عملية وشيكة لتحرير الجوف.. والحوثيون مرتبكون

محافظ الجوف لـ («الشرق الأوسط»): الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت سارة.. وأدعو المغرر بهم إلى التخلي عن صالح

عملية وشيكة لتحرير الجوف.. والحوثيون مرتبكون
TT

عملية وشيكة لتحرير الجوف.. والحوثيون مرتبكون

عملية وشيكة لتحرير الجوف.. والحوثيون مرتبكون

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر عسكرية مطلعة في محافظة الجوف، بشرق اليمن، أن الاستعدادات اكتملت لبدء عملية تحرير محافظة الجوف من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، فقد تحركت قوات ضخمة إلى مواقع كثيرة حول المحافظة، وقامت بالتمركز فيها، وكشفت المصادر أن موقع «لبنات» الاستراتيجي، الذي احتله الحوثيون وكانت توجد فيه بعض القوات الشعبية، «بات قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في كماشة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية».
وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن عددًا من الألوية العسكرية بدأت في التموضع، حيث تمركز «لواء الانطلاقة» بمنطقة الكنائس والعريق، بينما تقدم «لواء النصر» بقيادة الشيخ العميد أمين العكيمي إلى منطقة برقا الخيط وجبال بئر المرازيق.
وأضافت المصادر أن قوات من «لواء النصر» و«اللواء 11» ورجال المقاومة وقبائل دهم وشيوخها «أمثال وكيل المحافظة الشيخ خالد هضبان وسنان العراقي ويحيى الهندوس وصالح الروسي وعلي الهدي وهادي بن تيفة»، وآل باشا بن حزام وخالد بن خرصان، وفي المقدمة الشيخ أمين العكيمي، تنتشر في تلك الكثير من المواقع الهامة والاستراتيجية.
من جهته، قال العميد الشيخ حسين العجي العواضي، محافظ محافظة الجوف، إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من المفاجآت السارة، وذلك «بالتحاق بقية مشايخ ووجهاء الجوف إلى صف الشرعية»، إضافة إلى «بعض القيادات الموالية للانقلابيين، الذين يتم التواصل معهم ويتحينون انطلاق المعركة»، وأكد المحافظ العواضي أن تلك الألوية والمقاومة الشعبية - القبلية «سوف تكون مسنودة بكتائب من المنطقة العسكرية السادسة، بقيادة اللواء أمين الوائلي وكتيبة الشهيد العقيد جونه العواضي التي شكلت بإشراف المحافظ، وذلك وفقًا لخطة رئاسة هيئة الأركان في الجيش الوطني».
وأشار محافظ الجوف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الميليشيات الحوثية تعاني من حالة الارتباك نتيجة طول الجبهة الممتدة من بيحان بمحافظة شبوة إلى أقاصي الجوف مرورًا بجبهة صرواح وجبهة الجدعان»، مؤكدًا أن الميليشيات، نتيجة هذا الارتباك، «يقومون بتنقلات فوضوية وزرع الألغام وعندنا معلومات بحالات فرار والبعض منهم يتواصلون معنا مبدين استعدادهم الانضمام إلى الشرعية»، وأكد العواضي أن عملية تحرير الجوف «سوف تكون بقوات من المقاومة اليمنية المدعومة بطيران ومدفعية التحالف»، وهي العملية التي ستشمل الجوف وصرواح (مأرب) وبيحان (شبوة).
وفي الوقت الذي أشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه، رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، ورئاسة هيئة الأركان، دعا محافظ الجوف إلى تقديم المزيد من الدعم لجبهة الجوف الواسعة «التي سوف تواجه مركز ثقل الحوثي في صعدة وعمران وصنعاء»، كما دعاهم إلى «إنصاف أبناء الجوف الذين قدموا كثيرًا من التضحيات في مواجهاتهم وقتالهم للحوثيين، خلال السنوات الماضية، وكان لهم إسهامهم الفاعل وتضحياتهم الكبيرة في معارك مأرب، حيث كانت سرايا المقاومة وكتائب الجوف مشاركة في الجبهات وكان وما زال في مقدمة القادة والمقاتلين قائد محور الجوف اللواء عادل القميري الذي قدم ابنه شهيدًا في مواقع الشرف في معارك مأرب».
