الميليشيات تجند 2500 قاصر.. ونصف ضحايا الانتهاكات من النساء والأطفال

تقرير يرصد انتهاكاتهم في مائتي يوم

الهلال الأحمر الإماراتي يدشن توزيع 2200 سلة غذائية على المناطق والقرى النائية في محافظة عدن («الشرق الأوسط»)
الهلال الأحمر الإماراتي يدشن توزيع 2200 سلة غذائية على المناطق والقرى النائية في محافظة عدن («الشرق الأوسط»)
TT

الميليشيات تجند 2500 قاصر.. ونصف ضحايا الانتهاكات من النساء والأطفال

الهلال الأحمر الإماراتي يدشن توزيع 2200 سلة غذائية على المناطق والقرى النائية في محافظة عدن («الشرق الأوسط»)
الهلال الأحمر الإماراتي يدشن توزيع 2200 سلة غذائية على المناطق والقرى النائية في محافظة عدن («الشرق الأوسط»)

رصد تقرير للمركز الإعلامي للثورة اليمنية نحو 15 ألف حالة انتهاك لحقوق الإنسان، ارتكبتها ميليشيات الحوثي وقوات صالح، خلال نحو مائتي يوم ضد المدنيين من بينهم نساء وأطفال في كل المحافظات اليمنية.
وشملت الانتهاكات عمليات قتل واختطاف واعتقالات وتعذيب وتجنيد للأطفال وتدمير البنية التحتية والخدمات وتفجير المنازل، إضافة للنهب والسلب للممتلكات العامة والخاصة.
وبحسب الدراسة التي صدرت الاثنين، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، فقد رصد المركز 15685 حالة انتهاك لحقوق الشخصية والسياسية، خلال الفترة ما بين 11 أبريل (نيسان) – 7 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام في 17 محافظة يمنية. وأشارت الدراسة البحثية لنحو 1828 حالة قتل في صفوف المدنيين، بينهم صحافيون وسياسيون في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، فسواء بالقتل المباشر والتصفية أو جراء القصف العشوائي بالسلاح الثقيل على الأحياء السكنية في المدن والقرى.
وأورد التقرير أن نصف ضحايا الانتهاكات هم من النساء والأطفال، مشيرا إلى نحو 3236 إصابة، حيث عمدت ميليشيات الحوثي وصالح إلى تجنيد قرابة 2500 طفل بين سني 10و 12 عامًا، ودفعهم إلى جبهات القتال.
ورصدت الدراسة معاناة المدنيين في مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، وأوردت النقص الشديد في المستلزمات الطبية والإغاثية والمواد الغذائية، وحتى مياه الشرب في المدينة الواقعة تحت الحصار حتى اللحظة، مما يهدد قرابة نصف مليون مواطن بالموت جوعا وعطشا.
وأضافت أن ميليشيات الحوثي تمنع دخول «أنابيب الأكسجين» للمستشفيين المتبقيين في تعز بعد توقف 46 مستشفى في المدينة عن العمل. وكشفت عن اختطاف الحوثيين لـ2945 شخصا، بينهم وزيران في الحكومة اليمنية، وسياسيون، و13 صحافيا تقول التقارير إنهم يتعرضون للتعذيب والمنع من الزيارة، لافتة إلى أن 80 في المائة من هذه الاختطافات تمت في العاصمة صنعاء.
وذكرت أن الحوثيين، أقدموا على تفجير جميع المنازل في قرية «الجَنادِبة» بمنطقة أرحب شمال صنعاء تحوي (18) منزلا، فضلا عن تفجير مسجد القرية. كما تمادوا في تفجير 15 منزلا وحرق 33 منزلا أخرى في قرية «خُبْزَة» بمنطقة رداع في البيضاء، وسط البلاد.
ووفقا للدراسة، اقتحم الحوثيون ونهبوا 585 مبنى من بينها 282 منزلا و130 مؤسسة حكومية وحزبية ومساجد ومقرات لمنظمات مجتمع مدني وسكنات طلابية، وأحالوها ثكنات عسكرية وتمركزوا فيها، إضافة إلى قصف المستشفيات.
على صعيد آخر قام الهلال الأحمر الإماراتي، أمس الاثنين، بتوزيع 220 سلة غذائية في قرية قعوة، التي تعد آخر منطقة تتبع محافظة عدن وفق التقسيم الإداري للمحافظات، وتبعد عن مدينة البريقة، غرب مدينة عدن بأكثر من 80 كيلومترا.
وقال مسيرو الإغاثة لـ«الشرق الأوسط»، إن توزيع الإغاثة الإنسانية لا تقتصر على هذه القرية النائية، بل سيشمل التوزيع قرى وتجمعات سكانية أخرى على الخط الساحلي، خلال الأيام القابلة، مشيرة إلى أن منطقتي عمران وفقم، غرب منطقة صلاح الدين ستشملها الإغاثة الإنسانية الممنوحة من دولة الإمارات.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.