الجيش الليبي يتراجع عن تبني العملية.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة

طرابلس تشيع ضحايا الطائرة وسط قرع لطبول الحرب

الجيش الليبي يتراجع عن تبني العملية.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة
TT

الجيش الليبي يتراجع عن تبني العملية.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة

الجيش الليبي يتراجع عن تبني العملية.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة

وسط قرع لطبول الحرب من جديد بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، هددت ميلشيات فجر ليبيا بالهجوم على أماكن تابعة لجيش القبائل، الذي اتهمته بالمسؤولية عن إسقاط طائرة هليكوبتر على متنها العشرات من قادتها العسكريين أول من أمس.
وشيعت أمس جثامين ضحايا الطائرة، بحضور عدد كبير من المسؤولين والعسكريين التابعين للسلطات غير المعترف بها دوليا في العاصمة، حيث أقيمت صلاة الجنازة بميدان الشهداء بالمدينة.
وأظهر تسجيل فيديو لحطام الطائرة تحت مياه البحر، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنها قد تعرضت لعمل تخريبي من الداخل أو قصفت بصاروخ، إذ انتشرت بقايا الطائرة على عمق 40 مترا بالقرب من سواحل مدينة الزاوية.
واضطر محمد حجازي الناطق باسم عملية الكرامة، التي يشنها الجيش الوطني الليبي على المتطرفين، إلى التراجع عن تصريحاته بشأن مسؤولية الجيش عن الحادث، حيث أعلن أنه خضع لتحقيق بشأن تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها مساء أول من أمس، من قبل الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش.
كما قال رئيس المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة المبروك بو عميد إنه «لا صله لنا بحادثة إسقاط الطائرة»، ودعا في المقابل إلى «تشكيل لجنة مختصة دولية أو محلية للتحقيق في الحادثة والكشف على مسببات سقوط الطائرة»، وتعهد بأنه في حال «ثبوت ضلوع أشخاص من المدينة بالحادث فسنسلم المطلوبين».
من جهته، عد فايز السراج المرشح لتولي رئاسة حكومة الوفاق الوطني أن «هذه المآسي التي يعيشها شعبنا في الداخل والخارج توجب علينا أن نتكاتف ونتحد لوقف حمام الدم ونعيد ترتيب أولوياتنا للخروج بالبلاد من أزمتها التي طالت البشر والحجر». وأعرب في بيان وزعه أمس عن أمله في أن «تثني جهود العقلاء وأهل الخير في احتواء الموقف وضبط النفس انتظارا لتحقيقات تنجز بشفافية ونزاهة».
وأعلن الجيش الموالي لسلطات طرابلس أن المنطقة الممتدة من جسر الـ17 غرب العاصمة وحتى شرق مدينة الزاوية تعتبر «منطقة اشتباكات» اعتبارا من أمس، مشيرا إلى أن هذه المنطقة الاشتباكات ستمتد جنوبا حتى قدم الجبل، ودعا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المنطقة حرصا على سلامتهم.
كما دعا جميع الوحدات العسكرية بمنطقة طرابلس والمنطقة الغربية وكتائب الثوار إلى الالتحاق بوحداتها للتصدي وتأمين الطريق الساحلي من جسر الـ17 وحتى بوابة الصمود بالزاوية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يأتي تنفيذا لأوامر رئيس برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا والقائد الأعلى لجيشها نوري أبو سهمين، ورئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ خليفة الغويل بشأن إسقاط الطائرة، التي زعم أنها إحدى طائرات الإسعاف الطائر وكانت في مهمة لنقل أموال إلى المصارف العاملة في المنطقة الغربية.
وقالت رئاسة الأركان العامة لجيش طرابلس في بيان لها إن الطائرة العمودية مخصصة للإسعاف وتستعمل في نقل المواد والأشخاص من المنطقة الغربية إلى العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن الطائرة نقلت أموالا من طرابلس إلى المصارف بالمنطقة الغربية، وأقلت في طريق عودتها بعض القادة العسكريين وموظفي المصارف.
وتابعت: «وأثناء مرورها فوق منطقة الماية تمت الرماية عليها من قبل مسلحي ما يسمى بجيش القبائل المتحالفين مع بقايا النظام السابق».
وقرر رئيس حكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل تشكيل غرفة أمنية تحت اسم «غرفة تأمين الساحل الغربي» بهدف تأمين الطريق الساحلي من المدخل الغربي للعاصمة طرابلس إلى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس.
وطبقا لنص القرار فإن الغرفة ستخضع لإشراف الغويل ومندوبين من الجيش الليبي وإدارة الأمن المركزي وأمن المعلومات وجهازي المخابرات العامة والمباحث العامة.
في المقابل، طالبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع الأطراف بممارسة أقصى قدر من ضبط النفس والامتناع عن أية أعمال من شأنها أن تصعد التوتر. وقالت البعثة في بيان لها إن المنطقة الواقعة غرب طرابلس شهدت فترة من الهدوء النسبي في الأشهر الأخيرة نتيجة لجهود وقف إطلاق النار والمصالحات المحلية.
ودعت القادة المحليين وأصحاب النفوذ على الأرض إلى العمل فورًا على منع تصعيد التوتر، كما دعت السلطات المعنية إلى فتح تحقيق شفاف ومفتوح لتحديد سبب تحطم المروحية. وحثت كل الأطراف على إعلاء المصالح الوطنية العليا لليبيا فوق كل الاعتبارات الأخرى.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.