وجه نائب بارز في البرلمان الإيراني اتهامات جديدة ضد مراسل «واشنطن بوست» في طهران جيسون رضائيان، الذي أدين هذا الشهر بالتجسس، وأكد أنه تآمر مع شخصيات مثيرة للفتن.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، سعى النائب جواد كريمي قدوسي أيضًا إلى تصوير السيد رضائيان على أنه جاسوس شائن استغل أوراق اعتماده كصحافي لكي يحتال من أجل التحصل على معلومات ذات قيمة كبيرة لأعداء الحكومة الإيرانية.
وتركز سيل التهم التي وجهها السيد كريمي قدوسي، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، على أن السيد رضائيان نقل بانتظام المعلومات إلى كل من وزارة الخارجية الأميركية وأذرع رسمية أخرى في الولايات المتحدة، واعتقد أن الحكومة الإيرانية سوف «تسقط في غضون 48 ساعة» في ظل التقارب الأميركي - الإيراني.
وأكد النائب البرلماني أن السيد رضائيان أقام أيضًا اتصالات مع أعداء إيران، بما في ذلك مندوبون عن إسرائيل وأعضاء في الجبهة الوطنية، في إشارة على ما يبدو إلى حزب ليبرالي علماني تعرض للقمع في عام 1981 ويصفه السيد كريمي قدوسي بأنه جماعة مرتدة. وأضاف النائب أن السيد رضائيان تقرب بشدة إلى مسؤولين في الدائرة الداخلية للرئيس حسن روحاني حتى إنه كان على علم بنوع العلكة التي يفضلها السيد روحاني.
وقال السيد كريمي قدوسي في المقابلة التي نشرت باللغة الفارسية على موقع الوكالة على شبكة الإنترنت إن رضائيان «كان على اطلاع تام على أساليب التجسس الحديثة وسعى إلى جمع معلومات مهمة جدًا في الدوائر الاجتماعية والثقافية والسياسية».
وأنكر السيد رضائيان ارتكابه أي أعمال مخالفة للقانون. ولم تكشف قط التفاصيل الدقيقة للقضية التي حوكم فيها مراسل «واشنطن بوست» في طهران.
وبينما ذكر مسؤولون إيرانيون وتقارير إخبارية أخرى أنه يشتبه في تجسس السيد رضائيان على برنامج إيران النووي وجمع أدلة حول انتهاك العقوبات، فإن تهم التعاون مع مثيري الفتنة لم ترد في وسائل الإعلام الإيرانية من قبل.
ووصف علي رضائيان، شقيق السيد رضائيان والمتحدث الرئيسي باسم العائلة، تقرير وكالة فارس بأنه «مسعى لتبرير الظلم الذي لحق بجيسون على مدار 15 شهرًا مضت»، مشيرا إلى أنهم «يلجأون الآن إلى كيل الافتراءات».
من جانبه، قال دوغلاس جيل، محرر الشؤون الخارجية في «واشنطن بوست»، إن ما ورد في التقرير يمثل «ببساطة أحدث مزاعم كاذبة وسخيفة يتداولها الأعضاء المتشددون في البرلمان الإيراني، ولا تقل سخفًا عن جميع المزاعم دائمة التغيير التي لا ينفك المسؤولون الإيرانيون عن إطلاقها».
وبدت تصريحات النائب وكأنها إنذار إلى أطراف أخرى في سلم القيادة الإيرانية على معرفة بالسيد رضائيان، ومن بينها الرئيس ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، بأنها قد تخاطر في معرض دعوتها لأي تبادل للسجناء مع الولايات المتحدة، كما تردد في الأسابيع الأخيرة. ويشير توقيت المقابلة إلى أن المتشددين في إيران، الذين تحدوهم شكوك عميقة إزاء مسعى الرئيس روحاني لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع طهران في يوليو (تموز) الماضي، ربما يرون في السيد رضائيان وسيلة مهمة لممارسة الضغط السياسي.
وقال السيد كريمي قدوسي إن مساعي أجريت لمبادلة السيد رضائيان بسجناء إيرانيين لدى الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين، لكنه وعدد من زملائه النواب أحبطوا الفكرة لأن محاكمة السيد رضائيان لم تكن قد اكتملت بعد حينذاك.
وكشف السيد كريمي قدوسي أن لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أطلعت على التهم الموجهة إلى السيد رضائيان بعد القبض عليه في يوليو (تموز) 2014.
* خدمة «نيويورك تايمز»
نائب إيراني يتهم مراسل «واشنطن بوست» بالتآمر
شقيق رضائيان: طهران تلجأ إلى كل الافتراءات
نائب إيراني يتهم مراسل «واشنطن بوست» بالتآمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة