المعارضة المسلحة في جنوب السودان ترحب بانسحاب القوات الأوغندية من البلاد

سلفا كير يكشف عن تهديدات بإحالته إلى الجنائية الدولية

المعارضة المسلحة في جنوب السودان ترحب بانسحاب القوات الأوغندية من البلاد
TT

المعارضة المسلحة في جنوب السودان ترحب بانسحاب القوات الأوغندية من البلاد

المعارضة المسلحة في جنوب السودان ترحب بانسحاب القوات الأوغندية من البلاد

رحبت المعارضة المسلحة في جنوب السودان، بزعامة رياك مشار، ببدء انسحاب القوات الأوغندية من البلاد، ووصفت الخطوة بأنها تساعد على بناء الثقة وتعزز من تطبيق اتفاقية السلام، ونفت في ذات الوقت أنها طلبت مراجعة محضر الترتيبات الأمنية، في وقت كشف فيه الرئيس سلفا كير ميارديت عن تلقيه تهديدات من جهات دولية، لم يسمها، بإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية في حال الفشل في تنفيذ اتفاقية السلام.
وأعلن وكيل الخارجية الأوغندية جيمس موجومي عن انسحاب قوات بلاده من دولة جنوب السودان، ابتداء من يوم أمس، على أن تكتمل خلال 45 يومًا، وفق ما نصت عليه اتفاقية التسوية السلمية بين حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت، والمعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار، الذي سيصبح النائب الأول للرئيس خلال الفترة الانتقالية، التي تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية سنة 2018. وقال موجومي إن «الحكومة الأوغندية ملتزمة باتفاق السلام، وقد بدأنا تنفيذ سحب قواتنا وعودتها إلى البلاد، وسنكمل العملية خلال 45 يومًا».
وجرى نشر القوات الأوغندية بناء على دعوة من رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، عقب اندلاع العنف في بلاده مع المعارضة المسلحة بزعامة نائبه السابق رياك مشار، وقد انتهت الحرب التي استمرت قرابة عامين بتوقيع اتفاق التسوية بين الطرفين في أغسطس (آب) الماضي، قضت بسحب القوات الأوغندية من البلاد قبل بدء الفترة الانتقالية مع نهاية العام الحالي.
من جهته قال الدكتور ضيو مطوك، القيادي في المعارضة المسلحة، إن حركته ترحب بالخطوة التي اتخذتها كمبالا بسحب قواتها من بلاده، مضيفا أنها «خطوة إلى الأمام ومهمة للغاية في تنفيذ اتفاق السلام، وتعزز من بناء الثقة بين كافة الأطراف.. لقد كنا نتوقع أن ينتهي سحب هذه القوات في العاشر من الشهر الحالي بحسب اتفاقية السلام»، كما أشار إلى أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني كان قد مارس ضغوطًا على الرئيس سلفا كير ميارديت لكي يوقع على اتفاق السلام في 17 من أغسطس الماضي في أديس أبابا.
ونفى مطوك أن تكون حركته قد طلبت مراجعة محضر ورشة عمل اتفاق الترتيبات الأمنية، الذي انعقد في أديس أبابا خلال الشهر الماضي، وقال إن القضايا الخلافية بين الطرفين تركزت حول انسحاب الجيش الحكومي من جوبا والمدن الأخرى.
من جهته، قال مايكل مكواي، وزير الإعلام في جنوب السودان والمتحدث باسم الحكومة، لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة المسلحة طلبت مراجعة محضر ورشة العمل الخاصة بوقف إطلاق النار، وتابع موضحا «لقد اجتمعت مع أطراف دولية في أديس أبابا وعلمت أن المجتمع الدولي يقف مع مطالب المتمردين بمراجعة محضر وقف إطلاق النار، وقد أبلغتهم أنه يمكننا أن نوافق على مراجعة المحضر بشرط مراجعة اتفاقية السلام برمتها وفي حالة رفضهم عليهم أن يطلبوا من التمرد التوقيع».
إلى ذلك قال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إن حكومته تعرضت للتهديد من قبل القوى الدولية، بإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية، وكشف كير في مقال نشر باسمه في صحيفة «واشنطن تايمز» إن قوى خارجية هددت بإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية في هولندا، لكنه لم يحدد الوقت أو الجهة التي وجهت تلك التهديدات، وقال إن «بعض شركائنا الدوليين في عملية السلام لجأوا إلى التخويف والتهديد بفرض عقوبات جماعية وفردية، إلى جانب إيقاف المساعدات، وقد لجأوا إلى المحكمة الجنائية الدولية»، غير أنه لم يشر إن كان هو شخصيًا من تعرض للتهديد بالملاحقة.
ولم توقع جوبا على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، ولكن يمكن أن تتم إحالة أي قضية إلى المحكمة من قبل مجلس الأمن الدولي، كما في حالة السودان الذي يواجه رئيسه عمر البشير تهما بارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور.



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.