أوباما يطالب بمزيد من السيطرة على الأسلحة بعد مقتل 10 أشخاص داخل حرم جامعي

منفذ الهجوم أمر الضحايا بتحديد دياناتهم قبل أن يطلق النار عليهم

دونيس سميث التي عاينت مقتل أحد أساتذتها تعانق إحدى الأمهات بعد نجاتها من الهجوم الذي استهدف طلاب كلية أومبكوا في روزبرج أول من أمس (رويترز) .. وفي الاطار منفذ الهجوم كريس هاربر ميرسر
دونيس سميث التي عاينت مقتل أحد أساتذتها تعانق إحدى الأمهات بعد نجاتها من الهجوم الذي استهدف طلاب كلية أومبكوا في روزبرج أول من أمس (رويترز) .. وفي الاطار منفذ الهجوم كريس هاربر ميرسر
TT

أوباما يطالب بمزيد من السيطرة على الأسلحة بعد مقتل 10 أشخاص داخل حرم جامعي

دونيس سميث التي عاينت مقتل أحد أساتذتها تعانق إحدى الأمهات بعد نجاتها من الهجوم الذي استهدف طلاب كلية أومبكوا في روزبرج أول من أمس (رويترز) .. وفي الاطار منفذ الهجوم كريس هاربر ميرسر
دونيس سميث التي عاينت مقتل أحد أساتذتها تعانق إحدى الأمهات بعد نجاتها من الهجوم الذي استهدف طلاب كلية أومبكوا في روزبرج أول من أمس (رويترز) .. وفي الاطار منفذ الهجوم كريس هاربر ميرسر

قالت السلطات الأميركية أمس إن مسلحا فتح النار داخل معهد تعليمي في جنوب غربي ولاية أوريجون أول من أمس، فقتل عشرة أشخاص وأصاب سبعة آخرين، قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص في أحدث واقعة للقتل العشوائي داخل حرم جامعي في الولايات المتحدة.
وقتل المشتبه به في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة داخل كلية «أومبكوا» في روزبرج عقب الحادث، وقال شهود إن المشتبه به بدأ في إطلاق عشرات الرصاصات داخل حجرة دراسية مزدحمة بطلاب كانوا يصرخون.
ولم يعلن عن هوية المسلح من جانب السلطات المحلية. لكن مصدرا بجهاز إنفاذ القانون قال: إن المشتبه به يدعى كريس هاربر ميرسر، فيما قالت وسائل إعلام أخرى إن عمره لا يتجاوز 26 عاما، فيما قالت شبكة «سي.إن.إن» إن منفذ الهجوم كان مسلحا بثلاثة مسدسات وبندقية طويلة، وكان يرتدي واقيا.
وحسب شهود عيان نجوا من الحادث المروع، فإن المسلح أمر الطلبة، الذين كانوا يرتعدون ويصرخون، بالوقوف وأن يحددوا دياناتهم قبل أن يشرع في إطلاق النار عليهم واحدا تلو الآخر، إذ قال والد ستاسي بويلان، وهي طالبة نجت من الهجوم بعد أن تظاهرت بأنها ماتت، لشبكة «سي.إن.إن» إن القاتل «بدأ يسأل الواحد تلو الآخر عن ديانته بقوله هل أنت مسيحي.. إذا كنت مسيحيا قف... ثم أطلق النار عليهم وقتلهم، واستمر في المرور على صفوف الطلبة وهو يفعل نفس الشيء معهم».
ويعتقد أن ميرسر قال لضحية أخرى في الحادث بأنه انتظر سنوات لينفذ الهجوم في «أومبكوا كوميونيتي كوليدج» في بلدة روزبرج.
ولم تذكر السلطات شيئا عن دوافع المسلح. لكن جون هانلن، رئيس شرطة بلدية دوجلاس، أعلن في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس أن سلطات إنفاذ القانون «تجري تحقيقا بشأن الشخص الذي أطلق النار ودوافعه، والتحقيق مستمر الآن»، لكنه رفض الإفصاح عن اسم المسلح، وقال للصحافيين «لن أمنحه الشهرة التي ربما سعى إليها من خلال عمله الجبان المروع». وتعد مذبحة روزبرج هي الأحدث في سلسلة حوادث إطلاق النار العشوائي داخل كليات ودور للسينما وقواعد عسكرية، وكنائس أميركية في السنوات القليلة الماضية. لكنها أيضا الأكثر فتكا هذا العام مقارنة بالحادث الذي قتل فيه تسعة أشخاص في معركة بالأسلحة النارية بين راكبي الدراجات النارية في واكو بولاية تكساس في مايو (أيار) الماضي، والتسعة الذين لقوا مصرعهم في هجوم على كنيسة للسود في تشارلستون بجنوب كاليفورنيا.
وأثارت حوادث القتل مطالبات بمزيد من السيطرة على الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، حيث يحمي التعديل الثاني بالدستور الأميركي ملكية الأسلحة النارية.
لكن حادث أول من أمس على الخصوص أثار غضب واستهجان الرئيس باراك أوباما الذي قال للصحافيين خلال ندوة عقدت مباشرة بعد واقعة إطلاق النار في قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، إن الحادث يجب أن يدفع الأميركيين إلى مطالبة المسؤولين المنتخبين بمزيد من السيطرة على الأسلحة النارية، مضيفا أن حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة أصبحت «شيئا روتينيا.. لقد أصبحنا فاقدي الحس تجاه هذا».
وبكلمات غاضبة كرر الرئيس الأميركي القول بأن قوانين حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة تحتاج إلى تغيير، وخص بالانتقاد جماعة الضغط القوية المدافعة عن حق الأفراد في امتلاك سلاح، قائلا إنها تمنع إصلاح تلك القوانين.
وشجب أوباما افتقاد «الحس السليم» تجاه قوانين السيطرة على السلاح، بقوله إن «هذا خيار سياسي نتخذه بأن يتم السماح لذلك بالحدوث كل بضعة أشهر في أميركا... ونحن جميعا مسؤولون أمام أسر الذين يفقدون ذويهم بسبب تقاعسنا عن العمل».
وتابع أوباما في بيان غلبت عليه العاطفة «مشاعرنا وصلواتنا ليست كافية. هذا لا يكفي.. وهذا لا يفعل شيئا لمنع هذه المجازر من الحدوث في مكان آخر بأميركا خلال الأسبوع القادم، أو بعد شهرين من الآن»، مؤكدا أن فكرة منع الدستور الأميركي لأي سيطرة «متواضعة على السلاح لا معنى لها»، وأن أميركا هي البلد الوحيد على كوكب الأرض الذي تحدث فيه هذه الحوادث لإطلاق النار كل أشهر قليلة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.