هادي يلتقي سفراء دول مجموعة الـ18.. ويؤكد: مشروعنا هو السلام وحقن الدماء

تلقى دعوة من نظيره الفرنسي لحضور مؤتمر باريس الشهر القادم

هادي يلتقي سفراء دول مجموعة الـ18.. ويؤكد: مشروعنا هو السلام وحقن الدماء
TT

هادي يلتقي سفراء دول مجموعة الـ18.. ويؤكد: مشروعنا هو السلام وحقن الدماء

هادي يلتقي سفراء دول مجموعة الـ18.. ويؤكد: مشروعنا هو السلام وحقن الدماء

ترأس الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس اجتماعًا ضم سفراء دول مجموعة الـ18 ممثلة بدول مجلس التعاون الخليجي والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وسفراء كل من ألمانيا وهولندا وتركيا واليابان ومصر ورئيس بعثة دول مجلس التعاون الخليجي وبعثة الاتحاد الأوروبي.
وفي الاجتماع رحب رئيس الجمهورية بالجميع، مثمنًا دورهم وبلدانهم وجهودهم في العمل معا وخلال الفترات الماضية للتشاور وتجاوز الكثير من التحديات والأزمات التي واجهها اليمن، وذلك بدءا من جهود الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي كان لها الأثر الفاعل والكبير في إيقاف الحرب والصراع خلال الأحداث في العام 2011 حيث جنح الجميع للسلام وتم وضع السلاح جانبا والشروع في حوار وطني شامل لم يستثن أحدا من أطياف المجتمع اليمني أحزابا ومنظمات مجتمع مدني والشباب والمرأة والمشايخ والشخصيات الاجتماعية ومكونات أخرى، فضلا عن ممثلين للقضية الجنوبية ومشكلة صعدة.
وقال رئيس الجمهورية وفقا لوكالة مأرب اليمنة: «كان الحوار إيجابيا لما شمله من قضايا اليمن عامة منذ خمسين عاما مضت وناقشها بشفافية واضعا الحلول والمعالجات الناجعة لها وهذا ما أقرته وثيقة مخرجات الحوار الوطني وكذلك تضمنته وثيقة مسودة الدستور الجديد ليرسم معالم مستقبل يمن اتحادي جديد مبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد بعيدا عن الأقصاء والتهميش واحتكار السلطة والثروة ومقدرات البلد ومؤسساته الوطنية والعسكرية في مراكز قوى فئوية ومناطقية مقيتة».
وأضاف: «للأسف ذلك لم يعجب تلك القوى ممثلة بالحوثي وصالح من خلال انقلابهم العسكري على إجماع الشعب اليمني ومخرجات الحوار الوطني واقتحام العاصمة والمحافظات والمدن لفرض تجربة دخيلة على مجتمعنا وشعبنا ومحيطنا وعقيدتنا والعيش بسلام ووئام بعيدا عن التعصب الديني والمذهبي المقيت».
وتطرق رئيس الجمهورية إلى عملية حصاره وخروجه إلى عدن ومن ثم قصف مقر إقامته بعدن بالطائرات في حرب شاملة على البلد وهذا ما استدعى طلب تدخل دول الجوار من خلال عاصفة الحزم التي كانت خير سند ومعين للمقاومة الشعبية حتى تم دحر تلك القوى الانقلابية من عدن والمحافظات المجاورة لها وصولا اليوم إلى محافظة مأرب وباب المندب». وأشار إلى النوايا العدوانية المبيتة لتلك الجماعات في تدمير البلد واستباحة الحياة والإنسانية بمفهومها ومعناها الشامل. وقال رئيس الجمهورية «إن هدفنا ومشروعنا سيظل على الدوام هو السلام وحقن الدماء على اعتبار أن الحوار والجلوس على طاولة الحوار هو الملاذ الأخير والدائم عقب أي نزاع». ودعا الانقلابيين في الجنوح للسلام والإعلان بقبول تنفيذ القرار الأممي 2216 لحقن دماء الأبرياء ودون قيد أو شرط ودون تسويف أو مماطلة، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط في هذا الاتجاه لأن الشعب اليمني عانى الكثير من تداعيات الحرب على المستوى الإغاثي والإنساني وفي هذا الصدد وجهنا الجهات المختصة في السماح بدخول المشتقات النفطية والمواد الإغاثية والإنسانية إلى كل الموانئ اليمنية وهذا يأتي انطلاقا من مسؤوليتنا على كافة أبنا الشعب اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب على السواء. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن اليمن يحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي لإعادة الحياة والخدمات وبناء ما دمرته الحرب وآثارها على المجتمع.
من جانبهم أثنى سفراء مجموعة الـ18 على ما قدمه رئيس الجمهورية من عرض لواقع اليمن وتجربة الحوارات السابقة والجهود الدؤوبة التي بذلها ويبذلها لبناء واقع اليمن الجديد. وأكدوا مواصلة الدعم والمساندة للشرعية الدستورية ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وبذل الجهود للعمل معا من أجل إعادة الأمن والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتنفيذ القرارات الأممية وآخرها القرار 2216 للشروع في عملية استئناف العملية السياسية واستكمال الاستحقاقات الوطنية.
ومن جهة ثانية استقبل الرئيس هادي مساء أمس بمقر إقامته المؤقت بالرياض السفير الفرنسي لدى اليمن جان مارك جرجوران. جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات وكذا مناقشة الأوضاع على الساحة اليمنية.
ونوه رئيس الجمهورية – حسب وكالة أنباء سبأ الموالية للشرعية - بعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين اليمن وفرنسا وما تشهده من تطور ونماء في مختلف المجالات، متطلعًا إلى مزيد من التعاون المشترك بين البلدين ومساهمة فرنسا في إعادة إعمار ما خلفته ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من دمار وخراب في البنى التحتية. وأشاد هادي بمواقف فرنسا الداعمة لأمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية وقرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 2216، وسلم السفير الفرنسي رئيس الجمهورية رسالة من نظيره فرنسوا هولاند ودعوته لحضور افتتاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي سيعقد في باريس في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) القادم. كما جدد تأكيد بلاده لأمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية وكذا تنفيذ القرار الدولي 2216 لضمان عودة اليمن إلى ما كان عليه لينعم أبناؤه بالأمن والاستقرار.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.