بغداد تقلل من زوبعة التحالف الرباعي.. وتتحدث عن تعاون ثنائي مع موسكو

نفت زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي إلى روسيا

بغداد تقلل من زوبعة التحالف الرباعي.. وتتحدث عن تعاون ثنائي مع موسكو
TT

بغداد تقلل من زوبعة التحالف الرباعي.. وتتحدث عن تعاون ثنائي مع موسكو

بغداد تقلل من زوبعة التحالف الرباعي.. وتتحدث عن تعاون ثنائي مع موسكو

نفت مصادر عراقية مطلعة أن يكون وفد عراقي رفيع المستوى يزور موسكو حاليا بهدف بحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في ضوء الإعلان عن التحالف الرباعي الجديد بين العراق وإيران وروسيا وسوريا.
وقال مصدر مطلع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تم تناوله عبر وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية عن وجود وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في موسكو لغرض التباحث مع المسؤولين الروس عن آفاق جديدة للتعاون العسكري والاستخباري في ضوء التطورات الجديدة عار عن الصحة تماما»، مشيرا إلى أنه «لا الفياض ولا سواه من كبار المسؤولين العراقيين الأمنيين أو العسكريين زار موسكو خلال الفترة الماضية أو أنه يوجد فيها حاليا»، موضحا أن «التنسيق العسكري أخذ مدى أوسع من حجمه وقد تم إيضاح ذلك إلى جميع الشركاء في العملية السياسية الذين كانوا أبدوا مخاوفهم أول الأمر من هذا التنسيق الذي بات الحديث يجري عنه وكأنه حلف أو محور عسكري جديد في حين أنه عملية تبادل معلومات بين الأطراف المشاركة بهدف واحد هو محاربة تنظيم داعش فقط».
في المقابل أعلنت وزارة الدفاع إلى أن وزير الدفاع خالد العبيدي بحث مع وفد روسي سبل التعاون الثنائي بين البلدين. وقال مكتب الوزير في بيان أمس إن العبيدي «ترأس اجتماعًا مهمًا مع وفد روسي كبير برئاسة رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية ألكسندر فومين». وأضاف البيان أن «الاجتماع يأتي لمناقشة التعاون العسكري بين بغداد وموسكو».
إلى ذلك وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من سياسي مقرب من إحدى الكتل السياسية الشيعية في البرلمان العراقي فإن «خلافات برزت داخل التحالف الوطني (الشيعي) بشأن هذا التنسيق قوامها أمران الأول هو شعور عدد من قيادات التحالف الوطني بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي انفرد باتخاذ قرار التنسيق الرباعي دون مشاورة القيادات الرئيسية داخل التحالف، والثاني هو احتمال أن تكون مثل هذه القفزة من التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية إلى روسيا قرارا غير مدروس بما فيه الكفاية لا سيما أن العراق لديه اتفاقية تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أن «بعض قيادات التحالف الوطني لا تشجع اتباع سياسة المحاور التي من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من الاستقطاب الطائفي في المنطقة في وقت يمكن أن يتحول فيه العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات». وكان رئيس الوزراء أعلن الأسبوع الماضي وعلى أثر زيادة الضغوط عليه من قبل أطراف داخل التحالف الذي ينتمي إليه أن غرفة العمليات الرباعية التي أنشئت مؤخرا بين العراق وروسيا وإيران وسوريا «لم تبدأ عملها الحقيقي بعد»، نافيا في الوقت نفسه وجود نية لدى حكومته لاستقدام قوات برية أجنبية على الأراضي العراقية.
من جهته، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كاظم الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك توافقا داخل البرلمان العراقي على أهمية استضافة رئيس الوزراء خلال الأيام المقبلة لكي يوضح طبيعة هذا الاتفاق والصيغ التي تم بناؤه عليها حتى لا يبقى العراق هو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة الإقليمية الدولية لأنه ليس من مصلحتنا أبدا أن نكون ضمن محور ضد آخر في المنطقة بينما نحن نعمل على درء خطر (داعش) وهي المهمة التي يتوجب على الجميع مساعدتنا فيها». وأضاف الشمري أن «روسيا لديها مصالح في المنطقة وبالتالي فهي في حالة صراع مع الولايات المتحدة الأميركية حيث إنه في ظل تراجع الدور الأميركي ونمو المحور الروسي الإيراني لا سيما بعد الاتفاق النووي فقد عملت موسكو على استثمار هذا التراجع للدخول إلى المنطقة بأقصى ما تملك من سرعة وهو ما يعني أننا سوف نكون الساحة التي سوف يصفي فيها الطرفان حساباتهما وهو أمر سندفع ثمنه غاليا في مرحلة لاحقة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.