قوات النظام تتقدم مدعومة بالضربات الروسية.. واتهام لموسكو باستخدام القنابل العنقودية

مقتل قيادي في حزب الله كان قائدًا لعملياته في محافظة إدلب

قوات الأسد تحمّل مدافع الهاوتزر بالقذائف بالقرب من بلدة مورك، حيث شنت هجوما ضد المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي في وسط وشمال غربي سوريا بمساعدة الضربات الجوية الروسية (أ.ب)
قوات الأسد تحمّل مدافع الهاوتزر بالقذائف بالقرب من بلدة مورك، حيث شنت هجوما ضد المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي في وسط وشمال غربي سوريا بمساعدة الضربات الجوية الروسية (أ.ب)
TT

قوات النظام تتقدم مدعومة بالضربات الروسية.. واتهام لموسكو باستخدام القنابل العنقودية

قوات الأسد تحمّل مدافع الهاوتزر بالقذائف بالقرب من بلدة مورك، حيث شنت هجوما ضد المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي في وسط وشمال غربي سوريا بمساعدة الضربات الجوية الروسية (أ.ب)
قوات الأسد تحمّل مدافع الهاوتزر بالقذائف بالقرب من بلدة مورك، حيث شنت هجوما ضد المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي في وسط وشمال غربي سوريا بمساعدة الضربات الجوية الروسية (أ.ب)

