رئيس وزراء اليونان يبحث في تركيا «النقاط الساخنة» لتسجيل اللاجئين

أربعة آلاف لاجئ وصلوا إلى أثينا.. وعشرات الآلاف ما زالوا عالقين في جزر بحر إيجة

رئيس وزراء اليونان يبحث في تركيا «النقاط الساخنة» لتسجيل اللاجئين
TT

رئيس وزراء اليونان يبحث في تركيا «النقاط الساخنة» لتسجيل اللاجئين

رئيس وزراء اليونان يبحث في تركيا «النقاط الساخنة» لتسجيل اللاجئين

وصل صباح أمس إلى ميناء بيريوس البحري غرب أثينا نحو أربعة آلاف لاجئ معظمهم من سوريا، كانوا عالقين في الجزر اليونانية بسبب إضراب عمال المواني اليونانية، وتوقف الرحلات البحرية خلال الأيام الماضية، فيما تكتظ الجزر اليونانية الواقعة في بحر إيجة والقريبة من تركيا بعشرات الآلاف.
ووفقا للسلطات اليونانية، فقد وصلت إلى أكبر موانئ العاصمة أثينا سفينة «الفثيريوس فينيزيلوس» من جزيرة ميتيليني، وعلى متنها 2493 لاجئًا، والسفينة «بلو ستار 1» وصلت من خيوس وليسفوس وعلى متنها 731 لاجئًا، ووصلت السفينة «جزيرة رودوس» وعلى متنها 832 لاجئا، منهم من جزيرة ساموس.
وكان رئيس الوزراء اليوناني قد عقد أول من أمس اجتماعًا وزاريًا موسعًا شارك فيه رؤساء بلديات الجزر المهنية وأيضًا أساقفة الكنيسة فيها، للتنسيق بشأن تدفقات اللاجئين وأيضًا مناقشة موضوع ضريبة القيمة المضافة على الجزر التي تعاني من مشكلة اللاجئين، وذلك للتنسيق مع الشركاء في أوروبا والدائنين الذين يصرون علي زيادة الضرائب في الجزر اليونانية.
كما تقرر تعيين منسق لكل جزيرة يعمل جنبًا إلى جنب مع رؤساء البلديات، وأبلغ تسيبراس الوزراء المشاركين في الاجتماع العمل جديًا لخلق ألف فرصة عمل جديدة يعملون في مجال الخدمة الاجتماعية لمساعدة اللاجئين في الجزر المختلفة، وتوفير مبلغ 380 مليون يورو من مؤسسات أوروبية من أجل تنفيذ برنامج خاص لدعم الاقتصاد المحلي في كل جزيرة.
وسوف تلعب الكنيسة اليونانية دورا مهما في معالجة مشكلة اللاجئين، حيث تستضيف الأطفال دون السن القانونية والأطفال اليتامى أو هؤلاء الذين غرق ذووهم أثناء عبور البحر أو الأطفال غير المصحوبين من أهاليهم.
وكانت قد وزعت الكنيسة حتى الآن أكثر من 70 ألفًا من وجبات الطعام الساخنة، وآلاف الحقائب والبطانيات والمواد الغذائية المعلبة ومستلزمات النظافة والنوم، وأدوية وخيامًا، وأطلقت مشاريع إعادة التأهيل الاجتماعي في مراكز الإيواء.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام يونانية أن ألكسيس تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني سوف يتوجه لأول مرة منذ توليه مهام منصبه إلى العاصمة التركية أنقرة بعد عشرة أيام، ولم يتم الإعلان رسميًا عن موعد الزيارة، ولكن الوسائل الإعلامية ذكرت أن تسيبراس سيلتقي في السابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي كلا من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وستتركز محادثات الجانبين على كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين، وأيضًا العلاقات الثنائية والوجود التركي في المياه الدولية في بحر إيجة. وكان قد جاء الاتفاق علي زيارة تسيبراس إلى أنقره قبل أيام، عندما هنأ رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس نظيرة التركي أحمد داود أوغلو بفوز حزبه في انتخابات الأحد الماضي، وأكد تسيبراس على ضرورة الإبقاء على القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين البلدين، خصوصا في ظروف التوتر الحالي الذي تشهده المنطقة، وناقش تسيبراس وأوغلو مشكلة اللجوء، وخلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه تسيبراس، أكد رئيس الوزراء اليوناني قبوله الدعوة التي وجهها له نظيره التركي أحمد داود أوغلو لزيارة تركيا.
وكان تسيبراس قد كرر، الأسبوع الماضي، طلبه بفتح ما يعرف بـ«النقاط الساخنة» لتسجيل اللاجئين ليس في الجزر اليونانية وحسب، بل في الأراضي التركية، أيضًا، مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيتيح للاجئين الذين لهم حق اللجوء، السفر مباشرة إلى أوروبا، دون أن يضطروا للقيام بالرحلة الخطيرة عبر ساحل بحر إيجة التركي إلى الجزر اليونانية.
من جانبها، أعلنت السلطات التركية أنها أحبطت محاولة توجه أكثر من 300 مهاجر غير شرعي إلى اليونان، انطلاقًا من ولايتي أدرنة (شمال غرب) وجناق قلعة غرب البلاد. وأفاد شهود عيان بأن فرق الطوارئ التركية، ضبطت 144 مهاجرًا أفغانيًا كانوا يحاولون التوجه إلى جزيرة ميتليني اليونانية، بواسطة قوارب مطاطية، بمنطقة بهرام قلعة التابعة لولاية جناق قلعة. وأضاف الشهود أن فرق الطوارئ، ضبطت 102 مهاجر 39 منهم أفغان، و63 سوريًا، في ثلاث عمليات أمنية ببلدة كوجك قويو، التابعة لجناق قلعة. كما أفاد مصدر بولاية أدرنة شمال غربي البلاد، بأن قوات الدرك التركية ضبطت 57 مهاجرًا أثناء محاولتهم التوجه إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، حيث تم نقلهم إلى شعبة الأجانب التابع لمديرية أمن الولاية. من جهة أخرى، قالت وكالة حماية الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس)، إنها ستنشر قوات على طول الحدود اليونانية مع جارتها ألبانيا، وقال فابريس ليغيري رئيس «فرونتكس» إن الوكالة ترغب في منع محاولة المهاجرين الوصول إلى غرب أوروبا عن طريق ألبانيا، وهو طريق لا يستخدمه في الوقت الحالي عدد كبير من الفارين من الصراعات والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
إلا أن تيرانا تقول إنها أعدت العدة لإيواء لاجئين في حال بدأوا في الوصول خلال الشتاء.



كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)
أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)
أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

بوصفها «أفضل طالب» في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة التحدي الذي أطلقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، وفق تقرير اليوم الجمعة لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

تحصين الحدود

هنا منطقة عازلة بعرض 200 متر تم إنشاؤها عند معبر بولوتشي بييشاتكا الحدودي الذي تم إغلاقه في عام 2023 لأسباب أمنية بين بولندا وبيلاروسيا. خطوط دفاع متتالية تحمي هذه الحدود بين منطقة بودلاسي في شرق بولندا، ومنطقة بريست في بيلاروسيا: خنادق مضادة للدبابات، وحواجز خرسانية، وأسلاك شائكة، وألغام، وسياج معدني بارتفاع 5 أمتار، إلى جانب أنظمة حرارية، وكاميرات وأجهزة كشف المعابر الإلكترونية...

جنود وشرطيون بولنديون يقفون في حالة تأهب على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا بالقرب من كوزنيكا 11 نوفمبر 2021 (رويترز)

بحسب التقرير، تحمي بولندا نفسها من خطر الهجوم المحتمل من جانب روسيا، ولكنها تحمي نفسها أيضاً من الحرب الهجينة الحقيقية التي تفرضها عليها روسيا بالفعل اليوم، التي تستغل عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يتم اجتذابهم من أفريقيا وإرسالهم عبر بيلاروسيا في محاولة لاستغلالهم ليعبروا الحدود نحو بولندا بهدف زعزعة الاستقرار (في الاتحاد الأوروبي). وقد أدى هذا إلى مقتل جندي بولندي يبلغ من العمر 21 عاماً، طعنه مهاجر في يونيو (حزيران) 2024. وحصلت توغلات بطائرات مسيّرة في الأراضي البولندية وأحياناً صواريخ تقع هناك عن طريق الخطأ. ويتذكر الفريق أول ستانيسلاف تشوسنر، نائب رئيس أركان الجيش البولندي، قائلاً: «إنها حدودنا الخارجية، ولكنها أيضاً حدود الاتحاد الأوروبي والجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي. نحن نتعلم من العدوان على جارنا الأوكراني: لو كان هناك المستوى نفسه من التحضير (العسكري)، ربما كان الوضع مختلفاً اليوم».

