السيسي: الشعب المصري يتخوف من «الإخوان».. ومصير الجماعة بيديه

الإعلام البريطاني يتوافد لإجراء لقاءات حصرية مع الرئيس المصري خلال زيارته للندن

السيسي: الشعب المصري يتخوف من «الإخوان».. ومصير الجماعة بيديه
TT

السيسي: الشعب المصري يتخوف من «الإخوان».. ومصير الجماعة بيديه

السيسي: الشعب المصري يتخوف من «الإخوان».. ومصير الجماعة بيديه

مع بدء زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرسمية الأولى الى العاصمة البريطانية لندن اليوم (الأربعاء)، توجه تركيز الإعلام المحلي الى أهم الملفات التي سيناقشها السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، كما توافدت وسائل الاعلام على إجراء حوارات ولقاءات خاصة مع الرئيس المصري.
وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن السيسي سوف يطالب كاميرون بإتمام المهمة التي بدأتها بلاده في ليبيا للحيلولة دون تحولها إلى "سوريا أخرى" ومنع خضوعها لسيطرة المتطرف.
ونقلت الصحيفة، في نسختها الإلكترونية، قول السيسي خلال مقابلة خاصة معه إنه "يتعين على كاميرون إتمام "المهمة" التي بدأها في ليبيا"، محذرا من أن ليبيا باتت "تشكل خطرا يهددنا جميعا" منذ أن ساعدت بريطانيا قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الإطاحة بالقذافي (الرئيس الليبي السابق معمر)". واقترح السيسي خلال المقابلة أن تقوم بريطانيا ودول أخرى أعضاء في الناتو بمساعدة الشعب والاقتصاد الليبيين "ومنع تدفق الأموال والأسلحة" إلى المتطرفين.
وصرح السيسي أيضا بأن هناك حاجة الى عمل المزيد أيضا للتصدي لانتشار متطرفي "داعش" في العراق وسوريا. وقال "خريطة التطرف وعدم الاستقرار تتمدد ولا تنحسر. علينا أن نعيد النظر في أولوياتنا".
من جانبها، أجرت محطة "بي بي سي وورلد" البريطانية مقابلة خاصة مع الرئيس المصري سيتم بثها يوم غد (الخميس) تمام الساعة (09:30) بتوقيت غرينتش، دافع فيها السيسي عن سجل بلاده في مجال حقوق الانسان، وأشار الى دول مثل ليبيا. وقال "لا تنسوا أننا منكوبون بالارهاب على طول 1000 كيلومتر من الحدود مع ليبيا وسيناء وفي أنحاء من مصر ونحتاج الى الاستقرار حتى يعيش باقي المجتمع المصري".
وأكد السيسي لكبيرة مراسلي الشؤون الدولية في هيئة الإذاعة البريطانية ليز دوسيت، أن "لا أحد يتعرض للقمع في مصر لكننا نعيش أوقاتا غير معقولة، ومصر لا تريد أن تصبح مثل دول أخرى في المنطقة".
وحول وضع "الإخوان المسلمين" الراهن في البلاد، قال الرئيس المصري "المشكلة ليست من عند الحكومة أو من عندي، بل هي بالرأي العام المصري". وشرح قائلا إن "المصريين شعب مسالم واضطروا الى الرد على عنف الإخوان"، وأضاف، "العنف والخراب الذي ارتكبه الإخوان في العامين الأخيرين كان نتاجه ردود رأي عام سلبية تجاههم، وبات الشعب يتخوف منهم". واختتم الملف مستطردا، "مصر بلاد كبيرة تستوعبنا كلنا، والإخوان جزء من مصر ولكن مصيرهم داخل البلاد سيحدده الشعب".
وعلى صعيد آخر، قال السيسي خلال المقابلة، ان على منتقديه في الغرب تفهم التهديدات التي تواجهها مصر حيث قتل المتطرفون مئات من رجال الأمن في السنتين الماضيتين.
واضاف السيسي "عشنا خلال السنوات الخمس الاخيرة حالة من الثورة. نريد بعض الاستقرار، ولكننا لا نريد ان نحقق ذلك بالقوة أو الاكراه. بل نريد تنظيم وضبط المجتمع (...) ولكن مصر تواجه مشكلات جمة". واضاف ان "مصر سائرة على طريق الديمقراطية التي طلبها الشعب المصري خلال الأربع سنوات الماضية"، كما وصف الانتخابات التشريعية الاخيرة بأنها "شفافة".
ورفض الرئيس التحدث عن حادثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء الاسبوع الماضي.
ورغم الادعاءات الإعلامية التي روجت لها جماعة الإخوان المحظورة بأن بريطانيا ترفض استقبال السيسي خشية اعتقاله والوفد المرافق له بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يمكن أن تؤدي بالقضاء البريطاني لإصدار أمر ملزم بتوقيفهم، استمرت مجريات الزيارة لتبدأ اليوم. ومع ذلك، تناقلت مواقع أخرى كموقع "باز فيد" الإخباري أنباء عن تنظيم احتجاج ضد زيارة السيسي في وقت لاحق اليوم أمام مقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في 10 داونينغ ستريت.
ويشير محللون الى أن وجود مجتمع كبير من "الإخوان المسلمين" في لندن، قد يثير بعض البلبلات والمظاهرات خلال الزيارة.
يذكر أنه أفادت وسائل إعلام محلية بأن منظمة العفو الدولية كانت قد طالبت كاميرون في بيان أمس (الثلاثاء) باثارة قضية حقوق الانسان مع الرئيس المصري.
وقالت مديرة قسم بريطانيا في المنظمة كيت ألان "نريد أن نرى ديفيد كاميرون شخصيا وقد أثار قضايا حقوق الانسان مع الرئيس السيسي".



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.