في وقت أشارت فيه المعلومات إلى إحراز قوات النظام مدعومة من حزب الله وسلاح الجو الروسي تقدمًا في جبهات عدة في وسط وشمال غربي البلاد، أكد الجيش السوري الحر، أن المواجهات التي يخوضها النظام وحلفاؤه منذ بدء الهجوم الروسي هي في نطاق «الكر والفرّ»، ولا تعدو كونها «معارك اشغال» تهدف إلى عدم تقدّم المعارضة نحو الساحل. في غضون ذلك اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، روسيا، باستخدام قنابل عنقودية جديدة ومتطورة للمرة الأولى في سوريا، أو بتزويد القوات السورية بها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن طائراتها «قصفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 63 هدفًا في محافظات حماه (وسط)، واللاذقية (غرب)، وإدلب (شمال غرب)، والرقة (شمال)».
وأكدت موسكو، أنها دمرت «53 موقعًا، فضلاً عن مركز قيادة وأربعة معسكرات تدريب وسبعة مستودعات ذخائر». وصرحت الوزارة في بيان بأن «مقاتلات سوخوي - 34 و - 24 إم و25 إس إم، نفذت 64 طلعة من قاعدة حميميم (محافظة اللاذقية) وشنت غارات على 63 هدفًا في محافظات حماه واللاذقية وإدلب والرقة»، مضيفة أن الغارات دمرت 53 موقعًا يستخدمها «إرهابيو» تنظيم داعش.
وفي ظل استمرار المعارك في أكثر من منطقة، تقدمت قوات النظام على جبهات عدة في العملية البرية الواسعة التي تخوضها مع موالين لها بتغطية جوية روسية ضد فصائل المعارضة في ريف حماه (وسط) الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق - حلب وفي تلال ريف اللاذقية (غرب) الشمالي والشمالي الشرقي، وفي ريف إدلب (شمال غرب) الجنوبي.
وفي ريف حماه الشمالي، قال مصدر عسكري لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن «الجيش السوري يوسع نطاق عملياته البرية حول مدينة مورك شرقًا ومعان شمالاً»، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة تحت التغطية الجوية الروسية.
وعلى جبهة أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للوكالة نفسها، إن «قوات النظام تتقدم في جبهة محور سهل الغاب (جنوب إدلب)، أحد أهداف العملية البرية حاليًا، وهو عبارة عن مثلث يصل حماه باللاذقية وإدلب، ويقود حزب الله العمليات فيه».
وأكد عضو المجلس العسكري في «الجيش الحر»، أبو أحمد العاصمي، أنّ النظام يحاول في كل المواجهات التي يخوضها، منها محور سهل الغاب فتح «معارك اشغال» تهدف إلى إبعاد الثوار عن المناطق الساحلية، قائلاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كل هذه المعارك تهدف إلى الضغط على المعارضة للقول إن النظام لا يزال موجودًا على الأرض ولتمرير الوقت إلى أن يحين موعد الحلّ سياسي ويحاول فرض شروطه». ورأى العاصمي، أنّ «الدعم الجوي الروسي وإن نتج عنه خسائر في صفوف الفصائل المعارضة، لكنه لن يؤدي إلى تقدم بري لها، في ظل عدم وجود العدد الكافي من مقاتلي النظام على الأرض لاقتحام المناطق».
وبحسب عبد الرحمن، فإن أحد أهداف العملية البرية الحالية هو الدخول إلى منطقة جسر الشغور وكسر الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب عن طريق السيطرة على سهل الغاب وتأمين ريف اللاذقية الشمالي.
ويقتصر وجود النظام في إدلب، الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح»، على المسلحين الموالين له في الفوعة وكفريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن «(تل سكيك) أصبح خاضعًا لسيطرة الجيش بعد عملية عسكرية واسعة نفذتها وحداته البرية بإسناد من سلاح الجو الروسي، وبالتعاون مع القوى الجوية السورية ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة».
وقالت إن «الطيران الحربي وجه ضربات مكثفة على تجمعات لإرهابيي جبهة النصرة و(داعش)، وإن الضربات أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً بين أفراد التنظيمين وإصابة المئات منهم وتدمير عدد من العربات المدرعة ومستودع ذخيرة، إضافة إلى عدة عربات وعتاد حربي وأسلحة وذخيرة».
وتركزت الضربات الروسية على مناطق في محافظة حماه ومحافظة إدلب المجاورة التي يسيطر عليها «جيش الفتح»، وحيث حقق مقاتلو المعارضة تقدمًا في الشهور الأخيرة، وهدد تقدمهم الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام إلى الغرب.
وفي إطار العملية البرية ذاتها، قال مصدر عسكري ميداني: «يستكمل الجيش السوري عملياته في ريف اللاذقية الشمالي ويحكم سيطرته على قرية كفردلبة بشكل كامل».
وأعلن كل من المرصد السوري لحقوق الإنسان و«قناة الميادين»، أن قياديًا قتل في حزب الله في الاشتباكات.
وقال مصدر أمني مطلع على الأحداث في سوريا، إن القتيل كان قائدًا لعمليات حزب الله في محافظة إدلب وقتل في ريف المحافظة السبت الماضي. وكان مصدر إقليمي كبير قال لوكالة «رويترز» في وقت سابق من هذا الشهر، إن حزب الله حشد نحو ثلاثة آلاف مقاتل للقتال مع القوات السورية.
في غضون ذلك، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، أمس، روسيا باستخدام قنابل عنقودية جديدة ومتطورة للمرة الأولى في سوريا أو بتزويد القوات السورية بها.
ونقلت المنظمة في بيان، أن صورًا وأشرطة فيديو تم تداولها على الإنترنت تظهر استخدام قنابل عنقودية روسية من طراز «سي بي بي إي» للمرة الأولى في سوريا في غارة استهدفت محيط بلدة كفر حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في ريف حلب الجنوبي الغربي في الرابع من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، من دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
وأبدت المنظمة قلقها من استخدام روسيا لتلك القنابل العنقودية ومن تزويد سلاح الجو السوري بها، من دون أن تحدد الجهة التي أطلقتها. وبحسب المنظمة فإن «الغارة في كفر حلب ترافقت مع مجموعة من الصور وأشرطة الفيديو التي تظهر اعتداءات جوية وبرية بالقنابل العنقودية في محافظات حلب وحماه وإدلب منذ بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا في 30 سبتمبر (أيلول)».
وقال نديم حوري نائب مدير المنظمة لشؤون الشرق الأوسط «من المقلق جدًا استخدام نوع جديد من القنابل العنقودية في سوريا من شأنه أن يؤذي المدنيين خلال السنوات المقبلة». وحث حوري روسيا وسوريا على الانضمام إلى «الحظر الدولي» على استخدام القنابل العنقودية.
وتطلق تلك القنابل العنقودية عبر مظليات وهي مصممة لتدمير عربات مدرعة عبر إطلاق كتل معدنية متفجرة بعد تحديد الأهداف بنظام رصد معين، وفق المنظمة.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أن «القوات الحكومية السورية بدأت برمي القنابل العنقودية من الجو في منتصف عام 2012 من ثم صواريخ محملة بها في قصف يعتقد أنه مستمر»، لافتة إلى أن تنظيم داعش أيضًا استخدم صواريخ محملة بالقنابل العنقودية في النصف الثاني من عام 2014.
ويوم الخميس الماضي، كانت مواقع معارضة أعلنت عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 12 آخرين، جراء قصف طائرات حربية روسية بالقنابل العنقودية، بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظتي إدلب وحلب شمال سوريا، وهو ما أكده مسؤولون في الدفاع المدني لـ«وكالة الأناضول»، لافتين إلى وجود أشخاص لا يزالون تحت أنقاض المنازل المهدمة جراء القصف.
من جهته، قال رئيس «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» فضل عبد الغني، إن روسيا ارتكبت «جرائم حرب» في سوريا، لأنها قتلت مدنيين بأسلحة عشوائية، عبر استهداف تجمعات مدنية خارج نطاق القانون الدولي.
ونقلت «وكالة الأناضول» عن عبد الغني قوله إنه إذا فُتح ملف جرائم الحرب في سوريا، وأُنشئت محكمة خاصة، باتت روسيا متهمة بارتكاب الجرائم، ويمكن محاسبتها، معتبرًا أن التدخل الروسي في سوريا كان مفاجئًا، ويدل على التنسيق العالي بين النظام السوري وطهران وموسكو.
وأشار إلى أن أكثر من 96 في المائة من الأهداف التي ضربتها روسيا في سوريا هي أهداف مدنية، إلى جانب استهداف المعارضة السورية المعتدلة لصالح تنظيم داعش.



وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
TT

وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مما وصفه بـ«مخطط حوثي» لإغراق البلاد بالسياحة الدينية ذات البعد الطائفي، متهماً الجماعة بتدمير المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية؛ خدمة لأجندتها في تدمير الموروث اليمني.

وقال الوزير الإرياني في تصريح رسمي إن الحوثيين يخططون لاستقدام عشرات الآلاف من إيران وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق، للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتهم، تحت غطاء زيارة المراقد الدينية والأضرحة، عبر ما يسمى «مشروع دليل البرنامج السياحي والمعالم السياحية والتاريخية المتعلقة بالهوية الإيمانية وأعلام الهدى».

طلبة في جامعة صنعاء أجبرهم الحوثيون على ترديد «الصرخة الخمينية» (إ.ب.أ)

اتهم الإرياني، وهو أيضاً وزير السياحة والثقافة في الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية بأنها عمدت منذ انقلابها إلى تجريف المعالم السياحية عبر انتهاك حرمة وحصانة الأعيان الثقافية والمواقع الأثرية واستخدامها في العمليات العسكرية وتخزين الأسلحة، كما عملت على نبش المواقع الأثرية بغرض الاتجار بالآثار لتمويل عملياتها العسكرية.

وتخطط الجماعة الحوثية - طبقاً للإرياني - لهدم 500 مبنى أثري في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني من قبل «اليونسكو»، ومن بينها «سوق الحلقة»، إحدى أهم الأسواق الحرفية التاريخية في المدينة؛ بهدف إقامة مزار ديني، وإقامة مناسبات طائفية خاصة بها لا علاقة لها باليمنيين، حيث تعمل، وفق قوله، نحو «التوسع التدريجي في التحول نحو حالة كهنوتية لاهوتية».

وقال وزير الإعلام اليمني إن هذا التحرك الحوثي الخطر المتمثل في فتح «السياحة الدينية» ليس مجرد خطة لتنشيط السياحة، «بل وسيلة خبيثة» لتعزيز النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وإدخال الخبراء من إيران و«حزب الله»، والمقاتلين إلى الداخل اليمني، مما يعمق الهيمنة الإيرانية ويقوي قبضتها على مقدرات البلاد، ويمثل تهديداً خطيراً لليمن واليمنيين على المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية والتركيبة السكانية، وفق تعبيره.

تهديد سياسي واجتماعي

من الناحية السياسية، أشار الإرياني إلى أن هذه الخطوة الحوثية تمثل «محاولة لاستحضار الصراع المذهبي في اليمن، وفرض الانقلاب الحوثي عبر دعم (طائفي) إيراني مباشر تحت غطاء السياحة الدينية، وتحويل البلاد إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية، وهو ما يهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ويعمل على تعميق الأزمة اليمنية وتقويض فرص التهدئة وإحلال السلام».

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

بينما أوضح وزير الإعلام اليمني أنه من الناحية الاجتماعية والفكرية، فإن خطة الحوثيين تهدف إلى الترويج لأفكار ومعتقدات متطرفة مستوردة من إيران وبعيدة كل البعد عن الهوية اليمنية الوسطية، كما تندرج ضمن محاولات الجماعة لتغيير البنية الثقافية والدينية والتركيبة الديمغرافية للمجتمع اليمني، وزرع الانقسامات الطائفية التي تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي المتماسك وقيم التنوع والعيش المشترك، والتي سادت لقرون بين اليمنيين.

ودعا الإرياني اليمنيين إلى التحلي بالوعي واليقظة تجاه ما وصفه بـ«المخططات الخبيثة»، وإلى الوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولة لتكريس النفوذ الإيراني في البلاد تحت أي مسمى، والحفاظ على الهوية الوطنية والعربية التي تحاول ميليشيا الحوثي الإرهابية تجريفها لصالح هوية فارسية تعادي كل ما هو يمني وعروبي، ورهن مستقبل البلد بيد إيران ومشاريعها المأفونة في المنطقة، وفق تعبيره.