داعشية سعودية.. دافعت عن الموقوفين وبايعت البغدادي

هربت 30 رسالة لأحد المطلوبين.. ومحاكمتها بدأت في الرياض أمس

داعشية سعودية.. دافعت عن الموقوفين وبايعت البغدادي
TT

داعشية سعودية.. دافعت عن الموقوفين وبايعت البغدادي

داعشية سعودية.. دافعت عن الموقوفين وبايعت البغدادي

بايعت سيدة سعودية تنظيم «داعش» الإرهابي، وتواصلت مع عناصره في سوريا، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك بعد أن تأثرت بإيقاف خالها، أحد عناصر تنظيم «القاعدة» بالسعودية، ومحاكمته قضائيا؛ حيث عملت على تهريب 30 رسالة ورقية من خالها الموقوف، وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تحريض أهالي الموقوفين في قضايا أمنية، وتأليب الرأي العام وإثارة الفتنة في السعودية.
ومثلت السيدة السعودية الموقوفة، والتي تحمل شهادة الماجستير، أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة الرياض أول من أمس، للرد على الاتهامات التي وجهت لها من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام، وذلك بعد أن قبض عليها في العام الماضي.
وأقرت الموقوفة في اعترافاتها بأنها تأثرت بسجن خالها الموقوف منذ 10 سنوات، مما دعاها إلى اعتناق فكرة الدفاع عن المساجين، خصوصا أن خالها انضم إلى خلية إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة القصيم، تدعو إلى التكفير والخروج المسلح على ولي الأمر، وإهدار مقدرات الدولة، واستباحة الدماء المعصومة، وتفجير المجمعات السكنية، والمنشآت الحكومية، وقتل رجال الأمن والمعاهدين.
واعترفت المتهمة، بالتواصل مع أحد الحسابات على موقع «تويتر»، واسمه «المناصرون»، يدعو إلى تأليب الرأي العام، لعمل فيديو عن السجناء الموقوفين في القضايا الأمنية، من بينهم خالها الذي كان يعمل في أحد المعاهد العلمية، فيما تواصلت مع أسر الموقوفين لنشر أسمائهم من أجل إثارة الفتنة، وشاركت في إعداد بعض الحملات المناوئة للدولة، ونشر ملصقات على أعمدة الإنارة في الشوارع، وتوزيع القصاصات الوزرية في المساجد.
وأضافت خلال التحقيق أن صاحب الحساب التحريضي لم يطلب منها أي أعمال تقنية تدعو إلى إثارة الفتنة وتأليب الرأي العام، حيث إن جميع ما تنشره على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان مبادرات منها، وتعمل على إعدادها بعد أخذ الموافقة من المحرضين.
وأقرت المتهمة بأن خالها الموقوف يقوم بتهريب بعض القصاصات الورقية، بنحو 30 قصاصة، في المطالبات بإخراج عدد من قيادات الفكر التكفيري، بعد أن صدرت بحقهم أحكام بالسجن لمدد طويلة، حيث تعمل الموقوفة على نشرها في موقع «تويتر»، عبر الحسابات التحريضية للفكر المتطرف. وتواصلت الموقوفة التي تكنى «أم أويس»، مع عناصر من تنظيم «داعش»، وسألتهم عن بعض المسائل الشرعية في عملية البيعة لـ«أبو بكر البغدادي»، وكيفيتها، وبايعته على السمع والطاعة له، كما تواصلت أيضًا مع أحد المعرفات المؤيدة لتنظيم «داعش»، وطلب منها تقديم خدمات لهم، فوافقت الموقوفة، ولبت طلباتهم في إعداد مقطع لمناظرة بين «كتيبة أحرار الشام»، وتنظيم «داعش»، وقامت بالدفاع عن «داعش» عبر «تويتر»، وأيدت حادث تسلل ستة أشخاص عبر منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن في 2014، بعد أن صدتهم القوات الأمنية السعودية وقتلت ثلاثة من المهاجمين، وقبض على رابع مصاب، واسمه صالح السحيباني، فيما فجر اثنان آخران نفسيهما بحزام ناسف بعد محاصرتهما داخل مبنى استقبال المواطنين بالمديرية العامة للمباحث الأمنية في محافظة شرورة.
يذكر أن تنظيم «داعش» عمل على استدراج الشباب وصغار السن إلى سوريا، للانضمام إلى عناصر التنظيم الإرهابي، وجرهم للقيام بأعمال انتحارية في سوريا، فيما قام التنظيم باستهداف الشباب في السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا، للقيام بأعمال انتحارية داخل المساجد، وكذلك عمليات إرهابية، مستخدمين أحزمة ناسفة، حيث عملت السلطات الأمنية على إحباط كثير من العمليات الإرهابية، وإبطال مفعول كثير من الأحزمة الناسفة، فيما قبضت على شباب سعوديين كانوا على وشك تنفيذ أعمال انتحارية.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.