إمام المسجد الحرام يؤمّ مسلمي موسكو ويشارك مع لافروف احتفالات رأس السنة الهجرية

في سابقة هي الأولى

إمام المسجد الحرام يؤمّ مسلمي موسكو  ويشارك مع لافروف احتفالات رأس السنة الهجرية
TT

إمام المسجد الحرام يؤمّ مسلمي موسكو ويشارك مع لافروف احتفالات رأس السنة الهجرية

إمام المسجد الحرام يؤمّ مسلمي موسكو  ويشارك مع لافروف احتفالات رأس السنة الهجرية

في سابقة لم تشهدها موسكو منذ دخلها الإسلام قبل زهاء ألف عام، سمحت السلطات الرسمية بأن يؤم مسلمي روسيا خطيب عربي سعودي وسط حفاوة منقطعة النظير من جانب الأوساط الدينية في العاصمة الروسية. وكان إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي وصل إلى موسكو للمشاركة في مسابقة القرآن الكريم الدولية السادسة عشرة في موسكو التي وصفها بأنها «عيد القرآن»، في نفس الوقت الذي وصف فيه عدد من المسؤولين في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا زيارة الشيخ ماهر المعيقلي بأنها عيد جديد لمسلمي روسيا. وقد رحب الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين بروسيا بهذه الزيارة، مؤكدًا مدى ما يتمتع به الشيخ ماهر المعيقلي من احترام وتقدير الملايين في العالم، في حين أشاد بمشاركته في مسابقة القرآن الكريم التي شارك فيها هذا العام ممثلو 44 دولة عربية وإسلامية وغربية.
وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» قال الشيخ روفشان عباسوف نائب رئيس مجلس المفتين، إن الشيخ المعيقلي ألقى خطبة الجمعة أمس التي ركز فيها على ضرورة وحدة المسلمين، مستشهدا بالكثير من آيات القرآن الكريم، في حين استعرض بعضًا من السيرة النبوية التي حض فيها رسولنا الكريم المسلمين على التسامح ونبذ العنف وعمل الخير. وقال الشيخ عباسوف، إن الشيخ المعيقلي أكد له أن زيارته للعاصمة الروسية غيرت الكثير من أفكاره عن روسيا وعن أبنائها المسلمين، وكان رافقه في جولته وزيارته التي اطلع فيها على أحوال مسلمي العاصمة وزار الكثير من معالمها. وقال إن الشيخ المعيقلي التقى سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية وشارك معه في الحفل الكبير الذي أقامته موسكو احتفالاً برأس السنة الهجرية بحضور سفراء البلدان العربية والإسلامية. وكان سفراء البلدان العربية والإسلامية أنابوا الدكتور محمد البدري سفير مصر في موسكو لإلقاء كلمتهم التي أكد فيها «ضرورة إبراز القيم الحقيقية للدين الإسلامي وضرورة تصحيح هذا الخطاب على المستوى الدولي من خلال العمل المشترك، وخاصة أن الإسلام كان مصدرًا هامًا من مصادر القيم الإنسانية». كما شدد البدري على أهمية التعامل بحسم مع الجماعات المتطرفة والتي تتخذ من الإرهاب طريقًا، مشيرًا إلى أنها خارجة عن الدين، وأنه يجب التعامل معها على هذا الأساس لأنه لا مجال للمواءمة مع الإرهاب أو سعي بعض الأطراف لاستغلاله لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، مؤكدًا أن طريق مكافحة الإرهاب واضح ويجب ألا يقترن بالمعايير المزدوجة أو المواءمة، وخاصة أن التاريخ أثبت أن الإرهاب ومسانديه هم الخاسرون على المدى الطويل.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.