مجموعات مسلحة تقصف موقعًا للجيش اللبناني بجرود بعلبك.. وتجرح 5 عسكريين

معلومات عن تدهور صحة الأسير.. ووالدته بعد زيارته: لم يعرفني

مجموعات مسلحة تقصف موقعًا للجيش اللبناني بجرود بعلبك.. وتجرح 5 عسكريين
TT

مجموعات مسلحة تقصف موقعًا للجيش اللبناني بجرود بعلبك.. وتجرح 5 عسكريين

مجموعات مسلحة تقصف موقعًا للجيش اللبناني بجرود بعلبك.. وتجرح 5 عسكريين

تعرّض موقع للجيش اللبناني في منطقة جرود رأس بعلبك الحدودية شرق البلاد للقصف بقذائف الهاون، أدى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح طفيفة، نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان لها، أن «مركزًا تابعًا للجيش في منطقة حرف الجرش - رأس بعلبك، تعرّض لسقوط عدد من قذائف الهاون مصدرها المجموعات الإرهابية المسلحة في جرود المنطقة، ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح، وقد ردّت وحدات الجيش على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة».
وقُتل خمسة جنود لبنانيين في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال مواجهات في جرود رأس بعلبك مع مجموعات مسلحة دخلت الأراضي اللبنانية من منطقة القلمون السورية. وتُعتبر منطقة رأس بعلبك وجوارها مركز ثقل لحزب الله، وتشكل امتدادا للمنطقة الحدودية اللبنانية المحاذية للقلمون السورية والمعروفة بسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهي تشكل مع عدد من القرى المحيطة قاعدة خلفية لعمليات حزب الله في الأراضي السورية حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام.
في هذا الوقت، تضاربت المعلومات حول الوضع الصحي لإمام مسجد بلال بن رباح السابق، الشيخ أحمد الأسير، الموقوف منذ شهرين في ملف أحداث عبرا التي أسفرت عن مقتل العشرات من ضباط وعناصر الجيش اللبناني والمدنيين. وفيما أعلنت والدته مريم حاجو، أن ابنها في «حالة صحية سيئة للغاية وهو يشارف على الموت»، أكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «وضع الأسير الصحي لا يدعو للقلق أبدًا، حيث تقدّم له العناية الطبية اللازمة، ويخضع لإشراف طبيب السجن يوميًا». وأشار إلى أن «حالة هذا الموقوف لا تستدعي نقله إلى المستشفى، وعندما يطلب طبيبه لن يتردد القضاء في الموافقة على ذلك». ولفت المصدر القضائي إلى أن الأسير «يتناول أدويته بشكل عادي ومن دون انقطاع».
وقالت والدة الأسير لـ«الشرق الأوسط»: «قابلته أمس (أول من أمس) في سجن الريحانية (في منطقة اليرزة في جبل لبنان)، فلم يعرفني، رغم أن الزجاج فقط يفصل بيني وبينه، رأيته بحالة رهيبة كأنه يموت». وأوضحت أنه «تعرف على شقيقته (نهاد الأسير) لكنه لم يعرفني، كان يضع يده على صدره ويقول لنا إنني أحتضر، وسلمولي على الأولاد». أضافت والدة الأسير: «لم يكن ولدي في أي يوم من الأيام ضدّ الجيش أو الدولة حتى يعامل بهذه الطريقة، نحن لا نطلب أن يكون نزيل فندق 5 نجوم، بل أن يعامل معاملة إنسانية»، لافتة إلى أنه «منقطع عن تناول الطعام منذ خمسة أيام بسبب تدهور حالته الصحية». وكان جهاز الأمن العام اللبناني، أوقف الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في 15 أغسطس (آب) الماضي، خلال محاولته السفر إلى مصر ومنها إلى نيجيريا. وجاء التوقيف تنفيذًا لقرار اتهامي صادر بحقه، يطلب له عقوبة الإعدام بوصفه المسؤول الأول والمحرض على معركة عبرا التي وقعت يومي 23 و24 يونيو (حزيران) 2013.
من جهته، أفاد وكيل الأسير المحامي أنطوان نعمة، بأن «فريق الدفاع تقدم بمذكرة إلى المحكمة العسكرية في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، طلبنا فيها تعيين لجنة طبية للكشف على الموكّل يكون بينها طبيبه الخاص الدكتور محمد الصياد الملمّ بوضعه الصحي، ولكون الأسير يعاني من ارتفاع وانخفاض مفاجئ في السكري، إضافة إلى إصابته بمرض روماتيزم في عضلة القلب».
وأشار وكيل الأسير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن فريق الدفاع «قام أمس (أول من أمس) بزيارة سجن وزارة الدفاع لمقابلته، لكننا فوجئنا بنقله إلى سجن الريحانية (التابع للشرطة العسكرية)، وعلى الأثر قامت والدته وشقيقته بزيارته، فصدمتا بوضعه الصحي السيئ، ولاحظتا أنه لم يكن يضع نظاراته، ويتلمّس خطاه ويقف على قدميه بصعوبة بالغة، عدا عن إصابته بتقوّص في قرنية العين، حتى أنه لم يستطع التكلم مع والدته وشقيقته، وأكثر أجوبته كانت بالإيماء أو بصوت منخفض جدًا». وحذّر طعمة من أن «أي انتكاسة صحية قد تودي بحياة الموكل».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.