفوري عن الطفل مناصرة وتأمين خضوعه للعلاج الفوري".
وقال فارس ان اسرائيل اعتقلت خلال الشهر الماضي نحو 500 طفل.
ويظهر في الفيديو المحقق الاسرائيلي وهو يصرخ بأعلى صوته في مناصرة كي يعترف بأنه شارك مع ابن عمه حسن (16 عاما) - الذي قتل برصاص الجيش الاسرائيلي عندما كانا معا - في طعن اسرائيليين. ويستجيب الطفل تحت ضغط المحققين للاعتراف بما يريدون منه رغم ترديده المتكرر أنه لا يتذكر شيئا وأنه بحاجة الى طبيب.
ولم يصدر تعقيب من الجهات الاسرائيلية المعنية على ما جاء بمقطع الفيديو المسرب.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.