جلسة عاصفة في مجلس الوزراء تربك العبادي وتخلط أوراق التحالف الرباعي

بغداد تتخلى عن واشنطن وتطلب تدخل موسكو لضرب «داعش»

حيدر العبادي  ... إبراهيم الجعفري  ... عادل عبد المهدي
حيدر العبادي ... إبراهيم الجعفري ... عادل عبد المهدي
TT

جلسة عاصفة في مجلس الوزراء تربك العبادي وتخلط أوراق التحالف الرباعي

حيدر العبادي  ... إبراهيم الجعفري  ... عادل عبد المهدي
حيدر العبادي ... إبراهيم الجعفري ... عادل عبد المهدي

كشف مصدر عراقي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء العراقي شهدت حصول مشادة كلامية وملاسنة بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، بعد أن طلب الجعفري توضيحات بشأن «التحالف الرباعي» مع كل من إيران وروسيا وسوريا.
وقال المصدر إن الجعفري الذي يتزعم التحالف الوطني الذي ينتمي إليه العبادي طلب بعصبية واضحة من العبادي توضيحات بشأن ما بات يطلق عليه التحالف الرباعي قائلا «إنه كوزير للخارجية لم يعلم بهذا التحالف أو التنسيق» إضافة إلى أن العبادي نفسه وحين سئل في نيويورك عن نفس الأمر بدا أنه لا يملك معلومات لديه بالإضافة إلى أن هناك تناقضات في المواقف الحكومية لجهة تأكيد العبادي وجود مثل هذا التنسيق على مستوى المعلومات الاستخبارية ومن ثم القول إنه لم يبدأ بعد.
وأضاف المصدر أن وزراء «المجلس الأعلى الإسلامي» مثل باقر جبر صولاغ (وزير النقل) وعادل عبد المهدي (وزير النفط) وعبد الحسين عبطان (وزير الشباب والرياضة) طالبوا العبادي بتوضيح حول هذا التحالف، ومؤيدين ما ذهب إليه الجعفري، إضافة لوزير التخطيط سلمان الجميلي الممثل عن تحالف القوى العراقية ليكون الوزير الوحيد من خارج التحالف الوطني كان مع الجعفري ليطالب بإيضاح من العبادي حول ذلك التحالف.
وأشار المصدر إلى أن رئيس الأركان العراقي وكالة عثمان الغانمي كان قد طلب منه توقيع وثائق التحالف الرباعي فعبر عن استغرابه لذلك لأنه لم يطلع على شيء. وفي هذا السياق أكد المصدر المطلع أن «التحالف الرباعي قد لا يتجاوز خلية تعاون استخباري لكن هناك من يريد توسيع نطاقه إما لأسباب تتعلق بالقرب من إيران التي تملك تحالفا استراتيجيا مع روسيا وهو الأكثر رسوخا منذ فترة طويلة أو لجهة حمل الولايات المتحدة الأميركية لكي تكون أكثر جدية على صعيد الحرب ضد داعش».
إلى ذلك وفي وقت يجري فيه وفد عراقي برئاسة مستشار الأمن الوطني فالح الفياض مباحثات في موسكو من أجل تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين فإن رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان العراقي حاكم الزاملي أعلن أمس الأربعاء أن العراق قد يطلب قريبا شن ضربات جوية روسية ضد «داعش» في أراضيه وأنه يريد أن تلعب موسكو دورا أكبر من الولايات المتحدة في قتال التنظيم المتشدد بالعراق.
ونقلت وكالة رويترز عن الزاملي قوله «قد يضطر العراق قريبا في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة إلى الطلب من روسيا لتوجيه ضربات وهذا يعتمد على نجاحهم في سوريا»، وأشار الزاملي «نحن نسعى إلى أن يكون لروسيا دور أكبر في العراق... نعم بالتأكيد دور يفوق الدور الأميركي».
إلى ذلك نفت الحكومة العراقية وجود مفاوضات مع روسيا لتوسيع نطاق غاراتها الجوية ضد (داعش) لتشمل العراق أيضًا، وقال سعد الحديثي المتحدث الإعلامي باسم مكتب العبادي في تصريح صحافي أمس الأربعاء إن «مركز التنسيق المشترك الذي يضم ممثلين عن العراق وروسيا وإيران وسوريا، لتبادل المعلومات، سيدخل حيز التنفيذ عند إكمال الاستعدادات اللازمة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفتحه للبدء بالتعاون المعلوماتي بين الأعضاء».
وأشار الحديثي أن «المركز سيفتتح حال استكمال الاستعدادات اللوجستية ووصول ممثلي الدول المعنية». وبشأن ما تداول من معلومات صحافية، عن وجود مفاوضات في روسيا لشن ضربات جوية ضد (داعش) في العراق، نفى المتحدث: «وجود مثل تلك المباحثات»، مستدركًا «لكن هناك لقاءات بين الجانبين لبحث قضية تسليح الجيش العراقي».
وعلى صعيد متصل أكد المتحدث الرسمي باسم قيادة الحشد الشعبي كريم النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق يرحب بكل دعم دولي لدعم العراق في مواجهة داعش، بشرط أن لا يتحول لإملاءات وشروط وضغوط».
وقال النوري بأنه طيلة الفترة الماضية لم يكن التحالف الدولي بقيادة واشنطن جادًا وصادقًا بضرباته ولم يجدوا انحسارا لـ«داعش» في المواجهة على الرغم من تحرير ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وامرلي وسليمان بيك.
وبخصوص التحالف الرباعي الجديد فقد أكد النوري أنه الأكثر جدية ومصداقية ونتمنى أن يكون العراق جامعًا لكل الدول المتقاطعة ويكون ساحة للقضاء على «داعش»، وأما أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والتجاذبات السياسية فهذا مرفوض بشدة.
وأشار النوري أن «الجدية الروسية قد تدفع واشنطن لكي تؤكد وجودها وذاتها وجهودها لضربات مؤثرة بعد سنة ونصف على ضربات خجولة قدمت لـ(داعش) خدمات مجانية» موضحا أن «أميركا تتعاطى مع الإرهاب بازدواجية فهي تدعم المسلحين في سوريا لإسقاط نظام بشار بينما تزعم بأنها تحاربهم في العراق بينما روسيا حاربت (داعش) في سوريا وهي على استعداد لمحاربته في العراق وضرباتها أكثر جدية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.