توفر تطبيقات الملاحة المجانية من «أبل» و«غوغل» للمستخدمين اتجاهات القيادة منعطفا بمنعطف، وكذلك اتجاهات المشي، وركوب الدراجة. وتتمتع الكثير من السيارات الجديدة بأنظمة ملاحة مدمجة.. إذن، هل ما زال هناك أي سبب يستدعي شراء وحدة مستقلة من نظام تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية «جي بي إس»؟
* نقائص التطبيقات الملاحية
في حين تتمتع تطبيقات الملاحة في الهواتف الذكية ببعض الميزات، بما في ذلك تقليل عدد الأجهزة التي يحتاج المرء لشرائها وحملها، فإن لها بعض الجوانب السلبية.
بداية، غالبا ما تكون شاشات الهواتف الذكية محدودة الحجم، بينما تكون الشاشة المتوفرة في جهاز الـ«جي بي إس» بضعف الحجم، وفضلا عن هذا، فإن تطبيقات الملاحة من التطبيقات المجهدة لوحدات المعالجة المركزية، فهي تسبب سخونة في الهواتف الذكية ونفاد شحن البطارية بصورة أسرع مما هو معتاد. كما أن التطبيقات عموما تتسبب في تلاشي خطط البيانات للمستهلكين بشكل تدريجي.
وعندما ترد مكالمة، حتى لو أنك قمت بالرد عليها مستعينا بخاصية البلوتوث من دون استخدام اليد، تختفي خريطة الهاتف الذكي لفترة من الوقت. وإذا كنت تقوم بتشغيل موسيقى على هاتفك الذكي، تتعطل الأغاني لإفساح المجال أمام الأوامر الصوتية التي توضح الاتجاهات.
وثمة أسباب لكون «المستهلكين يريدون منتجا يصلح لغرض واحد، يريدون شيئا يضعونه على الزجاج الأمامي لسياراتهم»، حسب كورين فيغرو، المدير الإداري لشركة «توم توم كونسيومر» وهي واحدة من أهم الشركات المصنعة لأجهزة الملاحة بالأقمار الصناعية.
* أجهزة تحديد المواقع
في أوروبا، يتنامى عمل شركة توم توم في مجال الأجهزة المستقلة لتحديد المواقع بواسطة الأقمار الصناعية، بسبب فيغرو، وذلك مع تطلع المستهلكين لطرق يتجنبون بها استخدام الهواتف الذكية ونفقات بيانات التجوال عندما يعبرون حدودا دولية.
وشأن الشركتين الأخريين الكبريين في مجال تصنيع أجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، وهما «غارمين» و«ماجلان»، تقوم شركة «توم توم» بابتكار وحدات توفر خواص إضافية وتستغل بعض سلبيات استخدام الأجهزة التي تعمل سواء بأنظمة أندرويد أو آيفون كأنظمة ملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وتوفر الشركات الثلاث الآن أجهزة تتمتع بشاشات لمسية مبسطة، على سبيل المثال، إلى جانب تحديد سريع للمواقع باستخدام «جي بي إس»، وصورا غرافيكية ثلاثية الأبعاد واتجاهات منعطف بمنعطف، يحدد فيها الصوت اسم الشارع أو غير ذلك من المعلومات التي تحدد الأماكن.
وتعرض كل من شركتي «غارمين» و«ماجلان» أجهزة جي بي إس منفصلة مع كاميرا تصوير داخل السيارة، وخواص مغادرة الحارة المرورية وتحذيرات من الاصطدام الأمامي.
وقال بيل ستراند، مساعد المدير لتسويق المنتجات بشركة ماجلان: «السؤال الذي نطرحه على أنفسنا طول الوقت هو لماذا يظل على المستهلكين شراء وحدة جي بي إس منفصلة». وما إذا كانت هذه الاستراتيجيات الجديدة ستساعد على تحقيق الاستقرار وتعزيز السوق يظل سؤالا مفتوحا. يقول ستراند: «نحن نجد أشياء ما زالت الهواتف الذكية لا تجيد القيام بها بعد... ولكن هذا هدف متحرك؛ يمكن أن يتغير العام القادم».
* إصدارات حديثة
وهذا عرض تنازلي لأحدث الإصدارات التي توفر أحدث الخواص.
- غارمين نوفي (Garmin Nuevi (400 دولار: يحتوي جهاز نوفي، وهو من الإصدارات المميزة لشركة غارمين، على كاميرا قيادة داخلية وأنظمة تحذير لمغادرة الحارة المرورية والاصطدام، وكل ذلك داخل شاشته التي يبلغ حجمها 6 بوصات. ويمكن إدماج كاميرا احتياطية بقيمة 170 دولارا بالجهاز، وهي الكاميرا التي لا بد من توصيلها بأضواء المكابح.