وطالب العواضي «المنظمات الإغاثية ولجنة الإغاثة ودول التحالف بالإسراع في تقديم الدعم الإغاثي من مواد غذائية وأدوية وخيام وبطانيات ومحروقات، خاصة مع دخول الشتاء، وهي محافظة للأسف تعاني من شح وصول الإغاثة إليها حتى لدى النازحين، على الرغم من إمكانية سهولة وصولها إليها كمحافظه حدودية مع السعودية».
وتطرق محافظ الجوف، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، إلى التأثيرات القبلية، وقال إن تحرك محافظة الجوف لاجتثاث الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع، «يعني تحرك دهم أكبر قبيلة في تكتل قبائل بكيل، أكبر القبائل اليمنية، وهذا أمر له تأثير شديد على تحريك قبائل بكيل في محيط صنعاء وعمران، نظرًا لما تملكه هذه القبائل من روابط قبلية ومجتمعية».
وتقدم المحافظ العواضي بالشكر إلى «قيادة دول التحالف ونطالبهم بمزيد من الدعم في مواجهة محور الشر الممتد من طهران إلى اليمن وبالذات مدنا بكاسحات ألغام»، وأشار إلى أن «الألغام التي يزرعها هؤلاء المجرمون بكثافة وكأنهم لا ينتمون لهذا الوطن، توحي بأنهم لا يعملون على إبادة ليس الجيل الحالي، وإنما يريدون إبادة وإعاقة الأجيال المقبلة».
كما دعا الشيخ حسين العجي العواضي «المغرر بهم» إلى «فك ارتباطهم مع هذه العصابات التي جلبت الموت لهم والخراب لبيوتهم وقراهم ومزاعم وأرزاقهم»، وإلى «الانضمام إلى قافلة الشعب المقاوم التواق إلى مستقبل أفضل لكل أبناء اليمن الذين ثاروا على الإمامة، وألا يقبلوا إعادة إنتاج الفوارق السلالية». وقال: «أخص بالدعوة أشراف الجوف الذين نكن لهم كل المودة والاحترام والذين عاشوا بين ظهراني قبائل دهم معززين ومحترمين، وأن لهم ما لنا وعليهم ما علينا وأن نتجاوز الماضي وننظر للمستقبل».
ووجه المحافظ دعوة أخرى إلى أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام في الجوف، وحثهم على «التخلي عن هذا المعتوه (صالح) الذي أدمن الكذب الفاضح، والذي أوصل اليمن إلى ما آل إليه من خراب ودمار وجلب أعداء اليمن والأمة العربية ويتباكى على السيادة»، مشيرًا إلى أن «الدعم الذي يتلقاه اليمن اليوم من دول التحالف، هو من أخ لأخيه، من أشقاء لليمن يساندون شعبهم ووطنهم الأول اليمن وهو دعم نقدره ونعتز به».
وحول المعركة المرتقبة، قال المحافظ العواضي إن «الجوف ستكون هي بوابة النصر إلى صنعاء وصعدة، لأن حقائق الجغرافيا والتاريخ والسكان تفرض وتؤكد ذلك». وقال إنه «عندما تنطلق المعركة الشاملة سوف تتفجر براكين المقاومة في عمق العدو وخطوط إمداده، وإذا كان العدو قد زرع الجبهات والطرقات بالألغام، فإن مساحة الجوف تمكننا أن نأتيه من حيث لا يحتسب».
في سياق متصل، قال مصدر عسكري مطلع في محافظة مأرب لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات نوعية من التحالف، في طريقها إلى صحراء مأرب والجوف خلال الساعات المقبلة لخوض المواجهة ضد الحوثيين وقوات المخلوع صالح». وأكد المصدر أن «قطر عرضت على قيادة التحالف أن تتولى الدعم والمشاركة في عملية تحرير الجوف وجبهتي حريب والجدعان التي لم يتم تطهيرهما بعد». وأشار المصدر العسكري إلى أن الدوحة ستدفع بقوة برية مجهزة بأحدث الآليات ومنظومة صواريخ متطورة ومدفعية بعيدة المدى وذاتية الحركة.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.