المقاومة الجنوبية تحبط محاولة تقدم للحوثيين نحو أطراف لحج وتقصف مواقعهم بالمدفعية

تقدم للجيش الوطني والمقاومة في صرواح.. ومقتل 12 عنصرًا من الميليشيات

مقاتلون من أنصار المقاومة الشعبية المناصرة للحكومة الشرعية على ظهر دبابة لدى اشتباكهم مع مقاتلين من جماعة الحوثي جنوب غرب مدينة تعز أمس (رويترز)
مقاتلون من أنصار المقاومة الشعبية المناصرة للحكومة الشرعية على ظهر دبابة لدى اشتباكهم مع مقاتلين من جماعة الحوثي جنوب غرب مدينة تعز أمس (رويترز)
TT

المقاومة الجنوبية تحبط محاولة تقدم للحوثيين نحو أطراف لحج وتقصف مواقعهم بالمدفعية

مقاتلون من أنصار المقاومة الشعبية المناصرة للحكومة الشرعية على ظهر دبابة لدى اشتباكهم مع مقاتلين من جماعة الحوثي جنوب غرب مدينة تعز أمس (رويترز)
مقاتلون من أنصار المقاومة الشعبية المناصرة للحكومة الشرعية على ظهر دبابة لدى اشتباكهم مع مقاتلين من جماعة الحوثي جنوب غرب مدينة تعز أمس (رويترز)

تستمر عمليات الاشتباكات كرًا وفرًا بين المقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، في مناطق تقع بين محافظتي تعز ولحج. وقالت مصادر بالمقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحوثيين وصالح دفعوا، أمس، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة الراهدة في محافظة تعز، وتحديدًا جبل حمالة، الذي تسيطر عليه المقاومة الجنوبية في جبهة كرش الحدودية بين تعز ولحج، في حين نفذت المقاومة الجنوبية قصفًا مدفعيًا عنيفًا على مواقع الحوثيين في منطقة الشريجة عند الحدود بين محافظتي تعز الشمالية ولحج الجنوبية».
وذكر الدكتور محمد الزعوري الناطق باسم المقاومة الجنوبية في الصبيحة بمحافظة لحج، أن محاولة فاشلة قامت بها الميليشيات الحوثية محاولة التقدم نحو جبل الخُزم تحت غطاء ناري كثيف، مشيرًا إلى أن يقظة المرابطين من شباب المقاومة ورجال القبائل في الصبيحة تصدت لهم، ودارت اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصر الميليشيات واغتنام المقاومة الجنوبية أسلحة رشاشة وآر بي جي، وسط «استشهاد» فرد من المقاومة وجرح آخرين.
ومضى قائلاً، إن «الميليشيات وقوات المخلوع صالح حاولت التقدم إلى الجهة الغربية للمضاربة باتجاه منطقة الزيدية في حدود الأحيوق، وهي منطقة تحادد قبيلة الأغبرة، وفيها دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة و(استشهد) اثنان من شباب المقاومة الجنوبية وقتل عدد من عناصر الميليشيات المعتدية»، مؤكدًا أن «المعارك ما زالت محتدمة في خطوط التماس مع الأحيوق بمنطقة الوازعية التابعة لمحافظة تعز اليمنية».
وكان طيران التحالف قد شن غارات على مواقع ميليشيا تحالف صالح والحوثي في مناطق الأحيوق، والشقيرة التابعة لمديرية الوازعية، كما استهدف القصف معسكر اللواء 35 بمنطقة المطار القديم إلى جانب استهدفت طيران التحالف آليات ومدرعات ومخازن أسلحة للحوثيين وقوات المخلوع صالح غرب مدينة تعز.
على صعيد آخر، قال عواد الشلن، مدير أمن مديرية الحوطة، بمحافظة لحج اليمنية الجنوبية، إن شخصين قتلا وجرح آخر في انفجار قنبلة بالخطأ وسط سوق شعبية في الحوطة، وذلك بسبب انتشار الأسلحة جراء الحرب التي شنها الحوثيون على محافظة لحج والجنوب عمومًا. وذكر الشلن لـ«الشرق الأوسط»، أن عمليات الاغتيالات التي كانت تشهدها الحوطة ولحج انحسرت بشكل كبير، وأن المخلوع صالح «هو من كان يقف وراء عمليات الاغتيالات وتصفية الكوادر الجنوبية المؤهلة، حيث إن مدينة الحوطة – على حد قوله - لم تشهد أي عمليات اغتيالات خلال الأشهر الماضية بعكس ما كانت تشهده المدينة من اغتيالات شبه يومية كانت تقف خلفها عصابات إرهابية تدين بالولاء للرئيس المخلوع صالح وتتحرك بأوامر من صنعاء». وأشار الشلن إلى التفاف شعبي حول جهاز الأمن والمقاومة في حوطة لحج، وإلى أن هذا الالتفاف الشعبي «هو من يقف خلف استتباب واستقرار الأمن بالمدينة وحماية عاصمة المحافظة من الخلايا النائمة وتأمينها من الجماعات المتطرفة في ظل غياب شبه للسلطة المحلية بلحج، وأن ذلك يأتي بجهود شعبية ذاتية.
وفي عدن، نفذت المقاومة الجنوبية بمديرية المنصورة، أمس، حملة انتشار أمنية بعدد من الشوارع الرئيسية والفرعية بالمدينة وشوهد عدد من السيارات والأفراد بعدد من التقاطعات في شوارع المدينة. وأوضح قائمون على الحملة لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف منها الحد من المظاهر المسلحة ووقف أي أعمال أو تقاطعات مسلحة تستهدف أي مواطنين أو محال تجارية أو وتثبيت الأمن والاستقرار وتعقب أي خلايا نائمة.
وعلى صعيد التطورات العسكرية في شرق البلاد، حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة مأرب، أمس، تقدمًا في مناطق المواجهة مع ميليشيات الحوثي وقوات صالح في مركز مديرية صرواح غرب المحافظة، في حين دمر الطيران الحربي وطائرات الأباتشي آليات عسكرية للميليشيات في جبل هيلان. وقال الشيخ حمد بن وهيط، القيادي في المقاومة الشعبية في محافظة مأرب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش والمقاومة بدأت معركة تمشيط مديرية صرواح، ووضع الخطط العسكرية الخاصة بتحريرها بشكل كامل وتأمين محيطها من أي خطر».
وأضاف بن وهيط، أن «القوات تقدمت إلى مناطق بمحيط مركز صرواح من الجهة الجنوبية ولا تزال المعارك متواصلة هناك». وأوضح أن القيادات المشتركة للقوات العسكرية والمقاومة عقدوا اجتماعا أمس في معسكر كوفل، وأعلنوا بدء تمشيط الجيوب التي لا تزال تتمركز فيها عناصر مسلحة من الموالين للحوثيين وصالح، بعد رصدها، وسيجري تحريرها خلال عمليات التمشيط.
وذكر بن وهيط أن أكثر من 12 مسلحًا من ميليشيات الحوثي قتلوا وجرح العشرات خلال المواجهات التي بدأت أول من أمس، كما جرى تدمير أربعة أطقم محملة بالذخائر والألغام بمناطق المصادر، وسقبا، ورمضة، كانت في طريقها لتعزيز مواقع الميليشيات. ولفت الشيخ القبلي المقاوم إلى أن الميليشيات تراجعت إلى مناطق جبلية وعرة قريبة من خولان، بعد الضربات الموجعة التي تلقوها، مشيرًا إلى أن الجيش والمقاومة وأبناء اليمن أثبتوا في معركة مأرب أنهم يد واحدة ضد ميليشيات الدمار وتحالف الشر الذي يقوده صالح والحوثي، وأنهم مستمرون ومتماسكون من أجل تحرير بقية المناطق والمدن.
في السياق ذاته، شنت قوات التحالف، أمس، غارات مكثفة على مواقع الميليشيات، استهدفت آليات وعتادًا عسكريًا، في مناطق مختلفة من صرواح بينها منطقة رمضة، ورحب، وجبل هيلان، والشطب بحباب، وتمكنت من إحراق طاقمين محملين بالذخائر كانا في طريقهما إلى صرواح، كما شنت طائرات الأباتشي هجمات مركزة على مدخل مركز صرواح، تمهيدًا لتقدم الجيش الوطني لتحريرها، وبحسب مصادر في المقاومة فقط دمرت الغارات الجوية مخازن السلاح في جبل هيلان، ومنطقة الدغمة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.