ليبيا: اعتراض على بنود المسودة السابعة للاتفاق السياسي الليبي

بنغازي تتهم مصراتة بإرسال جرافات داعمة للمتشددين

ليبيا: اعتراض على بنود المسودة السابعة للاتفاق السياسي الليبي
TT

ليبيا: اعتراض على بنود المسودة السابعة للاتفاق السياسي الليبي

ليبيا: اعتراض على بنود المسودة السابعة للاتفاق السياسي الليبي

أبدت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، وجهة نظر متشددة حيال أحدث نسخة من مشروع توقيع اتفاق سلام ينهي الصراع على السلطة في البلاد عبر تشكيل حكومة وفاق وطني، وذلك برعاية الأمم المتحدة، حيث اعترض الشيخ الصادق الغرياني، مفتي ليبيا السابق، والمقال من منصبه، على بنود المسودة السابعة للاتفاق السياسي الليبي، التي وزعتها بعثة الأمم المتحدة على مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، وهو الاتفاق الذي يستهدف إنهاء الصراع السياسي على السلطة في البلاد.
وعد الغرياني، في كلمة ألقاها بندوة مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس، أن نص المادة الخامسة من المبادئ الخاصة بتحكيم الشريعة الإسلامية غير كاف، معربا عن رغبته في أن يكون النص محكوما، مثل النص الوارد في التعديل الدستوري التاسع الذي أجراه البرلمان السابق، والذي يشير إلى أن «ليبيا دولة مسلمة مستقلة، والشريعة الإسلامية مصدر كل تشريع، ويعتبر باطلا كل تشريع يصدر مخالفا لأحكامها وتشريعها، وتكفل الدولة لغير المسلمين حرية ممارسة شعائرهم».
ودعا الغرياني إلى تحصين تطبيق الشريعة، مشيرا إلى أن ما ورد بالمسودة بشأن الإرهاب نص عائم، ولا بد من تعريفه وتوصيفه، مضيفا أن «كل مجرم خارج عن القانون يستطيع أن يستعمله لقتل الناس، ولذلك يجب ألا نجعلها عائمة، ونجددها، ونحن لا نرضى بترك الأمر هكذا، فلا يكون خروج عن القانون حلالا، وخروج آخر حراما، وهو انقلاب على السلطات».
من جهته، انتقد خليفة الغويل، رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، التي تدير العاصمة طرابلس بدعم من ميلشيات «فجر ليبيا» المتشددة، إصرار مجموعة من أعضاء الوفد المكلف بالحوار مع برلمان طرابلس على الاستمرار في التعاطي مع مسودات الحوار، التي وصفها بالمشبوهة ومتضاربة البنود، وتتعارض في تفاصيلها مع الثوابت الوطنية العليا.
وأبدى الغويل استغرابه لما وصفه بالتسرع غير المحسوب من قبل بعض الأشخاص المكلفين بالحوار، وقبولهم لأي حلول دون الأخذ بعين الاعتبار التصعيد المتعمد من قبل الانقلابيين، ومن يساندهم من العصابات المجرمة الخارجة عن القانون، التي تقصف المدن في بنغازي ودرنة والكفرة. إلى ذلك، حث مجلس بنغازي البلدي، مدينة مصراتة على التدخل لإيقاف الجرافات الداعمة للجماعات المتشددة في مدينة بنغازي شرق البلاد. وحمل المجلس في بيان له بلدية مصراتة وقوات «درع الوسطى»، ومجلس الحكماء والمجلس العسكري، المسؤولية الأخلاقية والقانونية حيال ما يرتكب في حق المدينة، كما تعهد بملاحقة الجناة ومن يدعمهم دفاعا عن حياة أهالي المدينة.
ولفت المجلس إلى حصوله على أدلة قاطعة من خلال شهادات الأسرى وشرائط الفيديو، تؤكد تورط الجرافات التي تنقل المقاتلين والذخائر والأسلحة إلى مدينة بنغازي من شواطئ مصراتة، لافتا إلى أن مصراتة لم تعلن إخلاء مسؤوليتها عن هذه الأعمال العدائية.
وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان وكالة الأنباء الموالية لحكومة طرابلس قرب تدشين ما يسمى بالمشروع الوطني لحل الأزمة الليبية خلال مؤتمر صحافي، يعقده فريق خبراء المشروع صباح الأحد المقبل. ونقلت الوكالة عن مصادر أن المشروع يرتكز على رؤية وطنية تأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية العليا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.