ليبيا: مجلس النواب يؤجل حسم موقفه النهائي من مفاوضات الأمم المتحدة

جيش طرابلس يعلن مقتل عشرات من قياداته في تحطم طائرة مروحية

صبي ليبي خلال مظاهرة ضد المرشح من قبل الموفد الدولي لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية (رويترز)
صبي ليبي خلال مظاهرة ضد المرشح من قبل الموفد الدولي لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية (رويترز)
TT

ليبيا: مجلس النواب يؤجل حسم موقفه النهائي من مفاوضات الأمم المتحدة

صبي ليبي خلال مظاهرة ضد المرشح من قبل الموفد الدولي لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية (رويترز)
صبي ليبي خلال مظاهرة ضد المرشح من قبل الموفد الدولي لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية (رويترز)

أعلن الجيش الموالي للسلطات غير الشرعية في العاصمة الليبية طرابلس، أمس عن مقتل العشرات من قياداته في حادث مفاجئ لطائرة مروحية سقطت بعد تعرضها لهجوم.
وأوضح الناطق باسم رئاسة جيش طرابلس أن 14 عسكريا لقوا حتفهم، من بينهم مسؤول المنطقة الدفاعية الغربية وقائد غرفتها، مشيرا إلى أن الطائرة المنكوبة كانت تحمل أموالا وعددا من المدنيين.
لكن ناطقا باسم كتيبة الشهيد محمد الكيلاني، أعلن في المقابل، أن عدد الضحايا وصل إلى 23 قتيلا، كانوا على متن الطائرة التي سقطت قبالة سواحل منطقة ‫الماية شرق ‫‏الزاوية، مشيرا إلى العثور على سبع جثث إحداها للقائد الميداني لثوار الزاوية صهيب الرماح.
واتهم الناطق ما يسمى بجيش القبائل الموالي للجيش الوطني الليبي بقصف الطائرة، فيما أعلن كل من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته والمجلس المحلي ‫‏للزاوية، الحداد ثلاثة أيام على أرواح القتلى وتنكيس الأعلام.
وفى مدينة بنغازي بشرق ليبيا، دعا قائد كتيبة 204 دبابات العقيد المهدي البرغثي المسؤولين في مجلس النواب وحكومته المؤقتة بالإضافة إلى كافة عناصر الجيش إلى الحضور إلى المدينة وتحمل المسؤولية لفض المعركة ضد الجماعات الإرهابية بداخلها.
ونجا البرغثي من محاولة جديدة لقتله رغم إصابته خلال عملية استطلاعية بمحور حي الجامعة، لكن أحد أفراد الكتيبة لقي حتفه.
وتوعد البرغثي المتطرفين الذين وصفهم بكلاب أهل النار، بالرد بقسوة واستهداف تجمعاتهم بالأسلحة الثقيلة والدبابات، مرجعا عدم حسم المعركة إلى عدم توفر الأسلحة المتطورة والذخائر لمواجهة الإرهابيين.
إلى ذلك، نفى فرج بوهاشم الناطق الرسمي باسم البرلمان المعترف به دوليا لـ«الشرق الأوسط»، وجود أي ترتيبات لحوار مع البرلمان السابق غير المعترف به دوليا، وقال: «لم أسمع بذلك، وحتى لو طرح اﻷمر فهو مرفوض، نحن ما زلنا نتمسك بالحوار الذي ترعاه اﻷمم المتحدة».
وأخفق مجلس النواب أمس لليوم الثاني على التوالي في عقد جلسة بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، لحسم موقفه النهائي بشأن المقترحات المقدمة من بعثة الأمم المتحدة وتتضمن تشكيلة حكومة وفاق وطني.
وتأجلت الجلسة بسبب وجود رئيس المجلس عقيلة صالح بالقاهرة التي التقى فيها أمس مع مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون وعدد من المبعوثين المهتمين بدعم مفاوضات السلام التي تقودها البعثة الأممية.
وقال بوهاشم لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس لم يصدر حتى الآن أي قرار رسمي برفض حكومة ليون، والتصويت عليها لم يتم رسميا، لم يتم التصويت أصلا».
وأوضح أنه «كانت هناك عدة مقترحات لكن عقيلة أخرج مقترحا من عنده غير المقترحات المعروضة، مقترح عقيلة ﻻ ينص على رفض الحكومة، ويطالب بالعودة للمسودة الموقع عليها باﻷحرف الأولى في منتجع الصخيرات بالمغرب في شهر يوليو (تموز) الماضي».
وأضاف أنه «ونحن نتفق على ذلك، لكن الخلاف أن المسودة الموقع عليها باﻷحرف الأولى ﻻ تقل سوءا عن الأخيرة».
وأبلغ بوهاشم «الشرق الأوسط»: «كان طلبنا أن يكون هناك تعديل لبعض الفقرات الخاصة بالمناصب العسكرية لأن بها بعض الغموض ونراها خطرة على المؤسسة العسكرية، كتلك المتعلقة بضرورة تكليف المناصب العسكرية العليا خلال مدة أقصاها شهر من منح الثقة للحكومة».
وأضاف: «يعني لو وافق ليون نقع في كارثة، وكنا نود أن تكون من تاريخ التوقيع النهائي لنضمن أن الملاحظات تم إدخالها ضمن بنود الاتفاقية».
وتتعارض هذه التصريحات مع إعلان رئيس المجلس عقيلة صالح قبل سفره إلى القاهرة بشكل مفاجئ عقب الجلسة التي عقدها البرلمان الأسبوع الماضي، أن المجلس قرر رفض مقترحات ليون بشكل جماعي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.