هجوم بري لليوم الثاني.. الناتو يهدد بإرسال قوات إلى تركيا.. وبريطانيا «توبخ» روسيا

الروس والنظام السوري يصوبون معركتهم باتجاه سهل الغاب بعد فشل الهجوم على ريف حماه الشمالي > استخدام حوامات حديثة لأول مرة

صورة مقتطعة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية منشور على موقعها الرسمي لسفينة حربية تطلق صاروخا من بحر قزوين باتجاه أهداف داخل سوريا أول من أمس (أ.ب)
صورة مقتطعة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية منشور على موقعها الرسمي لسفينة حربية تطلق صاروخا من بحر قزوين باتجاه أهداف داخل سوريا أول من أمس (أ.ب)
TT

هجوم بري لليوم الثاني.. الناتو يهدد بإرسال قوات إلى تركيا.. وبريطانيا «توبخ» روسيا

صورة مقتطعة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية منشور على موقعها الرسمي لسفينة حربية تطلق صاروخا من بحر قزوين باتجاه أهداف داخل سوريا أول من أمس (أ.ب)
صورة مقتطعة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية منشور على موقعها الرسمي لسفينة حربية تطلق صاروخا من بحر قزوين باتجاه أهداف داخل سوريا أول من أمس (أ.ب)

