البيشمركة تحرر 19 قرية من «داعش» بمساندة قوات التحالف في كركوك

تم قتل 18 من الإرهابيين في العمليات واستمرار ملاحقتهم شمال العراق

البيشمركة تحرر 19 قرية من «داعش» بمساندة قوات التحالف في كركوك
TT

البيشمركة تحرر 19 قرية من «داعش» بمساندة قوات التحالف في كركوك

البيشمركة تحرر 19 قرية من «داعش» بمساندة قوات التحالف في كركوك

تمكنت قوات البيشمركة أمس وبإسناد من طيران التحالف الدولي من تحرير 19 قرية من القرى الواقعة جنوب وغرب محافظة كركوك من مسلحي تنظيم داعش، بينما أكد مصطفى سيد قادر وزير البيشمركة في حكومة إقليم كردستان أن العملية انتهت بنجاح، مبينا أن البيشمركة لها برنامج لتحرير المناطق الكردستانية من داعش. وشهدت المعارك أمس قتل أكثر من 18 عنصرا من تنظيم داعش وإصابة نحو 45 آخرين، بينما بلغ عدد قتلى قوات البيشمركة 10 جنود وأصيب 15 آخرون بجروح.
وقال سيد قادر الذي شارك في معارك اأمس، لـ«الشرق الأوسط»: إن «العملية العسكرية التي بدأتها قوات البيشمركة انتهت صباح أمس بنجاح، وتمكنت البيشمركة من تحرير منطقة تصل طولها إلى 28 كيلومترا»، مبينا أن طائرات التحالف الدولي كانت لها دور مهم وفعال في العملية، ونفذت غارات جوية مؤثرة، مؤكدا أن قوات البيشمركة والآسايش (الأمن الكردي) هي الوحيدة المشاركة في العملية.
وحول نية قوات البيشمركة بالتقدم باتجاه قضاء الحويجة الخاضع لسيطرة التنظيم جنوب كركوك، قال سيد قادر «حاليا ليس لدينا أي برنامج لتحرير الحويجة، لكن لدينا برنامج لتحرير المناطق الكردستانية، ونطبق هذا البرنامج وبحسب خطتنا بين الحين والآخر لتحرير هذه المناطق من تنظيم داعش».
إلى ذلك قال قائد قوات البيشمركة في محاور كركوك، و الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، محمد حاج محمود من الخط الأمامي لجبهات القتال إن «قوات البيشمركة بدأت في الساعة الرابعة من فجر أمس عملية موسعة لتحرير 19 قرية من القرى الواقعة جنوب وغرب محافظة كركوك، والممتدة من منطقة تل الورد وشيخ خلف حتى حدود قضاء دبس»، مضيفا أن أهمية العملية تكمن في سيطرة قوات البيشمركة على غالبية الطرق الرابطة بين ناحيتي رشاد والرياض التابعة لقضاء الحويجة (جنوب غربي كركوك) ومدينة الموصل الخاضعة لتنظيم داعش، الذي كان مسلحو التنظيم يستخدمونها للتنقل ما بين الموصل والمناطق الخاضعة لهم في أطراف كركوك.
وكانت من بين أبرز القرى والمناطق التي حررتها قوات البيشمركة أمس خلال عمليتها الموسعة قرى (الكبيبة والسدة والمنصورية وسيد خلف وكواز عرب وكواز كرد ومرتفعات الغرة الاستراتيجية) وعملت طائرات التحالف الدولي على توجيه ضرباتها بساعات على المعركة ليبدأ بعدها قصف مدفعي لقوات البيشمركة استهدفت مواقع التنظيم في تلك المناطق.
وفي السياق ذاته، قال حسين يزدان بنا، أحد قادة البيشمركة في محور غرب كركوك، إن القرى التي حررتها البيشمركة في هذه المنطقة تعتبر قرى كبيرة يبلغ عدد المساكن في غالبيتها نحو 250 مسكنا، حيث كانت تمثل قرية الكبيبة أكبر قاعدة عسكرية للتنظيم في تلك المنطقة.
وأشار يزيدان إلى أن عددا من مسلحي تنظيم داعش قتلوا في المعارك مع قوات البيشمركة وفي غارات التحالف الدولية خلال العملية، كاشفا إلى أن مسلحي التنظيم الذين شاركوا في معارك أمس ضد البيشمركة كانوا من المسلحين العراقيين والعرب غير العراقيين والأجانب، ملمحا إلى أن مسلحي التنظيم بعد هزيمتهم أمام البيشمركة فروا إلى القرى الأخرى في حوض الحويجة.
من جانبه قال العقيد بابير شيخ وساني، آمر الفوج الرابع ضمن اللواء الحادي عشر بيشمركة، إن «العبوات الناسفة التي فخخ بها تنظيم داعش كل الطرق والمباني في هذه المناطق شكلت عائقا أمام تقدم قوات البيشمركة بسرعة خلال الهجوم، إلا أن فرق الهندسة العسكرية التابعة للبيشمركة تمكنت من تطهير كل العبوات الناسفة وفتحت الطريق أمام قواتنا للتقدم باتجاه تحرير المناطق حسب الخطة المرسومة لذلك».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.