الشرطة تفتح تحقيقًا بشأن حملة إعادة انتخاب رئيسة البرازيل

تزامنًا مع اتهام رئيس مجلس النواب بالتهرب الضريبي

الشرطة تفتح تحقيقًا بشأن حملة إعادة انتخاب رئيسة البرازيل
TT

الشرطة تفتح تحقيقًا بشأن حملة إعادة انتخاب رئيسة البرازيل

الشرطة تفتح تحقيقًا بشأن حملة إعادة انتخاب رئيسة البرازيل

فتحت الشرطة الاتحادية في البرازيل تحقيقًا مبدئيًا في مخالفات مزعومة في حملة إعادة انتخاب الرئيسة ديلما روسيف، العام الماضي، إذ قال المكتب الإعلامي للشرطة الاتحادية أمس إن التحقيق فُتح عقب قرار من قاضي المحكمة العليا للانتخابات ببحث ادعاءات ارتكاب حملة روسيف بعض المخالفات. كما طلب القاضي في الآونة الأخيرة من ممثلي الادعاء التحقيق في الحملة.
وصوتّت محكمة الانتخابات بأغلبية خمسة أصوات، مقابل اعتراض صوتين على هذا القرار، الأسبوع الماضي. ويهدف هذا التحقيق إلى معرفة ما إذا كانت روسيف ونائبها مايكل تيمر قد استغلا سلطاتهما أثناء وجودهما في المنصب لإدارة الحملة، وما إذا كانت أموالاً غير قانونية قد استخدمت في تمويلها.
من جهة ثانية، اتهمت النيابة البرازيلية، أول من أمس، رئيس مجلس النواب البرازيلي إدواردو كونا الذي يقود حملة لإقالة الرئيسة ديلما روسيف، بالتهرب الضريبي لمبلغ 15.5 مليون دولار، وذلك في إطار الفضيحة الكبيرة التي تواجهها الشركة النفطية العملاقة «بتروبراس».
وكانت النيابة قد اتهمت كونا في أغسطس (آب) الماضي بتلقي رشى تبلغ خمسة ملايين دولار لتسهيل إبرام عقد مع «برتوبراس» في إطار هذه الفضيحة التي تسببت بخسائر تبلغ ملياري دولار لهذه الشركة الكبرى في البلاد بين 2004 و2014. كما كشف التحقيق أن كونا وزوجته يملكان حسابات مصرفية في سويسرا أيضًا، لكن كونا (57 عامًا) نفى باستمرار التهم الموجهة إليه.
وقالت النيابة في بيان إن «هناك مؤشرات كافية تفيد بأن حسابات كونا في الخارج غير مصرح بها، ونجمت في الحد الأدنى في حالة كونا عن جنح»، موضحة أن «ثروته كانت تقدر عند فتح الحساب (الذي لم يحدد تاريخه) بنحو 16 مليون دولار، بينما يفيد إعلانه عن ثروته أنه يملك فقط 1.6 مليون ريال». وقد اتهمته تبعًا لذلك بالتهرب الضريبي بمبلغ 15.5 مليون دولار. كما أوضح النائب العام أن ثروة النائب كونا «ارتفعت بنسبة 214 في المائة خلال السنوات الممتدة من 2002 إلى 2014». وقد جمدت السلطات كل أمواله.
وإدواردو كونا، عضو الحزب الديمقراطي البرازيلي (يمين الوسط)، الحزب الرئيسي المتحالف مع الحكومة في البرلمان، مكلف بحكم منصبه على رأس مجلس النواب بغربلة طلبات الإقالة ضد الرئيسة روسيف. وقد أصبح الخصم الرئيسي لها، خصوصًا منذ أن اتهمه القضاء بتلقي رشى بقيمة خمسة ملايين دولار في إطار فضيحة الفساد في شركة «بتروبراس».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».