صوّب الجيش السوري والمجموعات المسلحة المتحالفة معه معركتهم باتجاه سهل الغاب الغربي في محافظة حماة، بعد فشل الهجوم البري الذي شنّوه يوم الأربعاء بدعم جوي روسي على الريف الشمالي لمحافظة حماة (وسط)، وأدّى إلى تدمير نحو 20 دبابة نظامية. قال حلف شمال الأطلسي إنه مستعد لإرسال قوات إلى حليفته تركيا للدفاع عنها بعد انتهاك طائرات روسية تشن ضربات جوية في سوريا للمجال الجوي التركي، بينما وبخت بريطانيا موسكو بسبب تصعيد الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها 250 ألف شخص بالفعل. غير أن الكرملين، أكد بدوره، أنه سيرد على اقتراب الحلف من حدود روسيا.
أكثر من رسالة وجهها حلف شمال الأطلسي )الناتو(، على هامش اجتماعات وزراء الدفاع في الدول الأعضاء التي انعقدت، أمس (الخميس)، في بروكسل، لعل أبرزها ما جاء على لسان الأمين العام ينس ستولتنبرغ من الإعلان لأول مرة عن استعداد الناتو لإرسال قوات للدفاع عن تركيا في عقاب الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي، وفي الوقت نفسه أكد الناتو جاهزيته للدفاع عن المواطنين في دول الناتو من خلال إقرار الإطار العسكري لقوة الرد السريع؛ مما يعزز القدرات الدفاعية للناتو. حسب ما جرى الإعلان عنه في بروكسل على هامش الاجتماعات.
وأعلن ستولتنبرغ عن استعداد الحلف لإرسال قوات إلى تركيا للدفاع عن الدولة العضو في الحلف أعقاب حادث الانتهاك الجوي للطائرات الروسية للمجال الجوي التركي، وقال إن الناتو على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدول الأعضاء، ومنهم تركيا ضد أي تهديدات. وهو الأمر الذي اعتبره الكثير من المراقبين في بروكسل بمثابة رسالة قوية للروس؛ حيث قال الأمين العام: «نرى التوترات في مناطق متلفة سواء في الشرق أو في الجنوب وعلى استعداد لنشر قوات في هذه المناطق ومنها تركيا».
وقال المحلل السياسي البلجيكي، فردريك بلاتو، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «المرة الأولى التي يتحدث فيها الناتو عن إرسال قوات إلى تركيا، وكان من قبل يتحدث عن استعداد لدعم تركيا بمواجهة أية مخاطر، وكان يكتفي بإرسال معدات منها بطاريات دفاعية للصواريخ على غرار ما حدث في وقت سابق، وبالتحديد في 2012 عندما تعرضت تركيا لإطلاق صواريخ من الأراضي السورية».
وشكل ملف التطورات في سوريا والمشاركة الروسية في العمليات العسكرية مؤخرًا، محور النقاشات في الاجتماع الوزاري وأعرب الحلف الأطلسي عن القلق إزاء الأنشطة العسكرية الروسية. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إن «الدور الروسي ودعمه لنظام الأسد يمثل عقبة أمام التوصل إلى حل سلمي دائم للأزمة»، معربًا عن مخاوفه لعدم استهداف موسكو مواقع ما يسمى تنظيم داعش.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي: «إنني قلق لعدم استهداف روسيا مواقع ما يسمى بتنظيم داعش ومهاجمة المعارضة السورية والمدنيين». وألمح في هذا الصدد إلى ازدياد الانتشار العسكري الروسي في سوريا. وأضاف أن «المقاتلات الروسية تشن غارات جوية بالصواريخ وانتهكت المجال الجوي التركي»، مشددًا على أن ذلك يزيد من مخاوفه و«ذلك أمر غير مقبول».
وشدد الأمين العام لحلف الناتو، على استمرار الناتو في دعم تركيا، بوصفها عضوًا فيه، واتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر، قائلاً: «إن أفضل السبل لقياس نحاج الناتو، شعور الحلفاء بقدرتهم على حماية أنفسهم، ومسؤوليتنا الرئيسية حماية كل الحلفاء، والناتو ليس جزءًا من العمليات في سوريا ولكنه كل العمليات». وحذر أن تعزيز روسيا لقواتها في البحر المتوسط يمثل تحديًا للحلف، مضيفًا: «نحن قلقون حيال احتمال التصادم العرضي مع الطائرة الروسية، ونحن في حوار متواصل مع تركيا لتقييم الوضع»، مؤكدًا أن الناتو قادر على نشر قوات الرد السريع لردع أي تهديد.
أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس، أن روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية بعد توسيع دعمها العسكري لحليفها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كارتر: «سيكون لهذا (التدخل) عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات (..) خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية». وصرح كارتر للصحافيين بأن الأسوأ من ذلك هو أن موسكو تبنت نهجا عسكريا طائشا؛ إذ إنها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأميركية وغيرها من الطائرات التي تستهدف جهاديي تنظيم داعش في سوريا.
وقال: «لقد أطلقوا صواريخ (كروز) عابرة من سفينة في بحر قزوين دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالا قليلة من طائرة من طائراتنا من دون طيار». وأضاف: «لقد شنوا هجوما بريا مشتركا مع النظام السوري وأزالوا بذلك واجهة أنهم يقاتلون تنظيم داعش».
وكان وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، قد صرح بأنه «يجب على روسيا أن تستخدم نفوذها لمنع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من قصف المدنيين». وأضاف أن «التدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية جعل الصراع أكثر خطورة». وأشار فالون لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء الدفاع في دول حلف شمال الأطلسي، إلى أن «بريطانيا سترسل عددًا قليلاً من الجنود إلى الحدود الشرقية للحلف لردع أي عدوان روسي محتمل هناك». وقال إن القوات سترسل «إلى حلفائنا على الجانب الشرقي للحلف إلى دول البلطيق وبولندا».
