القوات العراقية تطلق المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة صلاح الدين

بدأت بقضم قضاء بيجي باتجاه الشرقاط جنوب الموصل

القوات العراقية تطلق المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة صلاح الدين
TT

القوات العراقية تطلق المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة صلاح الدين

القوات العراقية تطلق المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة صلاح الدين

أعلنت اللجنة الأمنية في الحكومة المحلية لمحافظة صلاح الدين، عن إحراز القوات العراقية «تقدما كبيرا» مع بدء الصفحة الثانية لمعركة تحرير كامل محافظة صلاح الدين، التي أطلقها في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وكان العبادي أكد في بيان له إثر زيارته إلى محافظة صلاح الدين، التي مركزها تكريت، واجتماعه بالقادة العسكريين والأمنيين أن «المعركة حاسمة لتحرير كل محافظة صلاح الدين وتطهيرها، إذ إن الفترة الماضية شهدت انتصارات باهرة في المحافظة، وسنكمل هذه الانتصارات إن شاء الله». وأضاف العبادي أن «هذه العمليات والانتصار فيها سيكون دفعة أمامية للبدء بتحرير الموصل من عصابات (داعش) التي بدأت بالانهيار ولا تمتلك قدرة على مسك الأرض ولا يستطيع أن يجند الإرهابيين وهذا يمثل نجاحا لقواتنا البطلة التي تمثل جميع أطياف الشعب العراقي ومرحب بها من أهالي بيجي وصلاح الدين والأنبار».
ودعا العبادي إلى توحيد كل الجهود للقطعات العسكرية من جيش وشرطة اتحادية ومكافحة إرهاب وحشد شعبي وطيران الجيش والقوة الجوية، والتي تمثل رسالة مهمة بتضافر جهود قواتنا الأمنية وأبناء الشعب الذي يمثلهم المتطوعون. كما شدد العبادي في البيان على «أهمية الزخم الإعلامي للانتصارات وعكسها بشكل صحيح لأن الجهد الإعلامي للحرب على هذه العصابات والانتصارات المتحققة يجب أن يتم عكسها بأفضل ما يكون لأنها معركة الشعب العراقي ضد الإرهاب».
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين خالد الخزرجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات العراقية بدأت تحقق تقدما كبيرا في كل قواطع العمليات بدءا من بيجي ومرورا بمصفاتها حيث بدأت عملية قضم القضاء باتجاه منطقة الصينية التي كانت تعد هي العقدة الرئيسية في كل عمليات بيجي السابقة التي جرت على شكل كر وفر»، مشيرا إلى أن الأمر اختلف الآن لأسباب كثيرة أبرزها، تهيئة كافة مستلزمات المعركة من المقاتلين والعدد والعدة وكل ما تتطلبه المعركة من تجهيزات لإدامة زخم المعركة والتقدم ومن ثم مسك الأرض، وبالتالي فإن كل التوقعات تشير إلى أن عملية تحرير منطقة الصينية لن تستغرق أكثر من يوم أو يومين يبدأ بعدها الزحف نحو الشرقاط جنوب الموصل وبذلك نكون قد استكملنا تحرير كامل تراب محافظة صلاح الدين.
وحول ما إذا كانت هناك مشاركة لطيران التحالف الدولي، قال الخزرجي «لا توجد مشاركة حتى الآن من قبل طيران التحالف الدولي في هذه المعركة، وإنما كل الطلعات الجوية تنفذ من قبل طائرات القوة الجوية العراقية».
وكان مصدر عسكري عراقي رسمي أعلن أن القوات العراقية تقدمت من المحور الغربي لقضاء بيجي وتمركزها في منطقة القصور الرئاسية، مؤكدا في الوقت نفسه أن تنظيم داعش بدأ بحرق كميات كبيرة من النفط لإعاقة تقدمها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.