سياسيون يطالبون حكومة بحاح بسرعة معالجة تردي أوضاع المحافظات المحررة

مقترح بإنشاء غرفة عمليات أمنية مركزية.. وإعادة الهيكل الإداري إلى الخدمة

خالد بحاح
خالد بحاح
TT

سياسيون يطالبون حكومة بحاح بسرعة معالجة تردي أوضاع المحافظات المحررة

خالد بحاح
خالد بحاح

تعلق الكثير من الأوساط السياسية والشعبية في عدن، آمالا كبيرة على اتخاذ القيادة اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه، رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح وحكومته، خطوات عملية وفعلية لإعادة تطبيع الأوضاع في عدن وبقية المحافظات المحررة، حيث تمثل أمامهم ملفات كثيرة بحاجة إلى معالجات سريعة وعاجلة.
وتشهد المحافظات الجنوبية حالة من التململ، تحديدا سكان عدن، حيث مرت 3 أشهر على تحرير المحافظة، وحتى اللحظة ما زالت أجهزة الشرطة معطلة فيما لا تعمل كافة أجهزة الدولة الرسمية وبقية الأجهزة الأمنية، باستثناء المقاومة الشعبية المنتشرة في شوارع المدينة، وهو الانتشار الذي تختلف الآراء بشأنه بين مؤيد ومعارض.
المؤيدون يرون أن انتشار المقاومة يشكل حماية أمنية، في الوقت الراهن، فيما يرى المعارضون أن الانتشار غير الرسمي وبالأزياء الشعبية والمدنية، يسهل للجماعات التي تسعى إلى إحداث الفوضى الأمنية، التحرك بكل سهولة، إضافة إلى أن هناك جملة من المتطلبات التي يطرحها الخبراء والساسة، التي يرون ضرورة إسراع الحكومة في تطبيقها.
وقال لـ«الشرق الأوسط» اللواء قاسم عبد الرب عفيف، رئيس هيئة الأركان الأسبق في الشطر الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) «رغم مضي بضعة أشهر على تحرير الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوة، بفضل من الله ومن ثم العمل العسكري المنسق بين قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمقاومة الجنوبية مدعومة من الجيش الوطني التابع للشرعية، فإن هناك بطئا في ترتيب أوضاع تلك المحافظات»، مؤكدا أن هذا البطء «قد يؤدي اختلالات أمنية واختراقات هنا وهناك»، وأنه لـ«تثبيت تلك الانتصارات يتطلب العمل في اتجاهين رئيسيين».
ويرى عفيف ضرورة «العمل على تثبيت الانتصار في المحافظات التي تم تحريرها من خلال الإسراع في تشكيل طاقمها الإداري والعسكري والأمني منعا للفوضى والانفلات الأمني، وفي هذه الحالة لا بد من الأخذ بالاعتبار المعطيات الجديدة التي نشأت بعد الحرب التي شنها المتمردون على الشرعية وهي أن الجهاز الإداري والعسكري والأمني الحالي لكل المحافظات يدين بالولاء للنظام السابق فالبعض منهم انحاز أثناء الحرب مع ذلك النظام والبعض الآخر توارى عن الأنظار».
ويشير القائد العسكري إلى أن «تأخير اتخاذ خطوات جدية لترتيب الأوضاع الإدارية والأمنية والخدمية في المحافظات المحررة وترك الأمور تسير وفقا للآلية الإدارية والعسكرية السابقة وتجاهل المعطيات الجديدة الحاصلة على الأرض بعد الحرب، يؤدي إلى كثير من الاختلالات الأمنية وانتشار الفوضى وهذا ما هو حاصل الآن».
ويرى الدبلوماسي السابق العفيف أن على الحكومة الشرعية اتخاذ عدد من الخطوات، أبرزها أن يتم ترتيب وضع المنطقة العسكرية الرابعة: «وهي المنطقة الوحيدة التي تحققت في إطارها الانتصارات من خلال دعمها وصرف المرتبات والمستحقات الأخرى والعمل السريع والجاد في تأطير أفراد المقاومة الشعبية الجنوبية في تكوينات الجيش الوطني وقوات الأمن والشرطة وصرف مرتباتهم».
ويدعو العفيف إلى «استكمال تحرير باقي المحافظات حضرموت والمهرة وبقية المديريات الأخرى من خلال الاعتماد أولا على أبناء تلك المحافظات وعند الضرورة يتم تعزيزهم بقوات من الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي. ومن المهم السيطرة على السواحل الجنوبية الشرقية للبلاد لمنع تهريب السلاح وغيره».
وأشار اللواء العفيف لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدن تعتبر المركز السياسي والتجاري والإداري والمدني للجنوب، وأنه يتطلب «الإسراع في تشكيل الطاقم الإداري والعسكري والأمني والخدمي واختيار الكادر النزيه والمؤهل لإدارة المحافظة من أبنائها وبعيدا عن المحاصصة الحزبية والمناطقية»، والعمل على «تشغيل مراكز الشرطة في عدن وكافة الأجهزة الأمنية الأخرى».
ودعا العفيف الحكومة اليمنية بإنشاء وحدات عسكرية خاصة للتدخل السريع في كل مديرية ومهمتها القيام بالدوريات المتحركة وأيضا إنشاء نقاط تفتيش في تقاطعات الطرق الرئيسية لكل مديرية وكذا إنشاء غرف عمليات في كل مديرية لإدارة الأمن فيها وأيضا غرفة عمليات مركزية في المحافظة لإدارة النشاط الأمني.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر الأسبوع الماضي قرارا بتعيين اللواء جعفر محمد سعد محافظا لعدن، كما أصدر قرارا آخر بتشكيل لواء خاص بمكافحة الإرهاب في عدن.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.