دعا زعيم «جبهة التحرير الوطني»، حزب الأغلبية في الجزائر، أحزاب «الموالاة» والمعارضة إلى الالتفاف حول «المبادرة الوطنية لدعم برنامج رئيس الجمهورية»، التي أطلقها الأسبوع الماضي، وقال إن «المطالبين بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، عليهم أن ينتظروا عام 2019»، في إشارة إلى الاقتراع الرئاسي المقبل، المنتظر بعد أربع سنوات.
وأوضح عمار سعداني، خلال لقاء مع صحافيين بالبرلمان، بالعاصمة أمس، أن «مبادرة حزبنا تتمثل في تشكيل جبهة من أحزاب وجمعيات ونقابات لدعم برنامج الرئيس، وهي مفتوحة للجميع، ولكل واحد الحق في الاستجابة لها أو رفضها»، مضيفا أن حزبه «قرر وضع المشروع بين أيدي كل الأحزاب السياسية، بما فيها المعارضة التي ستتم مراسلتها في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة»، وشدد على أن «جبهة التحرير لن تعود لها الكلمة الفاصلة في هذا المشروع».
إلا أن أحمد أويحيى، أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي»، وهو حزب السلطة الثاني من حيث الأهمية بعد «جبهة التحرير»، تعامل ببرودة شديدة مع «مبادرة» سعداني. وكان في وقت سابق قد اقترح على الموالين للرئيس إحياء «التحالف الرئاسي» الذي كان يجمع، إضافة إلى الحزبين، «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، التي خرجت منه عام 2012 وانضمت للمعارضة. وجاء طرح أويحيى في سياق حملة شديدة شنتها أحزاب المعارضة على بوتفليقة، الذي طالبته بالتنحي بحجة أنه عاجز عن تسيير دفة الحكم بسبب المرض.
وقال سعداني بخصوص عدم تحمس أويحيى للفكرة إن «التجمع الوطني الديمقراطي، واحد من عشرات الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية الجزائرية، وله الحق في أن يرفض الانضمام إلى مسعانا». ويفهم من كلامه أن رفض أويحيى وحزبه دعم المبادرة، لن يتسبب في فشلها.
يشار إلى أن أويحيى هو أيضا وزير دولة ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، ومن المقربين للرئيس.
ويثير سعداني جدلا كبيرا بـ«مبادرته»، التي شدت إليها الإعلام والطبقة السياسية، ولكن من دون أن يشرح مضمونها وأسباب دعم برنامج الرئيس. وعلى عكس أويحيى، أعلن حزب «تجمع أمل الجزائر»، بقيادة وزير السياحة عمر غول، تزكية المسعى. وقد جاء ذلك عقب لقاء جمعه الخميس الماضي بسعداني، الذي أسس «لجنة» في حزبه، وكلفها بالترويج للفكرة لدى الأحزاب والنقابات وتنظيمات المجتمع المدني.
وقال جيلالي سفيان، رئيس «جيل جديد» المعارض، لـ«الشرق الأوسط إن «أمين عام جبهة التحرير أصيب بالجنون على ما يبدو؛ إذ كيف يعقل أن يدعونا إلى مباركة مسعى يخص رئيسا نطعن في شرعيته، ويخص سياسة نرفضها وندعو الجزائريين إلى رفضها؟». وأوضح جيلالي أن «البرنامج الوحيد الذي نعمل على الترويج له، هو تشكيل لجنة وطنية من شخصيات ذات مصداقية، يعهد لها تنظيم الانتخابات، وإبعاد وزارة الداخلية عن كل المسارات الانتخابية المرتقبة في المستقبل. فإذا وافقت السلطة على هذا المطلب، فستثبت أنها مستعدة لتداول حقيقي على الحكم. أما ما يطرحه سعداني والموالون للرئيس، فلا يعدو أن يكون محاولة لربح الوقت، لأن النظام في مأزق حقيقي، يتمثل في فقدان أموال الريع النفطي نتيجة شح الموارد المالية بسبب انهيار سعر النفط. وبفضل هذه الموارد استطاعت جماعة الرئيس أن تحل بعض المشكلات الاجتماعية مؤقتا ليضمن ديمومته. ولكنها اليوم تواجه مشكلات حقيقية، وهي تحاول الهروب منها بمثل هذه المشاريع الفارغة التي يطرحها سعداني». من جهته، قال رئيس «مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري، في اتصال به، إن «المعروف في كل بلدان العالم هو أن المقبلين على انتخابات الرئاسة هم من يحتاجون إلى الدعم والترويج لمشاريعهم وبرامجهم. ولكن في الحالة التي تعني حزب جبهة التحرير، فإن الرئيس موجود في الحكم منذ 16 سنة، وإذا كان في حاجة إلى دعم بعد كل هذه المدة، فذلك اعتراف صريح بأنه أصبح ضعيفا».
الجزائر: جدل بين الأحزاب السياسية حول دعم برنامج بوتفليقة
المعارضة تتحدث عن محاولة للهروب من أزمة سعر النفط
الجزائر: جدل بين الأحزاب السياسية حول دعم برنامج بوتفليقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة