بحاح يلتقي السفير الروسي بالرياض.. ومبعوث بوتين يستقبل وفدًا حوثيًا في موسكو

مراقبون لا يستبعدون طلب المتمردين دعمًا دبلوماسيًا وعسكريًا من روسيا

نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح خلال لقائه السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف في الرياض أمس (وكالة سبأ اليمنية)
نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح خلال لقائه السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف في الرياض أمس (وكالة سبأ اليمنية)
TT

بحاح يلتقي السفير الروسي بالرياض.. ومبعوث بوتين يستقبل وفدًا حوثيًا في موسكو

نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح خلال لقائه السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف في الرياض أمس (وكالة سبأ اليمنية)
نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح خلال لقائه السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف في الرياض أمس (وكالة سبأ اليمنية)

يكثف الحوثيون من نشاطهم وتحركاتهم الدبلوماسية، قبيل انطلاق المشاورات المقررة أواخر الشهر الحالي في جنيف، بين الأطراف اليمنية، برعاية من الأمم المتحدة، وكشفت وزارة الخارجية الروسية عن استقبال ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين ونائب وزير الخارجية الروسية لعدد من ممثلي التنظيمات السياسية اليمنية ومنها «أنصار الله» والحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني.
وقالت مصادر الخارجية الروسية إن «اللقاء تطرق إلى مجمل تطورات الوضع الراهن في اليمن، وإن الجانبين خلصا إلى ضرورة الاعتراف بأنه لا حل آخر للأزمة الراهنة سوى التسوية السياسية للقضايا العالقة في الساحة اليمنية».
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء تركز بالدرجة الأولى حول الاعتراف بأهمية الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق التسوية السياسية للأزمة من أجل سرعة التوصل إلى استئناف الحوار الوطني الواسع الإطار على أساس مشاركة كل القوى السياسية الرئيسية في العمل من أجل تحديد شكل النظام في البلاد. وأعربت الخارجية الروسية في بيان أصدرته بهذا الشأن عن الأمل في عقد الجولة التالية للمشاورات اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة وأن تضع هذه المشاورات حدا للعنف وتفتح الطريق أمام تحقيق السلام والوفاق في الجمهورية اليمنية وسرعة استعادة اليمن لوحدة أراضيها وإعادة بناء اقتصادها وحل كل القضايا الإنسانية الحادة بما يساهم في إحلال الرخاء والازدهار لكل اليمنيين.
وذكرت مصادر سياسية يمنية أن الوفد الحوثي، الذي زار موسكو، اليومين الماضيين، سلم إلى نائب وزير الخارجية الروسي، رسالة من رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، التي شكلها الحوثيون في فبراير (شباط) الماضي، عقب انقلابهم على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، موجهة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب ذات المصادر، فقد أكد وفد لجنة الحوثيين العليا على «الانفتاح الكامل على الحلول السياسية»، غير أن مراقبين في الساحة اليمنية، أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد الحوثي حمل مطالب حوثية بدعم دبلوماسي روسي وبتدخل أكبر في الوضع القائم في اليمن، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.
ولم يستبعد المراقبون أن يطلب الحوثيون من موسكو مدهم بأسلحة وذخائر وخبراء، خاصة أن السلاح اليمني في معظمه روسي وقد توقفت عمليات صيانته منذ مغادرة كافة الخبراء الروس والأجانب اليمن، إبان اندلاع الحرب والمواجهات، وأشار المراقبون إلى أن الطائرات الروسية سبق أن حطت في مطار صنعاء عدة مرات في أوج النزاع المسلح، دون قيود من دول التحالف.
إلى ذلك، أكد خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس، رئيس الوزراء اليمني، خلال لقائه، أمس، بالعاصمة السعودية الرياض، السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف ترحيب الحكومة اليمنية بأي مسار يفضي إلى السلام وإيقاف نزيف الدم والدمار ويضمن عودة الدولة وينهي ممارسات الانقلابيين من جماعة الحوثي وصالح ويعيد الأمن والاستقرار إلى كافة أرجاء الوطن.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، فقد جرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات ومناقشة تطورات الأحداث على الساحة اليمنية.
ونقلت الوكالة الرسمية عن السفير الروسي بالرياض تأكيده «وقوف بلاده مع مخرجات مؤتمر الحوار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار رقم 2216»، وقوله إن «بلاده نقلت للحوثيين أنهم ارتكبوا عددًا من الأخطاء التي أوصلت اليمن إلى هذه المرحلة»، كما «ثمن السفير الروسي ما تقوم به الحكومة من أجل السلام والوصول باليمن إلى بر الأمان وعودة الأمن والاستقرار إلى كافة المحافظات وإيقاف معاناة أبناء الشعب اليمني».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.