البرلمان الأوروبي يوافق على قانون إلغاء الرسوم الإضافية على استخدام الجوال والإنترنت النقال

مهلة لتعديل التشريعات الوطنية حتى نهاية العام المقبل والإلغاء التام في منتصف 2017

البرلمان الأوروبي يوافق على قانون إلغاء الرسوم الإضافية  على استخدام الجوال والإنترنت النقال
TT

البرلمان الأوروبي يوافق على قانون إلغاء الرسوم الإضافية على استخدام الجوال والإنترنت النقال

البرلمان الأوروبي يوافق على قانون إلغاء الرسوم الإضافية  على استخدام الجوال والإنترنت النقال

وافق البرلمان الأوروبي، على إلغاء أي رسوم إضافية على استخدام الجوال والإنترنت، على أن يبدأ العمل بالقرار منتصف عام 2017 إلى جانب قواعد واضحة بشأن الحق في الوصول إلى الإنترنت، وبالتالي ستلغى أي رسوم على إجراء مكالمات أو إرسال رسائل نصية أو استخدام الإنترنت النقال في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وفي نفس الوقت تحديد رسوم إضافية ضعيفة جدا من 30 أبريل (نيسان) من العام المقبل، وحتى موعد تنفيذ إلغاء الرسوم منتصف عام 2017، على ألا تزيد رسوم أبريل على 5 سنتات في الدقيقة للمكالمة الصوتية الصادرة، وسنتين للرسائل النصية، و5 سنتات لكل ميغابايت من استخدام الإنترنت عبر الجوال، على أن يتم تحديد رسوم المكالمات الواردة في وقت لاحق من العام الحالي.
وقال عضو البرلمان الأوروبي بيلا كاستيلو، إن الناس العاديين وأصحاب الشركات الصغرى والمتوسطة، طال انتظارهم لهذا القانون الذي بفضله سيصبح الاتحاد الأوروبي المنطقة الوحيدة في العالم، التي تضمن قانونا للإنترنت المفتوح وصافي الحياد، وسيتم تطبيق مبدأ حيادية الشبكة مباشرة في جميع دول الاتحاد الأوروبي، وألا يكون الإنترنت ذات سرعتين.
وقال البرلمان الأوروبي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه بفضل دعم المحافظين والإصلاحيين، أقر أعضاء البرلمان الأوروبي خلال جلسة في ستراسبورغ، أمس، الثلاثاء، إلغاء رسوم التجوال ابتداء من مطلع يوليو (تموز) 2017. وقالت البرلمانية فيكي فورد، إن الحكومات الوطنية سيكون لديها فرصة حتى نهاية العام المقبل لتمرير التشريعات اللازمة لإنفاذ التعديلات الجديدة، والتي ستكون محل ترحيب الملايين من الناس.
وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، توصلت المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى اتفاق حول إلغاء رسوم التجوال للمكالمات الهاتفية والإنترنت، بحلول منتصف 2017، ورحب الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي (المفوضية) بهذا الاتفاق، مؤكدا على أن الفواتير المرتفعة التي تخرب ميزانية العطلات بسبب الاتصال أو تصفح الإنترنت ستكون قريبا من الذكريات القديمة.
وقال نسيب أندراوس نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون السوق الرقمية الموحدة، إن الأوروبيين انتظروا كثيرا بعد أن طالبوا بوضع حد لرسوم الجوال للمكالمات الهاتفية وتصفح الإنترنت، والآن تحقق هذا الأمر، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل لإنشاء سوق رقمية موحدة. مشيرا إلى أن خطط المفوضية الأوروبية حول هذا الصدد لاقت تأييدا كاملا من جانب قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم، يونيو الماضي، في بروكسل، وبعد ذلك يجب التحرك بشكل أسرع من أي وقت مضى.
من جانبه قال غونتر أوتينغر المفوض المكلف بشؤون الاقتصاد الرقمي، «نرحب بهذا الاتفاق الحاسم بين المؤسسات الاتحادية لإنهاء رسوم التجوال ووضع قواعد لإنترنت واضح، وكلاهما ضروري للمستهلكين والشركات في المجتمع، وفي الاقتصاد الرقمي الأوروبي اليوم».
وحسب المفوضية ببروكسل سيتم الانتهاء من التدابير التي تتعلق بعملية مراجعة شاملة لقواعد الاتصالات في الاتحاد الأوروبي في 2016، وهذا الإصلاح سوف يشمل تنسيقا أكثر وفعالية أكبر على مستوى الاتحاد الأوروبي، وخلق الظروف المناسبة لازدهار الشبكات والخدمات الرقمية وهو الهدف الأساسي لخطة السوق الرقمية الموحدة. ووقتها أعلنت لاتفيا التي كانت تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن هذا القرار لا يعني، في الوقت الحالي، إلغاء كاملا للرسوم الإضافية للتجوال بالنسبة للمستهلكين، حيث سيسمح لمقدمي خدمات التجوال وضع بعض القيود إذا كان المستخدم يجري مكالمات هاتفية أو يرسل رسائل نصية أو يتصفح الإنترنت بصورة متكررة عبر التجوال خلال سفره إلى دول في الاتحاد، وليس فقط خلال السفريات العرضية.
وفي الوقت نفسه سيجري إلزام مقدمي خدمات التجوال بإبقاء الرسوم في أقل مستوى. ووقتها قال البرلمان الأوروبي في بروكسل، إن الأعضاء توصلوا إلى اتفاق غير رسمي مع حكومات الدول الأعضاء على حظر الرسوم الإضافية (رسوم التجوال) لإجراء المكالمات للهاتف الجوال، وإرسال رسائل نصية أو استخدام الإنترنت أثناء وجودهم خارج بلدهم، ولكن في بلد آخر داخل دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت مصادر في البرلمان الأوروبي لـ«الشرق الأوسط»، إن أعضاء البرلمان خلال مفاوضات يونيو الماضي، أدرجوا ضمانات بأن يتم التعامل مع هذا الأمر دون تمييز، وأضاف أن هذا الاتفاق كان يحتاج موافقة البرلمان الأوروبي في تصويت عام، وهو ما حدث بالأمس، وبعد إقراره من المجلس الوزاري الأوروبي الذي يمثل الدول الأعضاء.
وقال برلماني إسباني من كتلة حزب الشعب الأوروبي بيلار ديل كاستيلو، الذي شارك في العملية التفاوضية بين المؤسسات الاتحادية: «نجحنا في التوصل إلى اتفاق يلغي رسوم التجوال منتصف2017، وفي نفس الوقت فإنه اعتبارا من أبريل المقبل وحتى هذا التاريخ، ستكون هناك تخفيضات كبيرة على الرسوم التي يتحملها المواطن الأوروبي».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.