الأجهزة الجوالة.. تقنيات مستقبلية لتوفير الطاقة

أنواع من البطاريات طويلة المدى ومرنة للتقنيات الملبوسة

بطارية «إل جي» السداسية
بطارية «إل جي» السداسية
TT

الأجهزة الجوالة.. تقنيات مستقبلية لتوفير الطاقة

بطارية «إل جي» السداسية
بطارية «إل جي» السداسية

لم يفلح التقدم في مجال الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والساعات الذكية، بل وحتى الأجهزة والأدوات المرتبطة بشبكة إنترنت الأشياء، في معالجة مشكلة واحدة مهمة وأساسية، ألا وهي الطاقة. وتعرضت مجلة «إنفورميشن ويك» إلى سبع تقنيات قد تمنحنا الطاقة في المستقبل. ويبدو الناس مولعين جدا بفكرة إنترنت الأشياء، وما تحمله لعالمنا من فرص وإمكانيات هائلة، إلا أنه إضافة إلى الصعوبات التي تتمثل في الربط بين مليارات الأجهزة الجديدة والمستشعرات وتأمينها، لا تزال هناك عقبة كبيرة هي الطاقة.
لا يزال كثير منا يعاني بالفعل من صعوبة في تزويد أجهزة الكومبيوتر المحمولة، والأجهزة الذكية، والساعات الذكية بالطاقة الكافية لتستمر يومًا واحدًا. وكثيرًا ما نقضي عددًا لا يحصى من الساعات يوميًا في محاولة اكتشاف طريقة لتأمين طاقة متواصلة أو العثور على منفذ كهربائي مختف عن الأنظار في المطار.
ومن أجل نجاح الأجهزة، التي يمكن ارتداؤها، والجيل الجديد من الأجهزة المحمولة، يجب أن تخطو تكنولوجيا الطاقة الخاصة بالبطاريات، وتكنولوجيا الشحن اللاسلكي خطوة كبيرة نحو الأمام. وهناك عدة تقنيات تكنولوجية ينبغي أن نراقبها عن كثب. ومن جانب، فهناك تطورات جديدة في عالم بطاريات الليثيوم، التي ينبغي أن تتوافر في المستقبل القريب. ومن جانب آخر تتوفر تكنولوجيا خلايا الطاقة الشمسية، والوقود الهيدروجيني، منذ فترة طويلة، لكنها لم تحقق نجاحا بسبب كثير من العراقيل الفنية وتلك الخاصة بالتكلفة. مع ذلك هناك تطورات تزيل الكثير من تلك العراقيل. في النهاية، نحن نشهد تقدمًا في تكنولوجيا الطاقة قد تكون بوابة نحو تحقيق إنجاز في إنترنت الأشياء.
* بطاريات مطورة
بطارية سداسية من «إل جيLG Hexagonal Battery». التحدي الأوحد والأكبر، الذي تواجهه الأجهزة الصغيرة مثل الساعات الذكية، هو أنها لن تصمد ليوم كامل، وستحتاج إلى إعادة شحنها. بالنسبة إلى كثيرين يمثل هذا مشكلة تفسد الأمر برمته. وهناك أنباء عن ابتكار شركة «إل جي» لبطارية سداسية الشكل مصممة خصيصًا لتكنولوجيا الأشياء التي يمكن ارتداؤها مثل الساعات الذكية. ويقال إن البطارية الجديدة سوف تزيد من عمر بطارية الساعات الذكية بنسبة 25 في المائة. وقد يبدو هذا تطورا كبيرا، لكنها تكنولوجيا سوف تقدم لنا المزيد في المستقبل القريب.
* بطارية «سامسونغ» المصنوعة من الليثيوم. وردت أنباء من شركة «سامسونغ» تؤكد تحقيقها لإنجاز ثوري في عالم بطاريات الليثيوم سيضاعف من مدة البطارية التي لن يزيد حجمها عن حجم البطارية المتوفرة حاليا. تم اكتشاف التطور الجديد باستخدام السيليكون، والغرافين الخالي من الكربيد، الذي طوره باحثو شركة «سامسونغ» في مختبراتهم. المشكلة هي أنه قد يكون من الصعب تصنيع الغرافين، الذي يتم تصنيعه في المختبر بكميات كافية. مع ذلك تظل هذه التكنولوجيا واعدة.
