البيشمركة تنفي تقارير تسلمها عجلات غير مدرعة من الولايات المتحدة

صدت هجمات لتنظيم داعش في سنجار وجنوب كركوك

عنصر في البيشمركة يحتمي وراء دبابة خلال معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
عنصر في البيشمركة يحتمي وراء دبابة خلال معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

البيشمركة تنفي تقارير تسلمها عجلات غير مدرعة من الولايات المتحدة

عنصر في البيشمركة يحتمي وراء دبابة خلال معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
عنصر في البيشمركة يحتمي وراء دبابة خلال معارك مع تنظيم داعش جنوب كركوك الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

نفت وزارة البيشمركة أمس ما أوردته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن أن العجلات التي استلمتها الوزارة من الولايات المتحدة الأميركية ليست مدرعة وتشكل خطورة على قوات البيشمركة في جبهات القتال ضد تنظيم داعش.
وقال رئيس أركان قوات البيشمركة، الفريق جمال محمد، لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة البيشمركة استلمت منذ بداية الحرب ضد تنظيم داعش وحتى الآن 25 عجلة أميركية من نوع (إم آر إيه بي) المدرعة من وزارة الدفاع العراقية التي استلمتها هي الأخرى من الولايات المتحدة الأميركية بداية العام الحالي، وليست لدينا ملاحظات على هذه العجلات المدرعة منذ استلامها وقوات البيشمركة تستخدمها في جبهات القتال، وأثبتت جدارتها، فقد وزعت على قوات الإسناد الأولى والثانية في البيشمركة وشاركت في المعارك ولم تكن لديهم أي ملاحظات عليها».
وكانت شبكة «فوكس نيوز الإخبارية» الأميركية نقلت عن العضو السابق في القوات الخاصة الأميركية والخبير العسكري فيل هايدكرت قوله إن «العجلات العسكرية التي وصلت إلى قوات البيشمركة غير مدرعة وتشكل خطورة على حياة المقاتلين في بلد مليء بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتفجرات»، كما نقلت الشبكة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية قولهم إن «المستلزمات العسكرية التي سلمت إلى العراق وإقليم كردستان كانت بعنوان الأجهزة المستعملة ومن الدرجة الدنيا»، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تسلم تكنولوجيا الدروع لأي من حلفائها.
وبالتزامن مع قضية المدرعات الأميركية، طالب أمس تحالف الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي، الحكومة العراقية بإرسال جرحى البيشمركة إلى خارج العراق لتلقي العلاج. وقال النائب شاخوان عبد الله، مقرر لجنة الأمن والدفاع النيابية: «أصدرنا أمس بيانا تحدثنا فيه عن بطولات وتضحيات قوات البيشمركة في الحرب ضد تنظيم داعش، وطالبنا الحكومة العراقية بإرسال جرحى قوات البيشمركة إلى خارج العراق لتلقي العلاج على حساب الحكومة الاتحادية باعتبارها جزءا من منظومة الدفاع العراقية، وسيتم توجيه هذا الطلب إلى الحكومة عن طريق البرلمان»، مؤكدا أن وزارة البيشمركة أرسلت من قبل الكثير من مقاتلي قوات البيشمركة الجرحى إلى الخارج لتلقي العلاج.
من جهة أخرى، شهدت سنجار أمس معارك ضارية بين قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم داعش، وتمكنت البيشمركة من التصدي لهجومين شنه مسلحو التنظيم على مواقعها. وقال العقيد عيسى زيويي، آمر اللواء الرابع في قوات البيشمركة المرابطة في محور سنجار: «وصلتنا معلومات استخباراتية عن استعداد (داعش) لشن هجوم على أحد مواقع البيشمركة في سنجار، لذا بدأنا بقصف استباقي لمواقع التنظيم، وبالفعل شن التنظيم هجوما على مواقعنا من ثلاثة محاور شرق سنجار ومن وسطها ومن منطقة قصر سمايل بك واندلعت معارك ضارية استخدمت فيها كل الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واستمرت أكثر من ساعة حتى باشر طيران التحالف الدولي غاراته على مواقع التنظيم في منطقتي ست زينب وحي نصر، وحسب معلوماتنا قتل خلال الغارات أكثر من 12 مسلحا من (داعش)، ومن ثم بدأ التنظيم بهجوم ثان من ثلاثة محاور رئيسية هي مناطق ست زينب وسمايل بك وحي النصر مستفيدا من الأحوال الجوية السيئة التي شهدتها المنطقة إلا أن قواتنا تصدت لهم ففروا من ساحة المعركة، ولم يلحق الهجوم أي خسائر في صفوف البيشمركة سوى إصابة بعض المقاتلين بجروح خفيفة، بينما تكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والآليات».
وفي السياق ذاته، أعلنت قوات البيشمركة أمس أنها أحبطت خلال اليومين الماضيين هجومين لتنظيم داعش على مواقعها في قرية الكبيبة الاستراتيجية (جنوب غربي كركوك). وقال حسين يزدان بنا، أحد قادة قوات البيشمركة في محور غرب كركوك: «حاول مسلحو (داعش) خلال اليومين الماضيين استعادة السيطرة على قرية الكبيبة الاستراتيجية من خلال شن هجومين متتالين من قرية العطشانة الواقعة في حوض ألبو حمدان، وبدأوا هجماتهم بقصف مواقعنا بقذائف الهاون من عيار 120 ملم الثقيلة والمدافع الرشاشة، و من ثم بدأوا بالتقدم، لكن قوات البيشمركة كانت لهم بالمرصاد وتصدت لهم وألحقت بهم خسائر كبيرة أجبرتهم على الفرار، تاركين وراءهم العشرات من القتلى والآليات المحترقة»، مؤكدا أن قرية الكبيبة التي تتكون من 600 بيت مهمة بالنسبة للتنظيم لموقعها الاستراتيجي وكان يستخدمها من قبل كقاعدة عسكرية ينشر منها قواته في المنطقة.
يذكر أن قوات البيشمركة استطاعت الأسبوع الماضي وخلال عملية عسكرية موسعة جنوب غرب كركوك تحرير 19 قرية من تنظيم داعش، كانت قرية الكبيبة واحدة منها. وذكرت مصادر في البيشمركة أن التنظيم فخخ كل الطرق والمنازل في هذه القرى بالعبوات الناسفة قبل فراره منها.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.