أبرز حوادث الطيران في مصر.. «31 أكتوبر» يمثل لغزًا

شهد الحادثان الجويان الأكبر في تاريخ البلاد

أبرز حوادث الطيران في مصر.. «31 أكتوبر» يمثل لغزًا
TT

أبرز حوادث الطيران في مصر.. «31 أكتوبر» يمثل لغزًا

أبرز حوادث الطيران في مصر.. «31 أكتوبر» يمثل لغزًا

جاء حادث سقوط الطائرة الروسية صباح اليوم بمنطقة الحسنة، جنوب العريش، وعلى متنها 217 راكبا، ليعيد إلى الأذهان حوادث طيران لا تنسى في تاريخ الطيران في مصر، سواء لوقوعها على الأراضي المصرية أو لكونها تابعة لشركة مصر للطيران.
لكن اللافت أن الحادث وقع في ذكرى مرور 16 عاما على سقوط طائرة مصر للطيران عام 1999، والتي كانت تقل نفس عدد الركاب (217) لقوا مصرعهم جميعا، وهو الحادث المعروف باسم «طائرة البطوطي»، نسبة إلى مساعد الطيار المصري الذي اتهمته السلطات الأميركية بتعمد إسقاط الطائرة والانتحار.
ومن أبرز حوادث الطيران التي شهدتها مصر، حادث الرحلة 114، لطائرة «بوينغ 727» التابعة للخطوط الجوية العربية الليبية، في 21 فبراير (شباط) 1973، القادمة من بنغازي إلى مطار القاهرة، حيث تعرضت لعاصفة رملية بعد دخولها الأجواء المصرية، مما أجبر طاقمها على الاعتماد كليا على الطيار الآلي، ودخلت بطريق الخطأ إلى المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي آنذاك ليتم إسقاطها بطائرتين من طراز «إف4 فانتوم» الثانية، مما أسفر عن مقتل 108 ممن كانوا على متنها، ونجا خمسة أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار.
حادث الرحلة 604 لطائرة «بوينغ 737 كلاسيك» التابعة لشركة فلاش الخاصة للطيران، في 3 يناير (كانون الثاني) 2004، حيث سقطت بعد وقت قصير من إقلاعها، مما أسفر عن مقتل كل ما كانوا على متنها وعددهم 139 راكبا من السياح الفرنسيين و6 من أفراد الطاقم، واتجه الاعتقاد وراء سقوطها باحتمال حدوث عطل ميكانيكي للطائرة.
وفي 31 أكتوبر 1999، وهو نفس تاريخ سقوط الطائرة الروسية في 2015، قتل 217 شخصا في تحطم طائرة من طراز «بوينغ 767 - 300» التابعة لشركة مصر للطيران قبالة ساحل ماساتشوستس الأميركي بعد ساعة من إقلاعها، وهو الحادث الذي أثار جدلا حيث قالت هيئة السلامة الأميركية إن مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد الانتحار بإسقاط الطائرة بسبب جملة «توكلت على الله» وهو ما رفضه الجانب المصري تماما.
وربما أقدم حوادث الطيران في مصر، هي التي تعرضت لها الرحلة 903 التابعة لشركة خطوط حول العالم القادمة من بومباي إلى نيويورك مرورا بالقاهرة وروما، والتي سقطت بعد إقلاعها من مطار العاصمة المصرية بسبب اشتعال المحرك، مما أسفر عن مقتل 48 شخصا كانوا على متنها و7 هم طاقم الطائرة.
يذكر أن الطائرة روسية التي سقطت في سيناء اليوم تحمل حروف تسجيل KGL - 9268 تابعة لشركة كولافيا الروسية من طراز «إيرباص 320» وعلى متنها 217 راكبا، بالإضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد، وكانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قبل أن تؤكد الحكومة المصرية سقوطها وتبدأ في انتشال الضحايا.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.