«الزراعة السعودية»: 30 مبادرة لتحقيق الأمن الغذائي

القطاع يوفر 30 % من المنتجات ويساهم بـ14 مليار دولار في الناتج المحلي

«الزراعة السعودية»: 30 مبادرة لتحقيق الأمن الغذائي
TT

«الزراعة السعودية»: 30 مبادرة لتحقيق الأمن الغذائي

«الزراعة السعودية»: 30 مبادرة لتحقيق الأمن الغذائي

كشف المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير الزراعة السعودي عن عدد من التوجهات الاستراتيجية لتعزيز التنمية وتحقيق الأمن الغذائي، منها تطوير قطاع الثروة السمكية وبرنامج سوسة النخيل الحمراء الوطني، وخصخصة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.
وأوضح أن الوزارة تعتزم اتباع استراتيجية تشجيع صادرات التمور على أساس الاستخدام الأمثل للمياه وإنشاء كيانات للخدمات المقدمة للمزارعين، وهناك 30 مبادرة يتم إعدادها لتغطية تلك التوجهات، مشيرا إلى توجه يقضي بالتكامل بين الوزارة وصندوق التنمية الزراعية.
جاء ذلك في لقاء مفتوح مع وزير الزراعة، ضم وكلاء الوزارة وجمعا من المزارعين، وذلك على هامش المعرض الزراعي الذي افتتح أول من أمس بالرياض، لبحث كيفية الحفاظ على المكتسبات الزراعية، التي حققتها الخطط الخمسية.
وبحث اللقاء سبل الحفاظ على المخزون المائي من خلال تشجيع المزارعين على استخدام الآليات الحديثة لترشيد الري في المحاصيل الزراعية، وتحفيز المستثمرين نحو التوسع في الأنشطة الزراعية المرشدة لاستهلاك الكهرباء.
من جهته، أوضح جابر بن محمد الشهري، وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة السمكية، أن الاستهلاك من الأسماك يقدر بـ400 ألف طن، يتم إنتاج 100 ألف طن محليا ويبلغ استيراد 164 ألف طن.
وكشف عن فجوة طلب على منتجات هذا القطاع تقدر بنحو 136 ألف طن، يمكن أن تكون جاذبة لرؤوس الأموال، وقيام كثير من الاستثمارات المحلية والأجنبية، مشيرا إلى أن الوزارة تخطط لإنشاء 42 مرفأً، نفذ منها 4 مرافئ وستطرح للمشغلين المحليين.
من ناحيته، شدد محمد الحمادي على ضرورة الاهتمام بقطاع الاستزراع السمكي لجذب الاستثمارات وقيام عدد من المشاريع التي يترتب عليها صناعات واعدة في مجالات وإنتاج الأسماك والمنتجات البحرية، مشيرا إلى عقد اجتماع مصغر نهاية الشهر الحالي لبحث الواقع والتطلعات لقطاع الأسماك في السعودية.
ودعا الحمادي وزارة الزراعة لدعم البيوت المحمية وتقنيات الري الحديثة ودعم الاستثمار في البيوت المحمية وحصر ومكافحة الآفات الزراعية، مشددا على ضرورة إحداث التطور المنشود في هذا القطاع مما يستوجب استنفار قدرات الجهات ذات العلاقة به لتعمل جميعها من أجل تهيئة الظروف الملائمة للعاملين.
ونوه بأهمية مواكبة حركة التطور التقني والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بغرض رفع الكفاءة الإنتاجية، والوصول إلى مستويات أقل لاستهلاك المياه، آملين أن تشكل مُخرجاته إضافة حقيقيةً للجهود التي تبذلها الوزارة للنهوض بالقطاع.
ويعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يبلغ عدد الحيازات الزراعية ما يقارب 250 ألف حيازة تقدر مساحتها الإجمالية بـ4253 ألف هكتار، ويعمل في القطاع الزراعي 195 ألف مواطن.
وتشير التقارير إلى أن القطاع الزراعي يوفر 30 في المائة من الأغذية المتاحة للاستهلاك في السعودية، حيث تقدر مساهمة القطاع الزراعي في الإجمالي للناتج المحلي بـ53 مليار ريال (14.1 مليار دولار).



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.