الوفاة قد تعرضك للعقوبة.. 10 أماكن بالعالم يُحظر فيها الموت

القدسية وعدم وجود مقابر من بين أبرز الأسباب

الوفاة قد تعرضك للعقوبة.. 10 أماكن بالعالم يُحظر فيها الموت
TT

الوفاة قد تعرضك للعقوبة.. 10 أماكن بالعالم يُحظر فيها الموت

الوفاة قد تعرضك للعقوبة.. 10 أماكن بالعالم يُحظر فيها الموت

قد يبدو الأمر غريبا لأول وهلة، لكن بالفعل هناك أماكن في العالم يحظر أن يموت الناس فيها لأسباب متنوعة، فعلى سبيل المثال هناك مدينة نرويجية تشهد درجات حرارة منخفضة جدا لدرجة لا تسمح لجثامين الموتى بالتحلل، بينما أصدر عمدة مدينة إيطالية مرسوما يأمر فيه السكان بالاعتناء بصحتهم قدر الإمكان لتجنب الوفاة نظرا لتراجع التعداد.
ورصدت صحيفة «هفنغتون بوست» في نسختها الإيطالية عشرة أماكن متناثرة حول العالم لا يسمح بالموت فيها، وهي:

1 - جزيرة ديلوس (اليونان)
في شتاء عام 425 قبل الميلاد قرر الأثينيون «تطهير» الجزيرة، حيث فتحوا المقابر الموجودة ونقلوا ما بها من رفات ومحتويات إلى جزيرة رينيا القريبة، حيث تم دفنها في مقبرة مشتركة. ومنذ ذلك تم إقرار أنه لا أحد ينبغي أن يولد أو يموت في ديلوس، وأن المصابين بأمراض خطيرة عليهم الانتقال إلى جزيرة رينيا. وإلى الآن لم يولد أو يمت أو يدفن أحد في الجزيرة المقدسة، وظل سكان ديلوس بلا وطن. وفي عام 422، أنهى الأثينيون «التطهير» بنفي السكان المحليين خارج الجزيرة.

2 - استوكوشيما (اليابان)
يُحظر في الجزيرة اليابانية البالغ عدد سكانها 1800 نسمة الولادة أو الموت، نظرا لقداستها وفق ديانة «شنتو»، ويتعين على النساء الحوامل وكبار السن والمرضى ترك المكان المقدس قبل الولادة أو الوفاة. ولهذا السبب لا يوجد في الجزيرة أقسام بالمستشفيات لأمراض النساء ولا مقابر.

3 - لونغييربين (النرويج)
في أكثر مدن أرخبيل سفالبارد، شمال النرويج، سكانًا (نحو ألفي شخص) يحظر الموت منذ 70 عامًا، ويرجع السبب إلى درجات الحرارة المنخفضة جدا في المدينة، والتي تعيق التحلل السريع لجثامين الموتى. وظهرت مشكلة البرد القارس خلال الوباء الذي انتشر بين عامي 1917 - 1920. وبعد 13 عاما أدركت السلطات أن جثامين الموتى ظلت كما هي تقريبا، ومن ثم من الممكن للفيروس أن يعاود الانتشار، وهكذا تم إغلاق مقبرة المدينة عام 1930، ومن حينها لا يتم دفن الموتى بالمدينة، ومنذ 1950 يحظر الموت في المدينة. ولا يوجد بالمدينة حتى دور لرعاية المسنين.

4 - لانخارون (إسبانيا)
الموت محظور أيضا في مدينة لانخارون، إحدى مدن الأندلس التي يقطنها 4 آلاف شخص، وفق قانون وضعه عمدة البلدة الإسبانية عام 1999، بسبب عدم موافقة الحكومة على الطلبات المتكررة لتوسيع المقبرة شبه الممتلئة تقريبا.

5 - لافاندو (فرنسا)
تم التصديق على قرار حظر الوفيات عام 2000 من جانب عمدة البلدة الفرنسية آنذاك، وذلك نظرا لعدم وجود أماكن بالمقابر، وكان هذا هو الرد الوحيد الممكن على الحكم القضائي الغريب الذي يحظر بناء مقبرة جديدة لأنها «قد تشوه جمال المكان المختار لإقامتها».

6 - بيريتيبا ميريم (البرازيل)
بيريتيبا ميريم هي بلدة صغيرة يقطنها مزارعون في ضاحية ساوباولو، ولعدم وجود مساحة لتوسعة المقبرة المحلية، ولعدم وجود إمكانية للجوء إلى حرق الموتى، يحظر الموت في البلدة منذ عام 2005 لعدم الإضرار بالتكوين الخاص للأراضي المحلية.
وجاء في الأمر الذي عممه مجلس البلدة «على المواطنين الاعتناء بصحتهم كي لا يموتوا وإلا فسيعرضون أنفسهم للعقوبة».

7 - كونياك (فرنسا)
صدر «حظر الموت» رسميا بالبلدة الفرنسية الواقعة قرب تولوز عام 2007، فحينما ترجى عمدة المواطنين الذين لا يملكون مقابر خاصة بهم أن يموتوا بعيدا عن المدينة فلا يوجد مكان للدفن في المقبرتين الموجودتين فيها، والمكان الوحيد المتاح لإقامة مقبرة إلى جوار إحدى الثكنات العسكرية، لكن بعدها وافق وزير الدفاع الفرنسي على إقامة المقبرة.

8 - ساربورين (فرنسا)
هي قرية غاية في الجمال جنوب فرنسا، والتي أصدر عمدتها عام 2008 مرسوما يحظر الموت فيها، بعدما رفضت المحكمة طلبه بتوسيع المقبرة الموجودة بالقرية، ليس هذا فحسب بل إنه ستتم معاقبة من يموت في القرية.

9 - فالتشانو دل ماسيكو (إيطاليا)
هي بلدة في مقاطعة كازرتا يقطنها 4 آلاف شخص، ولا يوجد بها مقبرة منذ عام 1964، وهكذا لم يجد عمدة البلدة مفرا من إصدار حظر للوفاة داخل البلدة، وقال: «هو قرار استفزازي قليلا، لكنني قمت به لتحريك مشاعر الأجهزة المختصة».

10 - سيليا (إيطاليا)
هي بلدة صغيرة ترجع للعصور الوسطى وسكانها في طريقهم للانتهاء تماما، فنحو 60 في المائة من السكان عمرهم أكبر من 65 عاما، وهكذا أصدر عمدة البلدة الواقعة في إقليم كالابريا جنوبي إيطاليا قرارا يحظر الموت، كما دعا المواطنين للاعتناء بصحتهم.



مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».