من جهته، قال دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، إن «موسكو تأسف لاقتراب البنية التحتية لحلف الناتو من الحدود الروسية»، مشددًا على أن هذا النهج للحلف سيثير حتمًا ردًا روسيا. واعتبر، تعليقًا على الخطط البريطانية لإرسال قوة عسكرية إلى دول البلطيق، أن الحلف يحاول التستر عن خططه التوسعية باتجاه حدود روسيا بالحديث عن خطر وهمي مصدره روسيا.
وأكد أنه «بلا شك ستؤدي أية خطط لتقريب البنية التحتية لحلف الناتو من حدود الاتحاد الروسي، إلى اتخاذ خطوات جوابية من أجل استعادة التكافؤ».
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية مارينا زاخاروفا، أن نقل عسكريين بريطانيين إلى دول البلطيق لن تساعد على ترسيخ الاستقرار في القارة الأوروبية. وفي مؤتمر صحافي، قالت زاخاروفا، أمس، إن «ما يجري في الأزمنة الأخيرة لا يزيد المنطقة استقرارًا بل على عكس ذلك يعرض استقرارها للخطر». ميدانيًا في سوريا، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد علي عبد الله أيوب، أن الجيش «بدأ هجومًا واسعًا بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من ويلاته وجرائمه». وفيما لم يحدد أيوب المناطق التي استهدفها الهجوم، قال إن «القوات المسلحة السورية شكلت قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد كان أهمها (الفيلق الرابع اقتحام)، وإنها حافظت على زمام المبادرة العسكرية».
من جهته، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، إن هجومًا شنه الجيش السوري وحلفاؤه الأجانب، أول من أمس (الأربعاء)، في مناطق قريبة بمحافظة حماة، «فشل في تحقيق مكاسب كبيرة». وأكد الائتلاف السوري المعارض أن كتائب تابعة للجيش السوري الحر «نجحت بصد أول هجوم لقوات نظام الأسد المدعومة من الاحتلالين؛ الروسي والإيراني، بعد معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي سبقها قصف مدفعي وصاروخي عنيف وغطاء جوي وفره الطيران الروسي».
بالمقابل، تحدثت وسائل إعلام «حزب الله» عن تحقيق الجيش السوري «إنجازًا ميدانيًا بعد سيطرته على مساحة 70 كيلومترًا، في المرحلة الأولى من المعركة البرية».
وأوضح قائد المجلس العسكري الثوري بالساحل السوري العميد المنشق أحمد رحال، أن النظام، «وبعد أن تدارك الأخطاء التي اقترفها بهجومه المتهور على الريف الشمالي لحماة، بدأ هجومًا جديدًا على سهل الغاب الغربي باتجاه جسر الشغور»، لافتًا إلى أن المعارك تركزت، أمس، في المنطقة المذكورة وفي جبل الأكراد.
وردّ العميد رحال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، نجاح المعارضة بإفشال الهجوم الأول على ريف حماة الشمالي، لـ«الاحتياطات التي اتخذتها الفصائل المقاتلة من تحصينات وتغيير في أماكن التموضع ووقف استخدام وسائل الاتصال»، متحدثًا في هذا الإطار عن «سلسلة تدابير». وأضاف: «المعركة لم تكن مفاجئة بالنسبة لنا لأننا نعلم تمامًا ما تتضمنه الخطة الروسية التي انطلقت بمرحلة أولى بتمهيد ناري بالصواريخ والطائرات الحربية والمروحيات، وبمرحلة ثانية باستخدام راجمات الصواريخ الروسية التي تم نصبها في المنطقة». وأشار رحال إلى حركة نزوح كبيرة من مناطق سهل الغاب باتجاه المناطق المحيطة.
ويقع سهل الغاب بمحاذاة سلسلة جبال تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. وكان تحالف لجماعات مقاتلة معارضة من بينها «جبهة النصرة»، اقتحم المنطقة في أواخر يوليو (تموز) وأجبر القوات الحكومية على التراجع. واستعادة هذه المنطقة سيؤمن معاقل الأسد الساحلية كما يمكن أن تنطلق منها هجمات لطرد مقاتلي المعارضة من مناطق أخرى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات البرية السورية قصفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ سطح - سطح بينما قصفتها الطائرات الروسية من الجو.
وأشار إلى أن 13 من قوات النظام قتلوا كما قتل في الاشتباكات أيضا 11 من مقاتلي المعارضة، في المعارك التي شهدها ريف حماة أول من أمس (الأربعاء).
وقال ضابط في قوات المعارضة برتية ملازم: «إن صواريخ (تاو) كان لها دور كبير في إيقاف تقدم آليات النظام وتدميرها بفعل القدرة التفجيرية العالية التي تسببها لدى إصابتها الآليات الثقيلة، إذ تصهر المعدن الذي يغلف تلك الآليات». وأوضح الملازم الملقب بـ«قناص الدبابات» في حديث صحافي، أن «مدى قذيفة التاو تبلغ أربعة كيلومترات، ولها نسبة إصابة تكاد تكون محققة»، لافتًا إلى أن «الدبابة التي يصيبها التاو تخرج عن الخدمة ولا يمكن إصلاحها وإعادة استخدامها في المعارك مرة أخرى».
بدوره، قال أبو البراء الحموي من جماعة «أجناد الشام» المقاتلة، لـ«رويترز»، إن «الطائرات الروسية تقصف منذ الفجر.. وهذه ليست المرة الأولى التي يقصف فيها الروس المنطقة»، لكنه وصف هذا الهجوم بـ«الأشرس». وأضاف: «الطيران الروسي يقصف منذ الفجر. هناك محاولة تقدم للنظام، لكن الأوضاع تحت سيطرتنا».
وأفادت مواقع «حزب الله» لخسارة «جيش الفتح» مساحة 70 كلم بعد «سيطرة وحدات الجيش السوري على مساحة تبلغ نحو خمسين كيلومترًا على محور مورك، وعشرين كيلومترًا على محور قلعة المضيق في المنطقة ذاتها بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المدفعية الثقيلة والمتوسطة إضافة إلى سلاح الطيران، الذي استهدف بغاراته مراكز وتجمعات ونقاط انتشار المسلحين في القرى التي جرت فيها العمليّة والقرى المجاورة لها».
وأشارت هذه المواقع إلى سيطرة الجيش السوري أيضًا على قريتي معركبة وعطشان، وتلتي سكيك والحوير على محورٍ أول، وفي محور آخر، سيطر الجيش على بلدة كفرنبودة، وقرية المغير شرق قلعة المضيق، وتل الصخر شمال شرق المغير، وتل عثمان غرب بلدة كفرنبودة في منطقة ريف حماة الشمالي.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.