«الائتلاف» يدين ممارسات «داعش» وقوات الحماية الكردية في الحسكة

«الائتلاف» يدين ممارسات «داعش» وقوات الحماية الكردية في الحسكة
TT

«الائتلاف» يدين ممارسات «داعش» وقوات الحماية الكردية في الحسكة

«الائتلاف» يدين ممارسات «داعش» وقوات الحماية الكردية في الحسكة

اتهم «الائتلاف الوطني السوري» قوات الحماية الشعبية الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، بـ«قتل المدنيين وحرق المنازل في قرية تل براك بريف الحسكة»، تزامنا مع مقتل 20 مقاتلا من المعارضة السورية في كمين جديد نصبته القوات النظامية في ريف العاصمة، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري نظامي قوله إنه «بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفي كمين محكم، تمكنت وحدة من جيشنا الباسل من القضاء على أكثر من 20 إرهابيا وإصابة آخرين». وأشار المصدر إلى أن «الكمين جرى أثناء تسلل الإرهابيين على أحد الطرق الفرعية بين الغوطة الشرقية والقلمون بريف دمشق»، دون أن يحدد مكان الكمين بشكل دقيق. وتعد الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة السورية معقلا أساسيا لمقاتلي المعارضة، فيما تمتد منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية قرب الحدود اللبنانية إلى الشمال من دمشق. ويأتي هذا الكمين بعد يومين من وقوع كمين مشابه نصبته القوات النظامية أوقع أكثر من 175 مقاتلا إسلاميا معارضا في الغوطة الشرقية، إلا أن المعارضة وصفت ذلك بأنه «حمام دم بحق مدنيين».
وباتت القوات النظامية تتبع استراتيجية نصب الكمائن لمقاتلي المعارضة نتيجة الخسائر البشرية التي تتكبدها بعد كل اقتحام للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ويرجح أن يكون مقاتلو حزب الله اللبناني وراء التخطيط لهذه الكمائن، حيث نقلت تقارير إعلامية عن قياديين في غرفة العمليات المشتركة بين الجيش النظامي وحزب الله تأكيدهم أن «تسعة مكامن من النوع (الكبير) نفذت حتى الآن ضد المعارضة في سوريا، أدت إلى مقتل 623 مقاتلا ومئات من السوريين من دون أي اشتباك أو مواجهة».
في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتنفيذ الطيران السوري النظامي «أكثر من 16 غارة» على الطريق الممتد بين بلدة فليطة السورية، وبلدة عرسال في شرق لبنان، تزامنا مع إعلان ناشطين معارضين استهداف الطيران النظامي لمناطق متفرقة في منطقة القلمون تركزت معظمها في محيط بلدة يبرود التي تحاول القوات النظامية مدعومة من مقاتلين من حزب الله اللبناني اقتحامها منذ ثلاثة أسابيع.
وتزامنت الأنباء عن الغارات إثر إغلاق القوات النظامية لمعبر ببيلا في حي سيدي مقداد جنوب دمشق أمام آلاف المدنيين، بعد أن قامت أول من أمس بفتحه ليوم واحد عقب التفاهم على هدنة أتت بعد 7 شهور من الحصار، بحسب ما أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، مدرجا هذه الخطوة في إطار «سياسة الحصار النظامية لإخضاع المدنيين في سوريا والتي تشكل خرقا مباشرا للقانون الدولي الإنساني، وتجاهلا للمجتمع الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2139، الذي طالب بفك الحصار بشكل فوري عن كل المناطق المحاصرة، والسماح بدخول القوافل الإغاثية والمنظمات الإنسانية إليها».
من جهة أخرى، أدان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الانتهاكات التي ترتكبها قوات الحماية الشعبية الكردية في قرية تل براك بريف الحسكة، معتبرا إياها «تهديدا للنسيج الوطني السوري، كما تثقل مستقبل الثورة السورية بأعباء جسام». كما رفض الائتلاف المعارض في بيانه الصادر أمس «أعمال النهب والترويع التي طالت المدنيين واعتدت على حرياتهم في قرية تل معروف بريف الحسكة، التي نفذتها عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام)»، مؤكدا أن «هذه الأفعال لا تختلف عما يقوم به النظام من عنف ممنهج ضد المدنيين في سوريا، وأنها تخدم مخططاته الرامية إلى إضعاف اللحمة الوطنية وتفكيك المجتمع السوري في محاولات يائسة للقضاء على ثورته المطالبة بالحرية والديمقراطية».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.