مورغان فريمان ينتهي من مشاهد فيلمه في الأقصر.. ويستعد للتصوير في «الأهرامات»

مدير آثار جنوب مصر لـ«الشرق الأوسط»: زيارة النجم الأميركي للمناطق الأثرية دعاية قوية للسياحة

مدير آثار جنوب مصر مرحبا بالنجم  فريمان، و النجم الأميركي مورغان فريمان في محافظة الأقصر جنوب مصر.
مدير آثار جنوب مصر مرحبا بالنجم فريمان، و النجم الأميركي مورغان فريمان في محافظة الأقصر جنوب مصر.
TT

مورغان فريمان ينتهي من مشاهد فيلمه في الأقصر.. ويستعد للتصوير في «الأهرامات»

مدير آثار جنوب مصر مرحبا بالنجم  فريمان، و النجم الأميركي مورغان فريمان في محافظة الأقصر جنوب مصر.
مدير آثار جنوب مصر مرحبا بالنجم فريمان، و النجم الأميركي مورغان فريمان في محافظة الأقصر جنوب مصر.

انتهى النجم الأميركي العالمي مورغان فريمان من تصوير مشاهد فيلمه الوثائقي الذي يحمل اسم «The Story Of God» أو «قصة الإله» في معبد «هابو» بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) وسط حراسة وإجراءات أمنية مشددة، في حين يستعد اليوم (الجمعة) لتصوير آخر مشاهد الفيلم في منطقة أهرامات الجيزة و«أبو الهول». وقال الدكتور مصطفى وزيري مدير عام الآثار بجنوب مصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة النجم العالمي فريمان للمناطق الأثرية المصرية دعاية قوية لتنشيط السياحة»، لافتًا إلى أن «الزيارة تمت بنجاح كبير.. وقدمنا جميع التسهيلات لإنجاح مهمة عمل الفيلم».
وصور فريمان مشاهد فيلمه الذي من المقرر أن يستكمل اليوم (الجمعة) آخر أيام التصوير في منطقة أهرامات الجيزة، في مقابر النبلاء الواقعة في جبل القرنة بالبر الغربي بالأقصر، وبالتحديد داخل مقبرة «مننا»، الذي كان يعتبر من كبار المسؤولين في عهد الملك تحتمس الرابع في الدولة المصرية الحديثة قبل 3500 عام.
وتحتوي مقبرة «مننا» على نقوش فريدة للحياة في مصر الفرعونية، ونقوش تصور معاقبة المتهرب من دفع الضرائب، حيث يظهر شخص متهرب من سداد الضرائب وهو مستلقٍ على بطنه على الأرض ويقوم شخص بضربه من ظهره بعصا، ويتابع ذلك «مننا» الواقف داخل مقصورته وهو يمسك عصا السخم وباليد الأخرى عصا طويلة تدل على سلطته داخل البلاط الملكي آنذاك. وتقول مصادر أثرية في الأقصر، إن في المقبرة «نقوشًا للزرع والحصاد ولفلاح يعزف على الناي، وبها كثير من النقوش المبهرة التي تصور يوميات الفلاح في مصر القديمة».
وقالت المصادر الأثرية، إنه «تم تصوير مشاهد في معابد (هابو) الشهيرة في غرب الأقصر التي تحوي جنباتها على تفاصيل 282 عيدًا عرفتها مصر الفرعونية، وتمثالي ممنون الشهيرين بمعبد الملك أمنحتب الثالث».
وجاءت زيارة مورغان فريمان للأقصر، وسط حالة من الجدل الواسع التي أثارتها زيارته لمصر، خاصة بعد تردد أنباء عن اعتراض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بمصر والنقابات الفنية على تصوير فريمان فيلمه بمصر، بزعم عدم حصوله على التصاريح اللازمة من الجهات المعنية.
لكن وزيري قال إن «الحكومة المصرية لا ترفض أي عروض من الدول الأوروبية لتصوير الأفلام في المناطق الأثرية، ما دامت تتفق مع القيم وليس فيها ما يضر بالحياء».
ووصف المرشد السياحي في الأقصر أسامة إبراهيم، زيارة فريمان للمدينة، بأنها بمثابة دعاية قوية للسياحة الثقافية في الأقصر وجنوب البلاد، مضيفًا لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الزيارة سيكون لها مردود إيجابي كبير على التدفقات السياحية القادمة للأقصر مستقبلاً، وخصوصًا من جانب السياح الأميركيين، بعدما أكد النجم الأميركي، أن «مصر بلد الأمن والأمان»، لافتًا إلى أن «الحكومة تقدم جميع التسهيلات لتصوير الأعمال داخل المعالم الأثرية والسياحية كونها تمثل دعاية مجانية للمنتج السياحي».
وكان الفنان العالمي قد بدأ زيارته للقاهرة بزيارة المتحف المصري بميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة، ورافقته أثناء زيارته للمتحف الدكتورة سليمة إكرام أستاذة الآثار بالجامعة الأميركية، حيث قامت بشرح مكثف لتاريخ المتحف ومحتوياته، وتفقد فريمان خلال زيارته الطابقين السفلي والعلوي للمتحف، وتوقف عند الآثار الخاصة بالملك توت عنخ آمون، وتمثال الملك رمسيس الثاني، وكذلك التماثيل الملكية لملوك الفراعنة.
وأكد حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، أن «زيارة فريمان لمصر تساهم في الترويج الثقافي والسياحي وتسويق اسم مصر عالميا، باعتبارها تعيد تنبيه السينما العالمية إلى إمكانية تصوير بعض الأفلام على الأراضي المصرية».
والفيلم من المقرر أن يعرض على قناة «ناشيونال جيوجرافيك» في الولايات المتحدة عام 2016، وكذا في 171 دولة بـ45 لغة.
يذكر أن الفنان العالمي وأحد ممثلي هوليوود، مورغان فريمان، بدأ زيارته لمصر قبل أيام وبدأ تصوير فيلمه التسجيلي في منطقة الأزهر التاريخية بشوارع «الحسين وشارع المعز وخان الخليلي» وعلى مقهى «الفيشاوي» الشهير.
وقال فريمان في تصريحات صحافية له، إنه «مستمتع جدًا بوجوده في مصر وبالمناطق السياحية والأثرية»، مؤكدًا أن مصر تمتلك من الثروات السياحية والمناطق ما يجعلها مقصدًا متميزًا».
في السياق ذاته، أكد هشام زعزوع وزير السياحة المصري، أن استضافة الفنان العالمي فريمان تمت بالتنسيق بين عدة جهات ممثلة في هيئة الاستعلامات ووزارات السياحة والثقافة والآثار والشركة المنظمة للحدث، مشيرًا إلى أن مثل تلك الزيارات لممثلي القوة الناعمة من نجوم الفن والرياضة وغيرهم يكون لها أثر إيجابي في تحسين الصورة الذهنية والترويج للمقصد السياحي المصري، وتنقل صورة إعلامية إيجابية عن الأوضاع في مصر، كما تسهم في تعريف العالم بثقافة وحضارة المصريين، لافتًا إلى أنه «سيلتقي الفنان العالمي (اليوم) في منطقة الأهرامات و(أبو الهول) دعمًا وترويجًا لمنتج السياحة الثقافية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».