زيادة الإنفاق الدفاعي

جعلت بولندا من الأمن شعار رئاستها الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي بدأت في الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي. وتأمل الولايات المتحدة في حشد شركائها الأوروبيين ليتبعوا مثالها من خلال زيادة إنفاقهم العسكري. فوارسو هي «أفضل طالب» لحلف شمال الأطلسي في هذا المجال، حسب تعبير «لوفيغارو»، مع هدف يبلغ 4.7 في المائة للإنفاق العسكري من ناتجها المحلي الإجمالي هذا العام، مقارنة بأقل من 2 في المائة في المتوسط ​​(بالنسبة للناتو)، أو ميزانية تبلغ 45 مليار يورو، وهي الثانية في أوروبا بعد فرنسا. وارتفعت هذه الميزانية الدفاعية لبولندا بأكثر من 50 في المائة منذ عام 2022. وفي مواجهة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي ذكر مؤخراً عتبة جديدة للإنفاق العسكري لدول «الناتو» تبلغ 5 في المائة من الناتج المحلي (الولايات المتحدة تنفق 3.7 في المائة من ناتجها المحلي على الدفاع)، تقول الحكومة البولندية إنها مستعدة لقبول التحدي.

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (يمين) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتصافحان خلال حفل الترحيب في المستشارية في وارسو 17 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وقال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن تصريحات ترمب يجب أن «تؤخذ على محمل الجد»، ودعا شركاءه الأوروبيين إلى أن يكونوا جادين بشأن الإنفاق الدفاعي. وقال توسك، الأربعاء، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وارسو: «ليس بإمكان الجميع إنفاق ما تنفقه بولندا، ولكن ينبغي على الجميع أن يتقاربوا نحو هذا الهدف حتى ترانا أميركا حلفاء موثوق بهم». وأضاف أن الحكومات التي لا تزال تحت نسبة 2 في المائة، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا. ولتسريع الوصول إلى الإنفاق العسكري المطلوب، تخطط وارسو في البداية للتعاون مع مجموعات صغيرة من الحلفاء المقتنعين بأهمية زيادة هذا الإنفاق، ولا سيما دول البلطيق ودول الشمال الأوروبي، فضلاً عن اللاعبين الأوروبيين الرئيسيين في مجال الدفاع: فرنسا والمملكة المتحدة (بريطانيا).

جنود بولنديون وأميركيون يشاركون في تدريب عسكري مشترك بنوفا ديبا في بولندا 8 أبريل 2022 (رويترز)

استقلال دفاعي

وذكر تقرير صادر عن مؤسسة «تشاتام هاوس»، وهو مركز دراسة سياسات مركزه لندن، أن «بولندا سوف تضطر إلى التوفيق بين نهجها الأطلسي التقليدي واستعدادها لزيادة مبادرات الاتحاد الأوروبي لتطوير قدرات وارسو الصناعية». إن الهدف هو تحقيق مستوى حاسم من الاستقلال الذاتي (الدفاعي) إذا أعادت الولايات المتحدة توجيه الجزء الأكبر من قوتها الرادعة نحو آسيا. يقول مصدر حكومي بولندي في هذا الإطار: «نحن نحاول إثارة اندفاعة بين حلفائنا: إذا هاجم بوتين إستونيا بعد أوكرانيا، فهل نحن مستعدون؟ هل لدينا ما يكفي من الذخيرة؟

جنود بولنديون أمام مقر حرس الحدود في ميخالوفو 11 أكتوبر 2021 (رويترز)

الدرع الشرقي

حذّر وزير الدفاع البولندي، فلاديسلاف كوسينياك كاميش، من أن «أوروبا لن تتمكن من الحصول على رادع فعال دون تطوير قدراتها في مجال الأسلحة والذخائر».

وقرب بولندا من الولايات المتحدة، حيث طلبت وارسو 32 طائرة من طراز «إف-35» من شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية و96 طائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي» من شركة «بوينغ» الأميركية، قد يتعارض مع رغبة فرنسا في إعطاء الأولوية للمشتريات الأوروبية. وتستثمر وارسو أيضاً 2.3 مليار يورو على مدى أربع سنوات في درعها الشرقي، الذي تم إطلاقه في منتصف عام 2024. يغطي المشروع أكثر من 800 كيلومتر من المناطق الحرجة والمستنقعية على طول الحدود مع روسيا (منطقة كالينينغراد)، وليتوانيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا.