دراسة جديدة تبرئ التكنولوجيا والإنترنت من التسبب في قلة النوم

وجدت أن الإنسان البدائي لم يكن ينام فترات أطول من إنسان العصر الحديث

دراسة جديدة تبرئ التكنولوجيا والإنترنت من التسبب في قلة النوم
TT

دراسة جديدة تبرئ التكنولوجيا والإنترنت من التسبب في قلة النوم

دراسة جديدة تبرئ التكنولوجيا والإنترنت من التسبب في قلة النوم

ربما يتعين علينا ألا نلقي باللوم على السهر طويلا أمام الشاشة الصغيرة أو تصفح الإنترنت طوال الوقت أو تناول وجبات خفيفة قبل منتصف الليل أو قراءة كتاب ممتع أو حتى الانشغال بمواعيد العمل المرهقة والمشغوليات الأخرى التي تحفل بها الحياة الحديثة.. بوصفها الأمور التي تحرمنا من أخذ قسط وافر من النوم.
فقد كشفت الأبحاث، أمس الخميس، أن من يعيشون في مجتمعات بدائية منعزلة تكنولوجيًا في بيئات بأفريقيا وأميركا الجنوبية لا ينالون قسطا أوفر منا من النوم.
رصد العلماء حياة 96 بالغا من شعب تسيمين في بوليفيا، وقبائل هادزا في تنزانيا، وشعب سان في ناميبيا، لفترة امتدت مجتمعة إلى 1165 يوما، في أول دراسة من نوعها لبحث أنماط نوم شعوب الحضارات البدائية التي تعتمد على جمع الغذاء والصيد.
وحتى دون وجود كهرباء أو مغريات الحياة الحديثة فقد كانوا ينامون ست ساعات و25 دقيقة في اليوم في المتوسط، وهو رقم يقترب من الحد الأدنى لمتوسطات النوم في المجتمعات الصناعية الحديثة.
وقال جيروم سيجل، أستاذ الطب النفسي بجامعة لوس أنجليس في كاليفورنيا: «الاستنتاج الجلي البالغ الأهمية هو أنهم لم يكونوا ينامون ساعات أكثر.. على خلاف ما هو متصور». وقال إن ثمة تصورا بأن الناس قديما اعتادوا على ساعات نوم أكثر عما هو الحال الآن، وأن الحياة الحديثة خفضت من وقت النوم، لكن النتائج الحديثة برهنت أن هذا ليس سوى هراء.
وقال جاندي يتيش، أستاذ السلالات البشرية في نيومكسيكو، إن النوم ثماني ساعات في اليوم، الذي يقال منذ زمن طويل إنه الإجمالي المثالي «قد يمثل فترة نوم أطول من المتوقع في واقع الأمر». وأضاف: «تتناقض هذه النتائج مع الكثير من المعتقدات التقليدية بشأن فترة النوم الطبيعية».
وتعتبر شعوب هادزا وسان من المجتمعات التي تعتمد على الصيد وجمع الغذاء، أما شعب تسيمين فيعتبر من شعوب الصيد وزراعة بعض مما يحتاجونه من غذاء. ويعتبر نمط حياة هذه الشعوب مماثلا للمجتمعات البشرية البدائية.
وتقول الدراسة التي وردت نتائجها في دورية «كارانت بيولوجي» إنه على الرغم من عدم وجود مصابيح كهربية فإنهم لا يخلدون للنوم عند هبوط الظلام، ولا ينامون إلا بعد أكثر من ثلاث ساعات بعد غروب الشمس، ويستيقظون قبل شروق الشمس، وقلما يأخذون غفوة أو قيلولة. وتتغير فترات نومهم وفقا للموسم، فهم ينامون نحو ست ساعات صيفا، وأقل من سبع ساعات شتاء.
واستخدم المشاركون في الدراسة أجهزة صغيرة حول معصم اليد لرصد أوقات النوم والمشي علاوة على فترات تعرضهم للضوء.
وقال يتيش الذي قضى عشرة أشهر مع شعب تسيمين وكان ينام في خيمة مجاورة لهم: «كنت أزور المشاركين في الدراسة في بيوتهم كل صباح لإجراء مقابلات تستمر عشر دقائق تتناول أنشطتهم قبل النوم وكم الإرهاق والأحلام ومسائل أخرى تتعلق بالنوم».
يعيش أبناء شعب تسيمين في بيوت مبنية من قطع الأخشاب والحطب الذي جلبوه من الغابات المطيرة، ويغطون سقوف بيوتهم بأوراق الأشجار المجدولة، وتحتفظ كل أسرة بحديقة لزراعة المحاصيل، علاوة على أنشطة الصيد وصيد السمك.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.