متدينون يهود يناشدون الفلسطينيين الأمان لدى دخولهم الأقصى

ردهم كان احترام المناشدة وتعميمها على الشبكات الاجتماعية

متدينون يهود يناشدون الفلسطينيين الأمان لدى دخولهم الأقصى
TT

متدينون يهود يناشدون الفلسطينيين الأمان لدى دخولهم الأقصى

متدينون يهود يناشدون الفلسطينيين الأمان لدى دخولهم الأقصى

في خطوة استثنائية غير مسبوقة، نشرت صحيفة «مشباحا» (العائلة) الناطقة بلسان التيار المركزي في الحركة الدينية اليهودية المتزمتة دينيا (الحريديم)، نداء موجها لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني أن يكفوا عن عمليات الطعن بالسكاكين في صفوفهم، مؤكدين أنهم يمنعون أبناء تيارهم الديني من دخول الحرم القدسي الشريف لأنهم يعتبرون ذلك استفزازًا للجيران العرب.
وقد نشر النداء في خطوة استثنائية أيضًا بالنص العربي. ومما جاء فيه: «نحن، الحريديم، ليس لدينا أية مصلحة في (جبل الهيكل) - هكذا يسمون الحرم القدسي بالعبرية - في هذا الوقت. نحن نعارض الدخول إليه بشدة. وعلاوة على ذلك، فإنه ووفقًا للشريعة اليهودية، يعتبر الأمر محظورا بشكل صارم وقاطع. لذلك، فإننا جميعًا نرفض دخول الحرم، باستثناء عائلة واحدة، فردية، تعمل من تلقاء نفسها، ونحن نستنكر أفعالها. وحتى لو كانت هنالك معلومات عن الرغبة الإسرائيلية لتغيير الوضع الراهن المسجد الأقصى - وهذا غير صحيح على حد علمنا - فإن الجمهور الحريدي لا يمت بصلة لمخططات كهذه. فنحن نحرم هذا الدخول. ولذلك، يرجى التوقف عن قتلنا».
وقد جاءت ردود الفعل الأولية مستغربة هذا النشر، خصوصًا من قراء الجريدة التقليديين. فكتب محرر الجريدة في موقعها الإلكترونية موضحًا: «لا داعي للخوف، لم يُسيطر بعد أي قرصان أجهزة كومبيوتر إسلامية على كومبيوتر هيئة تحرير الصحيفة. فليس هذا النص الغريب الذي يفتتح الصفحة نتيجة عمل إجرامي أو خطأ مطبعي. بإمكانكم أن تهدأوا - أنتم تمسكون بأيديكم صحيفة (مشباحا) التي تصدر بالعبرية، وستستمر في الصدور بهذه اللغة». وأضاف: «هذه رسالة موجهة إلى الجمهور العربي. إنه بالمجمل توجّه إلى أبناء العمومة الذين يعيشون مع سيوفهم، وكلنا أمل أن تصل الصحيفة إلى شخص عربي ذي تأثير ما». بعد ذلك تم عرض الترجمة العبرية للرسالة، حتى يفهم الحاريدييم الكلام أيضًا.
ولكن، عندها، ثارت ثائرة الجمهور اليهودي من الشرائح الأخرى، خصوصًا من الحركة الدينية الصهيونية المعروفة بمواقفها اليمينية المتطرفة ومشاريعها التهويدية في القدس والضفة الغربية والصلاة بباحات المسجد الأقصى. فاعتبروا رسالة الحريديم شرعنة لقتل اليهود من غير الحريديم. وكتب أحدهم: «أنتم تحللون دماءنا. أصبحتم أعداء لليهود».
يذكر أن عمليات الطعن بالسكين عادت إلى القدس، أمس، بعد توقف لمدة أسبوع تحولت فيه الأنظار إلى منطقة الخليل وبيت لحم. وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 70 شخصا، منذ بداية الهبة الشعبية وحتى ظهر أمس. بينما بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 12 شخصا. وكشفت الشرطة الإسرائيلية، أمس، عن ضبط 5 آلاف سكين كوماندو حربي حاول تجار فلسطينيون من الضفة تهريبها بواسطة ميناء إسرائيلي. وبدأت التحقيق مع التجار وموظفي الجمارك لفحص إمكانية تهريب سكاكين أخرى.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.