«الحشد الشعبي» في طريقه للتحول إلى جيش بديل للعراق

مصادر سياسية وعسكرية قالت إن خلافات الجانبين تصاعدت بسبب الصراع الأميركي ـ الإيراني

عناصر من قوات الأمن العراقية أثناء المواجهة أمام مليشيا «داعش» في الرمادي أمس (أ. ب)
عناصر من قوات الأمن العراقية أثناء المواجهة أمام مليشيا «داعش» في الرمادي أمس (أ. ب)
TT

«الحشد الشعبي» في طريقه للتحول إلى جيش بديل للعراق

عناصر من قوات الأمن العراقية أثناء المواجهة أمام مليشيا «داعش» في الرمادي أمس (أ. ب)
عناصر من قوات الأمن العراقية أثناء المواجهة أمام مليشيا «داعش» في الرمادي أمس (أ. ب)

أكد مسؤولون سياسيون وعسكريون في العراق تنامي الصراع بين الجيش النظامي وميليشيات الحشد الشعبي، مشيرين إلى أن الخلاف بين الجانبين يكون خفيا أحيانا وعلنيا في أحيان أخرى.
وقال قائد عسكري رفيع المستوى في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن: «إن ميليشيات الحشد الشعبي باتت تسيطر على نحو نصف معدات الجيش النظامي وأسلحته، مما يعني أن الحشد سيكون بمثابة جيش بديل بحلول الصيف المقبل».
وأضاف أن ميليشيات الحشد تتقوى على الجيش باستمرارها في إلصاق التهم بالقيادات النظامية منذ هزيمة القوات النظامية إثر سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل في يونيو (حزيران) 2014. وتابع المصدر الدفاعي أن كثيرا من شحنات الأسلحة المخصصة للقوات النظامية جرى الاستيلاء عليها من قبل ميليشيا الحشد الشعبي بطرق مختلفة، بينها اعتبار هذه الأسلحة غنائم استولت عليها الميليشيا في معاركها مع «داعش» أو عبر الاتفاق مع ضباط يصنفون تلك الأسلحة «غير صالحة» قبل تحويلها إلى ملكية «الحشد».
وبشأن المعارك الجارية في قاطعي بيجي بمحافظة صلاح الدين والرمادي بالأنبار, قال القائد العسكري إن «توقيت كل من المعركتين خضع للأخرى سواء من حيث التقدم أو التراجع.
بدوره، ذكر مسؤول سياسي عراقي لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم كشف هويته، أن ميليشيات الحشد تشكلت في البداية بناء على فتوى من المرجع الديني علي السيستاني لتكون تابعة للحكومة، لكن الخلاف بين الجانبين احتدم عندما انضمت ميليشيات إلى «الحشد» دون أن تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الحكومة) أو القادة الميدانيين.
وأضاف أن الخلاف تنامى إثر دخول الصراع الأميركي - الإيراني مستوى متقدمًا على اعتبار أن الولايات المتحدة صارت تشترط، منذ معارك صلاح الدين، عدم المشاركة في عمليات يشارك فيها «الحشد»، وتعلن دوما دعمها للمؤسسة العسكرية النظامية ولقوات البيشمركة.
بدوره، قال حميد الكرطاني، أحد شيوخ الأنبار، لـ«الشرق الأوسط» إن «أهالي الأنبار، سواء النازحون أو من بقي تحت رحمة (داعش)، هم الذين يدفعون ثمن هذه الخلافات سواء كانت بين الجيش و(الحشد) أو بين الأميركيين والإيرانيين».
وأضاف الكرطاني أن «أهالي الأنبار كانوا وما زالوا يتمنون تحرير أراضيهم على أيديهم لأنهم طردوا تنظيم القاعدة في أوج قوته عام 2007, كما أنهم يعرفون المناطق التي يوجد فيها هذا التنظيم, غير أن تقصير الحكومة في تسليحهم وتحويل المعركة من تحرير الأرض وإعادة النازحين إلى معركة سياسية لا علاقة لنا نحن أبناء الأنبار بها حال دون ذلك».



بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.