بغداد تستضيف ثالث معرض للأسلحة بمشاركة أكثر من 50 شركة

أميركا والصين وبريطانيا وكوريا الجنوبية وروسيا تعرض فيه

ضابط في الجيش العراقي يتلقى شرحا من ممثل شركة كورية حول نموذج طائرة من دون طيار في معرض الأسلحة والدفاع الذي افتتح ببغداد أمس (أ.ف.ب)
ضابط في الجيش العراقي يتلقى شرحا من ممثل شركة كورية حول نموذج طائرة من دون طيار في معرض الأسلحة والدفاع الذي افتتح ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بغداد تستضيف ثالث معرض للأسلحة بمشاركة أكثر من 50 شركة

ضابط في الجيش العراقي يتلقى شرحا من ممثل شركة كورية حول نموذج طائرة من دون طيار في معرض الأسلحة والدفاع الذي افتتح ببغداد أمس (أ.ف.ب)
ضابط في الجيش العراقي يتلقى شرحا من ممثل شركة كورية حول نموذج طائرة من دون طيار في معرض الأسلحة والدفاع الذي افتتح ببغداد أمس (أ.ف.ب)

استضافت بغداد اعتبارا من أمس معرضا للأسلحة للعام الثالث على التوالي، يشمل الطائرات والدروع والصواريخ وأجهزة الاتصالات، بمشاركة أكثر من 50 شركة عالمية، وذلك بهدف تسليح القوات العراقية التي تخوض معارك مع جماعات مسلحة.
وقال وزير الدفاع سعدون الدليمي، الذي افتتح المعرض، إن «الشركات التي أسهمت اليوم في المعرض ستكون لها أولوية في التعاقد عن غيرها من الشركات في توفير احتياجات القوات المسلحة». وافتتح المعرض في غرب العاصمة على أن يمتد لأربعة أيام وسط إجراءات أمنية مشددة، وبمشاركة أكثر من خمسين شركة تمثل تسع دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وكوريا الجنوبية.
وعرضت هذه الدول نماذج لطائرات مقاتلة ومروحيات، وهو ما يسعى العراق للحصول عليه مع اشتداد المعارك في صحراء الأنبار غرب البلاد. كما عرضت الشركات معدات مراقبة وأسلحة وآليات وأدوات مكافحة الشغب وملابس عسكرية، وأجهزة كشف المتفجرات ومعالجة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة.
وقال الملحق العسكري البريطاني بول بيكر «نحن حريصون على زيادة التعاون وتجهيز القوات العراقية بمعدات وأسلحة عالية الجودة والنوعية». وأضاف «نعتقد أن التجهيزات البريطانية هي الأفضل في العالم، والعراق بحاجة إلى معدات جيدة بسبب التحديات التي يواجهها ضد قوى الإرهاب على التراب العراقي»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وسبق أن تعاقد العراق مع الولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية لشراء طائرات مقاتلة، وقد وضعت طائرات مراقبة أميركية ومروحيات روسية في الخدمة، فيما تنتظر بغداد تسلم طائرات «إف 16» في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وحقق العراق تقدما في إعادة بناء القوة الجوية بعد تعرض طائراته إلى تدمير شبه شامل خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 وجرى القضاء على ما تبقى منها لدى اجتياح البلاد عام 2003. وقال وزير الدفاع مخاطبا القادة العسكريين «وأنتم في الميدان حددتم ما هو المطلوب وما هو السلاح الفاعل». وأضاف «اختاروا أدواتكم وأسلحتكم بما يحافظ على العراق ويقويه.. ما دامت هذه الشركات قادمة إلى البلد فلها الأولوية أن تختاروا منها ما تشاءون».
وكانت أغلب معدات الجيش العراقي الذي اعتبر أبرز قوة في الشرق الأوسط إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988) روسية الصنع، ولكن منذ اجتياح البلاد عام 2003 أصبحت معداته أميركية.
ومنذ بداية العام الحالي يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة ينتمي معظمهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إحدى أقوى المجموعات الإسلامية المتطرفة المسلحة في العراق وسوريا، على الفلوجة (60 كم غرب بغداد) وعلى أجزاء من الرمادي المجاورة.
وتتريث القوات العراقية في مهاجمة الفلوجة، وتفرض عليها حصارا تتخلله ضربات جوية وقصف لمواقع المسلحين، إلا أنها تخوض معارك في بعض مناطق الرمادي بهدف استعادة السيطرة الكاملة على هذه المدينة أولا. وقد أدت الأحداث الأخيرة في الفلوجة والرمادي إلى نزوح مئات الآلاف من هاتين المدينتين نحو محافظات أخرى في البلاد.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها أمس عن مقتل 31 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) واعتقال ثلاثة آخرين في عملية واسعة جنوب مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد). وأوضح بيان عسكري لوزارة الدفاع حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه أن «قيادة عمليات نينوى بالتعاون مع الفرقة الثانية قامت بعملية واسعة ضد معسكرات تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين جنوب الموصل بإسناد من سلاح القوة الجوية وطيران الجيش، وتم تدمير معسكراتهم. وقد شوهد تنظيم داعش وهو يقوم بسحب 31 جثة، وتم إلقاء القبض على ثلاثة آخرين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.