اتهامات لروسيا بالتخطيط لاحتلال {بعيد المدى} في سوريا

أول تقدم للمعارضة منذ بدء الغارات الروسية.. وتفجير في عرسال يستهدف علماء دين مناوئين للنظام

شاب يسير بدراجته قرب قنبلة عنقودية في بلدة دوما الواقعة شرق دمشق أمس (رويترز)
شاب يسير بدراجته قرب قنبلة عنقودية في بلدة دوما الواقعة شرق دمشق أمس (رويترز)
TT

اتهامات لروسيا بالتخطيط لاحتلال {بعيد المدى} في سوريا

شاب يسير بدراجته قرب قنبلة عنقودية في بلدة دوما الواقعة شرق دمشق أمس (رويترز)
شاب يسير بدراجته قرب قنبلة عنقودية في بلدة دوما الواقعة شرق دمشق أمس (رويترز)

استطاعت المعارضة المسلحة أن تقلب اتجاه المعركة في سوريا، منذ دخول القوات الروسية على خط الحرب الدائرة في البلاد، لتحقق أول تقدم عسكري لها بالسيطرة على بلدة مورك الاستراتيجية في ريف مدينة حماه وسط البلاد.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة قوات تنظيم «جند الأقصى» وفصائل إسلامية أخرى على بلدة مورك الاستراتيجية في محافظة حماه، إثر هجمات عنيفة، وهو ما يمهد الطريق أمام مهاجمة مدينة حماه، بحسب ما قالت مصادر المعارضة السورية.
وفي تعليق على إعلان موسكو نقلها أنظمة دفاع جوي متطورة إلى سوريا، قال مصدر في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، إن روسيا «تخطط لاحتلال بعيد المدى في سوريا ومحاولة تقسيمها»، في حين أعلن رئيس الائتلاف خالد خوجة من بريطانيا أن الحل السياسي للأزمة السورية «لن يكون ممكنًا ما دام المدنيون السوريون يقتلون على يد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وروسيا عبر الضربات الجوية بشكل رئيسي».
وفي لبنان، قُتل 4 أشخاص؛ بينهم عالما دين سوريان، وجُرح 5 آخرون، في انفجار استهدف مقرًا لـ«هيئة علماء القلمون» التي تضم مشايخ سوريين، داخل بلدة عرسال شرق لبنان حيث أكبر تجمع للاجئين السوريين. وأفادت مصادر أمنية بأن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة وضعت في دراجة نارية عند مدخل المقر حيث كان يتجمع عدد من اللاجئين السوريين لتسوية أوضاعهم، فيما قال مدير مستشفى «الرحمة» الدكتور باسم الفارس لـ«الشرق الأوسط» إن فرضية تفجير انتحاري نفسه داخل المقر تبقى قائمة، نظرا لأن إحدى الجثث التي عاينها تحولت إلى أشلاء مبعثرة في المكان.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.