عفو ملكي في المغرب يشمل 37 سجينًا في قضايا إرهاب و218 صحراويًا

بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

عفو ملكي في المغرب يشمل 37 سجينًا في قضايا إرهاب و218 صحراويًا
TT

عفو ملكي في المغرب يشمل 37 سجينًا في قضايا إرهاب و218 صحراويًا

عفو ملكي في المغرب يشمل 37 سجينًا في قضايا إرهاب و218 صحراويًا

أصدر الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) عفوا على 4215 سجينا من بينهم 37 محكوما في قضايا متعلقة «بالإرهاب» و218 سجينا من الصحراء الغربية.
وقالت وزارة العدل والحريات المغربية في بيان مساء الخميس إن الملك محمد السادس استجاب في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، لـ4215 طلب عفو تقدم بها السجناء.
وذكر موقع هسبريس الإخباري أن لائحة المحكومين في قضايا الإرهاب المستفيدين من العفو ضمت «أبرز وآخر شيوخ ما يسمى (السلفية الجهادية) حسن الخطاب زعيم خلية (أنصار المهدي) الذي كان مدانا بالسجن 30 سنة» و«عبد الرزاق سوماح الذي كان مدانا بـ20 سنة لتزعمه (حركة المجاهدين بالمغرب)».
في 2011، أصدر الملك محمد السادس عفوا عن مئات الأشخاص بينهم 196 معتقلا في قضايا الإرهاب بينهم أربعة من أبرز شيوخ السلفية، تحت ضغط الشارع الذي قادته حركة 20 فبراير (شباط) الاحتجاجية مطالبة بـ«الحرية لمعتقلي الرأي».
لكن مع تراجع حركة 20 فبراير وصعود الإسلاميين إلى الحكم لأول مرة في تاريخهم نهاية 2011 عقب دستور جديد وانتخابات سابقة لأوانها، شهد ملف المعتقلين الإسلاميين فتورا رغم وعود رئيس الحكومة والمبادرات الحقوقية وتكررت إضرابات المعتقلين عن الطعام واحتجاجات عائلاتهم.
ورغم المراجعات الفكرية التي قام بها السلفيون ومطالبهم المتكررة بالاستفادة من العفو الملكي فإن ملفهم بقي جامدا منذ 2011 حتى اليوم.
وقال مصدر رسمي فضل عدم كشف اسمه إن عدد المعتقلين في قضايا الإرهاب في السجون المغربية اليوم «يفوق 700 شخص».
وقال تقرير صادر الأربعاء عن وزارة العدل والحريات المغربية إنه منذ بداية 2015 إلى غاية 23 سبتمبر (أيلول) «تم تسجيل نحو 214 ملفا تتعلق بقضايا الإرهاب، تمت فيها متابعة 230 متهما وتقرر الحفظ أو الإحالة للاختصاص على محاكم أخرى بالنسبة لـ12 متهما».
شمل العفو الأخير 218 شخصا من الصحراء الغربية ليس بينهم 21 سجينا صحراويا اعتقلوا ضمن ما يعرف باحتجاجات مخيم «أكديم الزيك» التي نظمت احتجاجا على تفكيك المخيم الذي أقامه صحراويون طيلة شهر نهاية 2010 في ضواحي مدينة العيون كبرى محافظات الصحراء الغربية.
وأسفرت المواجهات خلال تفكيك المخيم عن مقتل 11 فردا من قوات الأمن، حسبما أعلنت السلطات، وأحيل هؤلاء الصحراويون حينها أمام المحكمة العسكرية الدائمة في العاصمة الرباط.
ودعت أربع منظمات حقوقية الخميس السلطات المغربية، إلى الإفراج عن هؤلاء الصحراويين وإعادة محاكمتهم مدنيا والتحقيق في مزاعم التعذيب في حقهم.
في السادس من نوفمبر 1975 لبى 350 ألف مغربي نداء العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني في «مسيرة خضراء» إلى الصحراء الغربية «لاستعادة الأقاليم الصحراوية» من المستعمر الإسباني.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.