إعصار مدمر يهدد اليمن وسلطنة عُمان بأضرار جسيمة

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: هطول الأمطار خلال يومين قد يعادل عامًا

إعصار مدمر يهدد اليمن وسلطنة عُمان بأضرار جسيمة
TT

إعصار مدمر يهدد اليمن وسلطنة عُمان بأضرار جسيمة

إعصار مدمر يهدد اليمن وسلطنة عُمان بأضرار جسيمة

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة اليوم (الجمعة)، إنّ الإعصار تشابالا الذي يتكون في بحر العرب، يتجه إلى اليمن وسلطنة عمان، وقد يتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وضرر بالبنية التحتية، في الدول غير المستعدة لمثل هذا النوع من الطقس.
واشتدت رياح هذا الإعصار الاستوائي بسرعة خلال الساعات الأخيرة، ومن المتوقع أن يصبح عاصفة عاتية خلال الساعات الـ24 المقبلة، تصاحبه رياح تصل سرعتها إلى 143 كيلومترًا في الساعة، أي عاصفة تعادل إعصارا من الفئة الرابعة.
ومن المتوقع أن يضرب السواحل ليل الاثنين المقبل.
من جهّتها، قالت كلير نوليس المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة: «لا نتوقع أن يضعف قبل أن يضرب اليابسة. وربما كان على حدود الفئة الأولى؛ ولكن حتى إن حدث ذلك فستصاحبه رياح شديدة في منطقة غير معتادة على أن تشهد مثل ذلك».
وأضافت: «تمثل الرياح خطرًا؛ لكنّنا نتوقع الأثر الأكبر جراء هطول الأمطار البالغة الخطورة وقد اطلعت على بعض التقارير التي تقول إنّه قد يعادل هطول أمطار تعادل أكثر من عام خلال يومين».
كما ذكرت أنّ المنظمة لا تعرف أن إعصارا استوائيا ضرب اليمن من قبل، رغم أنّ إعصارا ضرب سلطنة عمان عام 2007، وأحدث أضرارًا قدرت بعدة مليارات من الدولارات وقتلت 50 شخصًا.
ونوّهت بأنّ المنطقة الواقعة في شمال اليمن على مسار الإعصار، غير كثيفة السكان. لكن ميناء صلالة العماني ربما تلحق به أضرار جسيمة.
وصلالة ثاني أكبر مدن سلطنة عمان، ويصل عدد سكانها إلى نحو 200 ألف نسمة وبها محطة للحاويات تديرها شركة «إيه.بي.إم ترمينالز»، التابعة لمجموعة «إيه.بي مولر ميرسك» الدنماركية.
ومن المتوقع أن تهدأ رياح العاصفة إلى 150 - 160 كيلومترا في الساعة قبل وصول العاصفة إلى اليابسة، ثم تخفّ حدتها إلى 100 - 110 كيلومترات في الساعة.
وقالت نوليس إنّ سبب العاصفة ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والغلاف الجوي؛ لكن لم يتضح إن كان سببها ظاهرة النينيو المناخية التي تُسبب ارتفاع درجات الحرارة وما إذا كانت مثل هذه العواصف ستتكرر مستقبلا.
وأضافت: «مع ظروف تغيّر المناخ فإنّنا نتجه إلى منطقة مجهولة. نتوقع أن نشهد في المستقبل حدوث أشياء لم نرها من قبل».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.