وتقوم الكاميرا بتسجيل فيديو مستمر لما يقرب من الساعة على بطاقة ذاكرة «إس دي»، ثم التسجيل على الفيديو السابق عندما يتم استهلاك المساحة التخزينية.
وعندما ترصد المستشعرات اصطداما أو مطبا، يتم حفظ تسلسل الفيديو وعدة ثوان قبل الحادث بطريقة أوتوماتيكية لمشاهدتها في وقت لاحق أو تحميلها على موقع «غارمين». كما يمكن استخدام هذا الإصدار لالتقاط صور ساكنة، وهو مفيد في حال وقوع حادث. وبينما يحتوي المنتج فقط على خرائط أميركا الشمالية، إلا أن خرائط البلدان الأخرى يمكن تحميلها نظير ما يقرب من 70 دولارا.
- رود مايت (رفيق الطريق) 6230 6230RoadMate (بمائتي دولار) وسمارت جي بي إس 5390 SmartGPS 5390 (170 دولارا) من إنتاج «ماجلان Magellan»: مع شاشة بقياس خمس بوصات، يوفر «رود مايت» واجهة حدسية وخاصيات الملاحة الأساسية، إلى جانب كاميرا تصوير داخلية مدمجة (الكاميرا الاحتياطية المتصلة على نحو متوافق هي خيار متاح بسعر إضافي). وكما هو الحال مع إصدارات غارمين، يقوم نظام رود مايت بالتسجيل المستمر ويخزن لقطات الفيديو التي تم التقاطها بشكل تلقائي عندما يحدث اصطدام والتعرض للمطبات. ويمكن مشاهدة الفيديو على الجهاز أو تحميله من خلال جهاز كومبيوتر يعمل بنظام ويندوز.
وإضافة إلى النطق بأسماء الشوارع، يمكن لـ«رود مايت» أن يوفر الاتجاهات بناء على الأماكن البارزة، فعلى سبيل المثال سيتم إرشاد قائد السيارة إلى «الانعطاف يمينا عند محطة شيفرون» بدلا من «الانعطاف يمينا عند شارع مين».
أما جهاز «سمارت جي بي إس» فهو يستعيض عن كاميرا تصوير القيادة بعدد من التطبيقات المنتشرة على الهواتف الذكية، مثل أسعار الغاز (أو الديزل) بناء على السعر، والمسافة، والنوع؛ وتطبيقات مثل «يلب» و«فورسكوير»، وغيرهما من التطبيقات التي يمكن تحميلها.
ويتيح تطبيق هاتف ذكي مصاحب باقتران البيانات والاتجاهات بين الأجهزة. كما يتيح البلوتوث لنظام «سمارت جي بي إس» العمل كسماعة هاتف خلوي لإجراء مكالمات من دون استعمال اليد.
وكلا الجهازين من إنتاج شركة ماجلان مخصص للاستخدام في أميركا الشمالية فقط. أما خرائط البلدان الأخرى فلا يمكن إضافتها.
- غو 600 TomTom GO 600 من إنتاج شركة «توم توم» (250 دولارا): يمكن استخدام إيماءات القبض والسحب لتحريك شاشة «جو 600» الضخمة بقياس 6 بوصات والدخول إلى شاشات التفضيلات. وتتوفر أصوات عدة لاتجاهات الطريق، بما في ذلك أصوات مشاهير مقابل مبلغ مالي، ولكن النسخ التي يصدرها الكومبيوتر هي الوحيدة القادرة على قراءة أسماء الشوارع الحقيقية.
يحتوي «غو» على خرائط مدى الحياة وبيانات عن الحالة المرورية في الوقت الفعلي، وهو ما يمكن نقله من أحد تطبيقات الهواتف الذكية عبر وصلة بلوتوث. أما كمية البيانات المستخدمة لتحديثات الحالة المرورية فهي ضئيلة، فوفقا لشركة توم توم: تعادل شهريا تحميل أغنيتين. كما يمكن أن يستخدم التطبيق في البحث عن الطرق قبل دخول المركبة؛ وبعدها يتم نقل هذه المعلومات إلى وحدة جي بي إس. ويمكن كذلك تحميل خرائط الدول الأخرى على الجي بي إس. ويكلف هذا 40 دولارا، اعتمادا على المنطقة.
* خدمة «نيويورك تايمز»