الجزائر: مصير غامض لجنرال اعتقل بشبهة إفشاء أسرار عسكرية

بن حديد ثاني ضابط كبير يتعرض للسجن في ظرف شهرين

الجزائر: مصير غامض لجنرال اعتقل بشبهة إفشاء أسرار عسكرية
TT

الجزائر: مصير غامض لجنرال اعتقل بشبهة إفشاء أسرار عسكرية

الجزائر: مصير غامض لجنرال اعتقل بشبهة إفشاء أسرار عسكرية

يواجه ضابط سامٍ جزائري كبير، عرف بحملاته الإعلامية ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وشقيقه، تهما خطيرة تتعلق بـ«إفشاء أسرار عسكرية» وبـ«القذف» في حق شخصيات بارزة تنتمي لما يعرف بـ«جناح الرئاسة في النظام».
وتضاربت معلومات أمس بشأن مصير الجنرال حسين بن حديد، مستشار وزير الدفاع سابقا، الذي اعتقله رجال الدرك الأربعاء عندما كان مع ابنه قرب مكان إقامته بأعالي العاصمة. وقال مصدر مطلع على القضية، رفض نشر اسمه، إن بن حديد يوجد في الحجز تحت النظر لدى الشرطة القضائية التابعة للدرك، وتحديدا بمقر الدرك لولاية الجزائر العاصمة. ومدة الحجز تحت النظر، في «قانون الإجراءات الجزائية» الجزائري، محصورة في 48 ساعة، قابلة للتجديد لمدة 48 ساعة أخرى.
وكتبت صحيفة «الوطن» الفرانكفونية أمس أن الجنرال يوجد في الحبس الاحتياطي. ويعني ذلك أن الدرك أحال ملفه على قاضي التحقيق بالمحكمة المدنية، ووجه له التهمة، ووضعه في السجن إلى غاية استكمال التحقيق ثم محاكمته.
واعتقل الجنرال في ظروف غير عادية، ذلك أن الإجراءات الرسمية تلزم الشرطة أو الدرك بتوجيه استدعاء لأي شخص محل شكوى. لكن في حالة بن حديد فقد تم إيقافه في الشارع، واقتياده إلى مركز الأمن، وفي اليوم الموالي تنقل فريق من محققي الدرك إلى بيته لتفتيشه.
وتقول مصادر غير رسمية إن تهمة «إفشاء أسرار عسكرية» تعود إلى خوض الجنرال إعلاميا في تفاصيل المفاوضات التي جرت بين المخابرات والإسلاميين المسلحين، منتصف تسعينات القرن الماضي. كما خاض في قضايا دقيقة تتعلق باختراق صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة. وفي كل الأحوال تبدو القضية غامضة بسبب عدم صدور أي شيء من وزارة الدفاع حول القضية، هذا إن كانت هي فعلا الجهة التي حركت الدعوى ضد بن حديد.
وكان رجل الأعمال الشهير علي حداد، رئيس «منتدى رؤساء المؤسسات»، قد أعلن الأسبوع الماضي عزمه متابعة الجنرال قضائيا بتهمة «السب والتشهير». وقد صرح بن حديد قبلها بأيام على أمواج إذاعة خاصة، تبث برامجها على الإنترنت، بأن «الفضل في القذف بحداد على رأس منتدى رؤساء المؤسسات، يعود إلى السعيد بوتفليقة»، شقيق رئيس الجمهورية ومستشاره الخاص. وقد نال السعيد حقه هو أيضا من هجوم بن حديد، إذ وصفه بـ«الرجل المخبول»، وقال أيضا إنه «سيلتهم رأس قايد صالح (رئيس أركان الجيش) بعدما كان وراء عزل الجنرال توفيق»، مدير المخابرات العسكرية الذي عزله الرئيس في 13 من الشهر الماضي.
ولمح وزير العدل الطيب لوح أول من أمس إلى قضية بن حديد، إذ صرح لصحافيين أن «عدة أطراف تدلي بتصريحات دون حسيب ولا رقيب»، وحذر من «مغبة الوقوع تحت طائلة المتابعة الجزائية، بسبب التعبير عن مواقف غير مسؤولة».
يشار إلى أن بن حديد، هو ثاني جنرال يعتقل في ظرف شهرين بعد توجيه تهمة «التعامل مع جماعة مسلحة» للواء عبد القادر آيت وعرابي، الشهير بالجنرال حسان، مسؤول قسم محاربة الإرهاب في جهاز المخابرات سابقا، وعد سجنه ضربة لمدير المخابرات المخلوع.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.