الحكومة الروسية ترفض الاقتراح برفع الضرائب على القطاع النفطي

قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج خلال 3 سنوات بمقدار 100 مليون طن

الحكومة الروسية ترفض الاقتراح برفع الضرائب على القطاع النفطي
TT

الحكومة الروسية ترفض الاقتراح برفع الضرائب على القطاع النفطي

الحكومة الروسية ترفض الاقتراح برفع الضرائب على القطاع النفطي

قرر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف عدم إدخال أي تعديلات على الرسوم الضريبية في مجال استخراج المواد الخام، التي تتناول بصورة رئيسية الضريبة على الإنتاج النفطي في روسيا. وبحثت الحكومة الروسية أول من أمس اقتراحا تقدمت به وزارة المالية الروسية بنص على تغيير في صيغة حساب قيمة الضريبة على الإنتاج النفطي، وعلى رسوم الصادرات النفطية، لسد الفجوات في الميزانية الحكومية. إذ يؤكد اقتراح وزارة المالية الروسية أن هذه التعديلات ستحقق دخلا للميزانية الحكومية بقدر 600 مليار روبل روسي.
وقد أثار هذا الاقتراح حفيظة الشركات النفطية الروسية التي وجهت خطابا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذرت فيه من أن زيادة العبء الضريبي على القطاع النفطي قد تؤدي إلى تراجع إنتاج النفط خلال ثلاث سنوات بمقدار 100 مليون طن، ما يمثل 20 في المائة من إجمالي الإنتاج، وقد يتسبب بعجز عدد من الشركات النفطية، فضلا عن ارتفاع الأسعار على المحروقات في السوق المحلية، وبضرب قطاع الصناعات المشتركة أيضا. وانضم إلى اعتراض الشركات النفطية على اقتراح وزارة المالية بتعديل الضريبة على الإنتاج النفطي عدد من الشخصيات الاقتصادية الرسمية في مقدمتهم وزير المالية وكذلك وزير التنمية الاقتصادية، ومدير «زبير بنك»، والنائب الأول لرئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي).
ويقول محللون اقتصاديون إن وزارة المالية الروسية التي تقف حاملة اقتراحاته وحيدة أمام هذه الموجة من الانتقادات فضلت تحميل العبء على القطاع النفطي لسد الفجوات في الميزانية، كخيار بديل وأنسب عن الحد من الإنفاق الاجتماعي، أو الإنفاق السريع لمدخرات صندوق الاحتياطي وصندوق الرفاهية الوطني. ولما كان اللجوء إلى أي من الخيارين السابقين خطوة محفوفة بعواقب اقتصادية وخيمة قد تدفع الحكومة إلى تقليص جدي ومؤثر في الإنفاق عام 2018 حيث ستجري الانتخابات الرئاسية، ارتأت وزارة المالية تجميد خطة تخفيض الضرائب على القطاع النفطي، وتعديل قيمة الرسوم الضريبية بعد هبوط سعر صرف الروبل، الذي يعني زيادة في دخل الشركات النفطية بالعملة المحلية.
وكانت الحكومة الروسية قد أعلنت عن ما يسمى «مناورة ضريبة» ترمي إلى تحسين أوضاع القطاع النفطي من خلال تخفيض رسوم الصادرات النفطية من 42 في المائة إلى 36 في المائة.
وتأجيل إطلاق العمل بهذه الخطة سيسمح للميزانية بالحصول على دخل بقدر 195 مليار روبل العام القادم، هذا في حال كان سعر صرف الروبل عند مؤشر 50 روبلا مقابل الدولار. وقد أيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع يوم 22 سبتمبر (أيلول) لبحث الميزانية اقتراحات وزارة المالية الروسية بهذا الصدد. وقال خلال ذلك الاجتماع إن العجز في خطة الميزانية لعام 2016 يجب ألا يتجاوز 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وكرر تأييده لاقتراح وزارة المالية بالحصول على دخل إضافي من منتجي ومصدري النفط.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».