القضاء اللبناني يستجوب الإعلامية ديما صادق في دعوى أقامها «حزب الله» ضدها

أكدت التمسّك بدورها كإعلامية.. ووكيلها يعتبر الشكوى مستندة إلى تحليلات

القضاء اللبناني يستجوب الإعلامية ديما صادق في دعوى أقامها «حزب الله» ضدها
TT

القضاء اللبناني يستجوب الإعلامية ديما صادق في دعوى أقامها «حزب الله» ضدها

القضاء اللبناني يستجوب الإعلامية ديما صادق في دعوى أقامها «حزب الله» ضدها

مثلت الإعلامية اللبنانية ديما صادق أمام المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان، الذي استجوبها في مكتبه بقصر العدل في بيروت. وجاء الاستجواب في مضمون الدعوى المقامة ضدها من «حزب الله» بجرم القدح والذم والتشهير به، على خلفية أسئلة طرحتها على أحد ضيوفها في حلقة من برنامج «نهاركم سعيد» على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (l b c) تتعلق بقضايا فساد نُسبت إلى مسؤولين في الحزب وأقارب لهم، بالإضافة على بعض التغريدات التي نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
جلسة الاستجواب استغرقت ساعة ونصف الساعة، قرّر إثرها القاضي قبلان ترك صادق - وهي مسلمة شيعية من جنوب لبنان - بسند إقامة على أن يتخذ القرار المناسب إما بحفظ الدعوى وإما إحالتها على محكمة المطبوعات، بعد دراسة محضر الاستجواب. وأمام مدخل مجمع قصر العدل في بيروت، احتشد عشرات الصحافيين والإعلاميين من مؤسسات إعلامية مختلفة تضامنًا مع زميلتهم.
ولدى مغادرة صادق قصر العدل برفقة رئيس مجلس إدارة المحطة بيار الضاهر، ووكيلها المحامي مارك حبقة، أوضح الأخير أن ديما صادق «مثلت أمام النيابة العامة التمييزية احتراما منها للقضاء ودوره». وقال حبقة: «لقد أكدت ديما خلال الجلسة أن لا علاقة لها بكل ما ورد في الشكوى، وأبدت حرصها على عدم الإساءة لكل الأحزاب اللبنانية بما فيها الحزب المدعي، لكنها شدّدت على التمسك بدورها كإعلامية واستمرارها في المؤسسة التي تعمل فيها». وأشار حبقة إلى أن الشكوى ضد ديما صادق «قدّمت بناء على تحليلات وليس أدلة».
وفي حين التزمت صادق بما أدلى به موكلها، فإنها أكدت أنها «تحت سقف القانون»، وتمنّت أن يعالج الملف بالقانون. وختمت بالقول: «أنا مرتاحة جدًا لمسار القضية»، في حين أشار بيار الضاهر إلى «عدم وجود جرم في كل ما قالته وكتبته ديما صادق».
من جهته، رأى نقيب محرّري الصحافة اللبنانية إلياس عون أن «الدعاوى التي تطال الصحافيين والإعلاميين في معرض ممارستهم للمهنة، تقع تحت صلاحية محكمة المطبوعات، وهذا ما ينطبق على الدعوى التي أقامها «حزب الله» ضدّ الإعلامية ديما صادق». وأمل في أن «تحال هذه القضية على محكمة المطبوعات التي يتعيّن عليها أن تقرر ما إذا كان ما نسب إلى الزميلة صادق يعدّ جرمًا أم لا». وأبدى نقيب المحررين استعداده لـ«وضع مستشار النقابة (المحامي أنطون حويس) بتصرّف الزميلة صادق لاتخاذ ما يلزم من إجراءات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.