* بطاريات مرنة
ومن المتوقع أن تصبح تكنولوجيا الأشياء التي يمكن ارتداؤها، بما فيها الملابس الذكية، واللاصقات الطبية الإلكترونية، جزءا كبيرا من عالم إنترنت الأشياء. وسوف يعتمد الجانب الأكبر من هذا النجاح على قدرة مصنعي الملابس الذكية على إخفاء هذه التكنولوجيا. وفيما يتعلق بالطاقة، ستكون القدرة على البطاريات المرنة، والقابلة للتغير، عنصرًا أساسيًا.
* توليد الطاقة
الطاقة الشمسية. لا تعد فكرة استغلال الشمس في تزويد أجهزتنا المحمولة بالطاقة بالفكرة الجديدة، فهي موجودة منذ عقود؛ لكن المشكلة تكمن في صعوبة السيطرة على الطاقة الشمسية، وتخزينها بحيث تشغل جهازًا أكبر من الكومبيوتر. مع ذلك إذا كان هناك شركة واحدة بمقدورها اكتشاف كيفية استغلال الطاقة الشمسية في تشغيل أجهزة إنترنت الأشياء، فهي «تيسلا موتورز».
وحسب مقال نشر في مجلة «هارفارد بيزنس ريفيو»، لا تزال «تيسلا» مستمرة في محاولاتها التي تهدف إلى جمع وتخزين الطاقة الشمسية في المنازل وأماكن العمل. في النهاية ينبغي لتلك التكنولوجيا أن تصل إلى أجهزة إنترنت الأشياء الأصغر حجما.
* خلايا الوقود: توليد الطاقة لا استهلاكها. هناك مفهوم آخر منتشر منذ سنوات، لكنه لم ينجح في أن يحتل مكانه كحل سائد وهو فكرة استخدام خلايا الوقود كبدائل للبطاريات. وتنخفض أسعار خلايا الوقود، لكن سعرها لا يزال عاليا. وبمجرد أن تصبح تلك الخلايا أرخص، يمكن لقواعد اللعبة أن تتغير. الاختلاف الأساسي بين خلايا الوقود، والبطاريات، هو أن خلايا الوقود تولد طاقة بنفسها اعتمادا على تفاعل كيميائي، في حين أن البطاريات مجرد أجهزة لتخزين الطاقة تحتاج إلى شحن. وقد تمثل عدم الحاجة إلى إعادة الشحن أمرا أساسيا في كثير من قصص الأجهزة.
* طاقة من اللاسلكي
ولعل من أكثر التقنيات التكنولوجية بعيدة المنال لكنها تظل الأكثر جاذبية هي فكرة الحصول على الطاقة من اللاسلكي عبر موجات «واي - فاي». إنه مفهوم مقتبس من كتاب قواعد العالم نيكولا تسلا، وطبقًا لهذا المفهوم، سيصبح من الممكن تزويد الأجهزة بالطاقة من خلال السيطرة على الطاقة غير المستخدمة التي تصدرها إشارات اللاسلكي من نقاط الاتصال. وفي الوقت الذي تكون فيه هذه الطاقة ضئيلة، هناك إمكانية مميزة تتمثل في قدرتها على تشغيل مستشعرات صغيرة الحجم. ولن يكون هناك حاجة إلى أي نوع آخر من مصادر الطاقة مثل البطارية.
* منتج «كورديو» Cordio من «إيه أر إم» ينجح في تقليل استهلاك الطاقة. نظرًا لكون التطورات الخاصة بالبطارية على مدى العقد الماضي ضئيلة، سعى مصنعو الإلكترونيات إلى تقليل كمية الطاقة اللازمة لتشغيل جهاز لاسلكي أو مستشعر. واستحوذت شركة «إيه أر إم» البريطانية المصنعة للشرائح مؤخرًا على شركتي أبحاث تعملان في مجال اللاسلكي قليل الاستهلاك للطاقة من أجل المساعدة في الحد من استهلاك أجهزة إنترنت الأشياء للطاقة.
وسوف يساعد أحدث منتجاتها، الذي يعرف باسم «كورديو»، أجهزة تعمل بإشارات بلوتوث اللاسلكية تكون أقل استهلاكا للطاقة من الأجهزة الحالية بنسبة تصل إلى 60 في المائة.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».