منذ أن كشفت الشرطة الإسرائيلية أن الشاب الذي نفذ عملية بئر السبع، وطعن جنديا وخطف سلاحه وقتله، وأصاب جنودا ومواطنين آخرين، وقادة عرب النقب وقادة فلسطينيي 48 (المواطنين العرب في إسرائيل)، يبذلون المساعي للتنكر لهذه العملية، ورفضها، مبدئيا، كأسلوب كفاح، ولمنع الانتقام منهم وتدفيعهم ثمنها.
وكانت العملية قد وقعت في مساء الأحد، عندما وصل إلى محطة الباصات المركزية في مدينة بئر السبع، جنوب إسرائيل، الشاب مهند العقبي (21 عاما)، وهو من أبناء قبيلة العقبي المقيمين في قضاء بلدة حورا، وكان يحمل مسدسا وسكينا. والتقى الجندي الإسرائيلي عومري ليفي، وطعنه بالسكين، ثم أطلق عليه النار وأرداه قتيلا. وخطف بندقية إم 16 التي كان يحملها، وراح يطلق الرصاص منها على الجنود والمارة، فأصاب أربعة جنود وسبعة مدنيين بجراح، ثلاثة منهم جراحهم بليغة.
وتسبب الحادث في بلبلة وفوضى عارمة. فقد راح الجنود والمواطنون يهربون في كل اتجاه، إلى أن جاءت فرقة قتالية من حرس الحدود، المدربين على مثل هذه المعارك، وأطلق أفرادها الرصاص على الشاب العقبي وأردوه قتيلا. وكان الجنود والمواطنون قد اشتبهوا قبل ذلك، بأن هناك شريكا للعقبي ذا بشرة سمراء، فلحقوا به وأطلقوا عليه الرصاص. وعندما سقط على الأرض مستسلما، راحوا يضربونه بقبضاتهم ويركلونه بأرجلهم ويحطمون رأسه بالآلات الحادة، ثم تبين أنه مهاجر من أفريقيا يعمل في المكان، وأنه لا علاقة له بالقضية، ومن شدة ذهوله لم يصرخ ليوضح ذلك.
ثم كانت الصدمة، عندما تبين أن الشاب مواطن عربي في إسرائيل من سكان النقب. وداهمت المخابرات بيته وبيت أحد أقاربه المشتبه بأنه ساعده في العملية، وهرب. وفي الحال، اجتمع رؤساء البلديات وقادة الجمهور العربي في النقب واستنكروا العملية. وقال عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، طلب أبو عرار، وهو من قادة الحركة الإسلامية ونائب عن القائمة المشتركة، إن «عرب النقب والجماهير العربية بشكل عام في إسرائيل، يديرون نضالا صارما ضد الاحتلال وممارساته القمعية، وضد سياسة التمييز والاضطهاد التي تتبعها حكومة إسرائيل ضد مواطنيها العرب، ولكننا لا نتبع أسلوب العنف. نضالاتنا سلمية وحسب، ولا نقبل بتشويهها بعمليات مسلحة».
قادة فلسطينيي الـ48 يرفضون أسلوب عملية بئر السبع ويؤكدون سلمية نضالهم
جهود كبيرة لكي لا يدفع عرب النقب ثمن العملية التي نفذها أحد شبانهم
قادة فلسطينيي الـ48 يرفضون أسلوب عملية بئر السبع ويؤكدون سلمية نضالهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة